كشف موقع "لايف ساينس"، من خلال مقال حمل عنوان "ماذا يفعل الرئيس طوال اليوم؟"، عن كيفية قضاء رؤساء الولايات المتحدة لوقتهم أثناء العمل.
واعتمد الموقع في مقاله، الذي ترجمته "عربي21" على مجموعة بيانات جمعها المدير التنفيذي لمشروع "انتقال البيت الأبيض" تيري سوليفان، من عام 1953 حتى عام 1993.
ومشروع "انتقال البيت الأبيض"، منظمة غير حزبية تساعد الإدارات الرئاسية القادمة على الاستقرار.
وتتمثل إحدى طرق تقييم الوظيفة التي اعتمدها سوليفان في قياس عدد الساعات في اليوم التي يعمل فيها رئيس أمريكا.
ويقول تيري سوليفان، من خلال المعطيات التي جمعها في الأيام المئة الأولى من رئاسات دوايت أيزنهاور لغاية ولاية جورج إتش دبليو، إن كل رئيس يطول يومه بنحو 10 بالمئة من أول يوم وصل فيه حتى اليوم المئة.
اقرأ أيضا: FP: سياسة بايدن الخارجية للطبقة الوسطى غامضة
واعتبر سوليفان أن مهام الرئيس الأمريكي لا تقتصر على الخطب العامة والاجتماعات الاحتفالية مع القادة الأجانب، "بل إنها أكبر وأكثر تأثيرا من دور الرئيس التنفيذي في شركة عالمية كبرى".
ووفقا للورقة التي أعدها سوليفان، فإنه بالمتوسط العام، تم تخصيص حوالي 35 بالمئة من ساعات استيقاظ الرئيس لأدوار فريدة للمكتب، بما في ذلك القائد الأعلى للقوات المسلحة، أو قائد القوات المسلحة، على النحو المصرح به بموجب دستور الولايات المتحدة، والعمل كرئيس دبلوماسي للبلاد، و31 بالمئة أخرى من وقت الرئيس تضمنت واجبات تشريعية، مثل الاجتماع مع قادة الكونغرس وتوقيع مشاريع القوانين، وإدارة البيت الأبيض، مما يعني الإشراف على عمل رئيس الأركان المعين وغيره من المساعدين رفيعي المستوى.
وأشار سوليفان إلى أن حوالي 1.4 بالمئة فقط من الأنشطة اليومية، في المتوسط، تم تسليمها للإدارة الاقتصادية، ربما لأن هذا الدور غالبا ما يتم تفويضه إلى خبراء في هذا المجال.
كما يخصص الرئيس الأمريكي حوالي 9 بالمئة من وقته للمهام التي تتعلق بحزبه السياسي والاتصالات، أما الباقي فهو مخصص للسفر والوقت الشخصي.
اليوميات الرئاسية
تمكن المكتبات الرئاسية الأمريكية على الإنترنت كل شخص لديه فضول من معرفة كيف قضى الرؤساء أي يوم معين خلال القرن الماضي، من خلال "اليوميات الرئاسية"، التي احتفظ بها رؤساء الولايات المتحدة.
وقال جون وولي، المدير المشارك لمشروع الرئاسة الأمريكية: "تمنحك اليوميات إحساسا دقيقا حقا بما فعله الرئيس، على عكس جدول الأحداث الرئيسية التي تم إصدارها للصحافة والعامة"، حسب تصريحه لموقع "لايف ساينس".
وتناول الموقع أحد الأمثلة، إذ بدأ الرئيس ليندون جونسون، في 2 تموز/ يوليو 1964، يومه في الساعة 9 صباحا مع وجبة الإفطار مع زوجته، ليدي بيرد جونسون، وفقا لمذكرات ذلك اليوم، المحفوظة في المكتبة الرئاسية، فيما كان هناك توقيعات على مشاريع القوانين، ولقاءات مع المشرعين والسفراء ومجلس الوزراء، حتى أن هناك إدخالا يقول إن جونسون أرسل مذكرة مكتوبة بخط اليد إلى ابنته لوسي بمناسبة عيد ميلادها السابع عشر.
وعند الساعة 06:45 مساء، وقع جونسون على أحد أهم تشريعات القرن العشرين، قانون الحقوق المدنية لعام 1964، ومن بين العديد من الشخصيات التاريخية، كان مارتن لوثر كينغ حاضرا، وفقا لقائمة المدعوين والصور الرسمية.
اقرأ أيضا: FT: هكذا وظّف بايدن الخوف من عودة ترامب لتغطية ضعف إنجازاته
لم ينته اليوم الرسمي إلا بعد أن نام جونسون بعد قراءة الأوراق على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى مزرعة إل بي جيه في تكساس، في الساعة 10:46 مساء، وفقا للمذكرات.
ومع ذلك، هناك قيود على "اليوميات" في بعض الأحيان، بسبب قضايا الأمن القومي، ويمكن أن تكون السجلات غامضة حول ما حدث في اجتماع معين. أو، قد لا تكون قائمة الأشخاص الذين حضروا اجتماعًا كاملة، بالرغم من أن ذلك يرجع عادة إلى لجنة التنسيق دون إغفال محدد، حسب الموقع.
ويعمل موظفو الأرشيف الوطني في الولايات المتحدة حاليا على تجميع مذكرات الرؤساء المعاصرين، من مصادر بما في ذلك الجدول اليومي للرئيس، وسجلات الخدمة السرية وملاحظات من موظفي البيت الأبيض، بموجب قانون السجلات الرئاسية لعام 1978، وفقا لجمعية البيت الأبيض التاريخية.