ملفات وتقارير

إيران تعلن استئناف "الزيارات الدينية" إلى سوريا.. لماذا الآن؟

الأسد خامنئي - سانا

تزامناً مع الانفتاح الخليجي تجاه النظام السوري، والحديث عن رغبة عربية بمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، أعلنت إيران عن توقيعها اتفاقا مع النظام السوري على استئناف السياحة الدينية بين البلدين.

وأكد التلفزيون الإيراني، توقيع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي رضا رشيديان، في ختام زيارته إلى دمشق، لاتفاقية استئناف السياحة الدينية مع وزير السياحة في حكومة النظام السوري محمد رامي مارتيني.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد عمائم نفوذ إيران بسوريا ومؤسساتها (ملف)

وفي قراءته للخطوة الإيرانية، قال الباحث المختص بالشأن الإيراني، مطيع البطين، إن إيران تؤكد من خلال هذا الإعلان استمرارية وجودها في سوريا، خصوصا في ظل تسريبات عن الحد من الوجود الإيراني في البلاد.

وأضاف لـ"عربي21" أن إيران تريد ترسيخ الجانب الديني الذي تعتمد عليه في مخاطبة أتباعها، معتبراً أن "إيران لم تبن المقامات والمزارات لتتركها دون استثمار لمشروعها الذي يجعل من البعد الديني مطية له".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تستعرض أبرز أنشطة "التشيع" الإيرانية بسوريا

ويتفق مع البطين، الكاتب والمحلل السياسي المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو، الذي اعتبر أن الخطوة تهدف كذلك إلى خطب ود الشارع الإيراني الذي يطالب باستئناف الرحلات الدينية إلى سوريا.

وفي حديث لـ"عربي21"، قال جلو، إن توقيع الاتفاق، يعطي انطباعاً بانتهاء الحرب في سوريا، وعليه تحاول إيران استباق الطروحات العربية والدولية لمقايضة إعادة الشرعية لنظام الأسد بتحجيم نفوذ إيران في سوريا.

وتابع المحلل بأن إيران تخطط لتوريط الأسد أكثر، من خلال الموافقة على عودة الزيارات الدينية، وكذلك تحاول جس نبض النظام وقياس ردة فعله على ما يتم تسريبه عن عروض أو ضغوط تصب في رفع عقوبات وتخفيف العزلة مقابل تحجيم نفوذها بسوريا، وفق قوله.

الزيارات الدينية إلى سوريا


ومنذ اندلاع الثورة السورية، توقفت إيران عن إرسال قافلات الزوار إلى سوريا، وبدأت منذ بداية العام الحالي 2021، بإعطاء الموافقة لعدد محدود من الزوار بزيارة المقامات الدينية من دون الإعلان رسميا عن ذلك.

وأسهم تمكن فصائل المعارضة في العام 2012، من أسر 48 إيرانيا في الغوطة الشرقية، بعد استدراج حافلة كانت تقلهم على طريق المطار في اتجاه المقامات الدينية التي يحجون إليها في العاصمة دمشق، في تشدد إيران بمنع دخول أي قافلة زوار إلى سوريا.

وبحسب التلفزيون الإيراني، أكد وزير سياحة النظام السوري أن دمشق ترغب في تسيير سريع لهذه الرحلات، لافتاً إلى أن وزارته أبلغت مكاتب السياحة السورية للتخطيط لاستقبال السياح الإيرانيين خلال المستقبل القريب.

 

اقرأ أيضا: FP: هكذا تعمل إيران على تشييع السنة السوريين

وتعد منطقة ومقام "السيدة زينب" من أكثر المناطق التي تقصدها الوفود الإيرانية في سوريا، ويأتي مقام السيدة رقية في المرتبة الثانية، ومن ثم نقطة المشهد، على حد تأكيد الباحث مطيع البطين.

مقام السيدة زينب

ومع اندلاع الثورة السورية، بررت إيران تواجد مليشيات مدعومة منها في سوريا بحماية المقامات، وخصوصاً مقام السيدة الزينب من هجمات مسلحي المعارضة.

يقع مقام السيدة زينب في جنوبي العاصمة دمشق، وقبل اندلاع الثورة كان يزور هذا المقام سنوياً مئات الآلاف من الزوار الشيعة خصوصاً من إيران والعراق ولبنان، بمعدل 1500 سائح يوميا، بحسب التقديرات الرسمية.

 

مقام السيدة رقية

في حي العمارة الدمشقي، وعلى بعد 100 متر من المسجد الأموي، يقع مقام السيدة رقية، الذي جدد على مراحل كان آخرها عام 1985، حيث أعيد بناؤه بطراز فارسي من الحجر الملبس بورق الذهب والعاج والمرمر، وتوسع ليشغل مساحة أربعة آلاف متر مربع.

مسجد النقطة

ويعد مسجد النقطة في حي المشهد بحلب، واحداً من أبرز المقامات الشيعية في سوريا، إذ تؤمن مصادر الشيعة أن "المسجد يحتوي على صخرة تحمل قطرات دماء الإمام الحسين".

وفي العام 2020، أعادت إيران الصخرة إلى المسجد، بعد أن تم نقلها في أواخر العام 2012 إلى مكان غير معلوم، مع اقتراب فصائل المعارضة من مكان المسجد.

وإلى جانب تلك المقامات، بنت إيران عشرات المقامات في دمشق وريفها وفي حلب وحمص وحماة ودير الزور ودرعا.

وتقول مصادر المعارضة، إن إيران اتخذت المقامات وحمايتها ذريعة لمساندة النظام السوري، وركيزة لنشر التشيع في سوريا.