استهدف
هجوم بطائرات مسيّرة مفخّخة ليل الأربعاء قاعدة التنف العسكرية الواقعة في جنوب سوريا
قرب الحدود مع العراق والأردن، التي يستخدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة،
وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول أمريكي.
وقال
المرصد ومقرّه في بريطانيا في بيان: "دوّت انفجارات في قاعدة التنف العسكرية التابعة
للتحالف الدولي مساء اليوم، نتيجة قصف من طائرات مسيّرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد
الغذائية داخل القاعدة".
وأضاف
المرصد أنّ هذا الهجوم "لا يُعلم ما إذا كان يقف خلفه تنظيم الدولة أو المليشيات
الإيرانية"، التي تقاتل دعما للنظام السوري، مشيرا إلى "عدم ورود معلومات
عن خسائر بشرية".
بدوره
أكّد مسؤول أمريكي لوكالة فرانس برس أنّ القاعدة استُهدفت بهجوم.
وقال
المسؤول طالبا عدم نشر اسمه: "لا علم لنا بسقوط ضحايا" من جرّاء هذا الهجوم.
وتقع
قاعدة التنف العسكرية في الصحراء في جنوب سوريا، وقد أنشأها التحالف الذي تقوده الولايات
المتّحدة في 2016 في إطار حربه ضدّ تنظيم الدولة.
ولا
ينفكّ النظام السوري وحلفاؤه يؤكّدون انتفاء الأسباب لوجود أي قوات أمريكية في هذه
المنطقة.
وعلى
مقربة من هذه القاعدة، الواقعة على طريق بغداد-دمشق الاستراتيجي، تتمركز فصائل مسلّحة
مدعومة من إيران.
وكانت
القاعدة ذاتها قد تعرضت لهجوم مماثل في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأكد
مصدر في البنتاغون، الجمعة، أن معلومات استخباراتية "دقيقة" دفعت قيادة القوات
الأمريكية الموجودة في القاعدة إلى إجلاء العناصر منها، قبل الهجوم الذي تعرضت له في
20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضاف
المصدر في تعليق لقناة "الحرة"، بشأن الجهة التي تقف وراء الهجوم، أن مجموعات
قليلة فقط هي التي تستخدم هذه المسيرات، مشيرا إلى أن عملية فحص المسيرات التي لم تنفجر، وفرت كثيرا من المعلومات للولايات المتحدة حول تلك الجهة.
وتابع
المصدر أن الولايات المتحدة تمارس كثيرا من ضبط النفس مقابل أنشطة إيران الخبيثة المتزايدة
في المنطقة، منعا لأي تصعيد يعرقل الجهود الدبلوماسية للعودة إلى الاتفاق النووي مع
إيران.
وقال
المصدر؛ إن البنتاغون قلق من وتيرة الاعتداءات بالمسيرات وعددها في الآونة الأخيرة،
لا سيما التحليق الخطر الذي قامت به على مسافة قريبة من حاملة الطائرات "يو أس
أس أسيكس" الأمريكية الأسبوع الماضي.
يشار
إلى أن البنتاغون لم يتهم إيران حتى الآن بشكل رسمي بالوقوف وراء الهجوم على قاعدة
التنف.
من
جهة أخرى، كشف مسؤولون لـ"نيويورك تايمز" أن معظم القوات الأمريكية البالغ
عددها 200 عنصر، المتمركزة في القاعدة، تم إجلاؤها قبل ساعات بعد تلقيها بلاغات من
المخابرات الإسرائيلية.
وأشار
مسؤولون أمريكيون وفق "نيويورك تايمز" إلى أنهم يعتقدون "أن إيران وجهت
وزودت" مليشيات موالية لها بالمعدات لتنفيذ الهجوم.
وذكر
مسؤولون من المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، أن لديهم معلومات استخباراتية تشير إلى
أن إيران كانت وراء العملية، حيث لم تنفجر ثلاث طائرات، وبعد تفحصها وجد أنها تستخدم
التكنولوجيا ذاتها التي تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران في العراق.
اقرأ أيضا: WP: بصمات إيران بهجوم على "التنف" بسوريا تنذر بتصعيد جديد
تحقيق يكشف ارتكاب أمريكا مجزرة في الباغوز بحق نساء وأطفال
تلويح أمريكي بفرض عقوبات على استثمارات إماراتية بسوريا
واشنطن وطهران تدينان محاولة اغتيال مصطفى الكاظمي