ملفات وتقارير

FT: هذه قصة استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل

في عام 2019 قدّمت ستافيلي صفقة إلى ياسر الرميان محافظ صندوق الثروة السيادي السعودي لشراء نيوكاسل- جيتي
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على صفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل التي نجحت السعودية فيها أخيرا.

ونشرت الصحيفة تقريرا بعنوان "كيف تمكن كونسورتيوم بقيادة السعودية من الاستحواذ على نيوكاسل يونايتد".

وقال التقرير إنه "في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، تمت دعوة أماندا ستافيلي وزوجها على متن يخت سيرين العملاق المملوك لولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ضفاف البحر الأحمر، قدّمت ستافيلي صفقة إلى ياسر الرميان، محافظ صندوق الثروة السيادي السعودي البالغ 450 مليار دولار، لشراء نيوكاسل يونايتد".

وأضاف التقرير: "ستؤدي الخلافات السياسية والتجارية إلى تأجيل الصفقة لمدة عامين حتى هذا الأسبوع، عندما استحوذ كونسورتيوم بقيادة صندوق الاستثمار العام في المملكة على النادي، مقابل 305 مليون جنيه إسترليني. تم الإعلان عن الرميان كرئيس غير تنفيذي لنيوكاسل. ستافيلي، وهي أيضا جزء من مجموعة المستثمرين، ستكون في مجلس إدارة النادي".

ونقلت الصحيفة عن ستافيلي قولها إنها عند حضور مباراة نيوكاسل ضد ليفربول في عام 2017، "وقعت في حب" النادي وحاولت التفاوض على الاستحواذ عليه من خلال شركتها الاستثمارية "بي سي بي بارتنرز". ويلفت التقرير إلى أن "المحادثات التي استمرت لفترة طويلة في عام 2018 انهارت بعد أن أعلن آشلي (مالك النادي السابق) أن المفاوضات مع ستافيلي كانت مضيعة للوقت".

ويضيف: "أحيت ستافيلي، المعروفة بعلاقاتها الخليجية، المحادثات دون قلق من خلال جلب مستثمر في شكل صندوق الاستثمارات العامة السعودي. ومن المجموعة الاستثمارية البريطانية روبن براذرز".

ويشير التقرير إلى أن "صندوق الاستثمارات العامة في المملكة كان يشرع في فورة إنفاق بمليارات الدولارات لتطوير قطاع الرياضة والترفيه في البلاد والترويج لصورة جديدة للأمة المحافظة".

وفي نيسان/ أبريل 2020، تم الاتفاق مع آشلي على صفقة استحواذ بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني، لكنها تعثرت في عملية الحصول على موافقات الدوري الإنجليزي الممتاز، بحسب الكاتبين.

و"ستحتاج السعودية إلى تلبية اختبار مالكي ومديري الدوري، والذي يمكن أن يمنع المشترين المحتملين إذا ارتكبوا فعلا في أرض أجنبية يمكن اعتباره جريمة جنائية في بريطانيا، حتى لو لم يكن غير قانوني في أراضيهم الأصلية"، يلفت التقرير.

"كان ذلك مشكلة نظرا لتورط السعودية المزعوم في "بي آوت كيو"، وهي شبكة تلفزيونية مقرصنة تبث الأحداث التي أنفقت قناة "بي إن سبورتس" ومقرها قطر المليارات من أجل الحصول عليها، بما في ذلك مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. قامت "بي إن" بممارسة ضغوط مكثفة ضد الصفقة، كما فعل نشطاء حقوق الإنسان".

ووفقا لاتصالات نشرتها صحيفة ديلي ميل لأول مرة، أرسل الأمير محمد رسائل نصية إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في حزيران/ يونيو 2020 بحجة أن العلاقات الأنجلو-سعودية ستتضرر ما لم تتم الموافقة على صفقة نيوكاسل و"أننا نتوقع من إدارة الدوري الإنجليزي الممتاز إعادة النظر وتصحيح استنتاجها الخاطئ".

وبعد شهر، رفضت مجموعة المستثمرين استكمال الأوراق المتعلقة باختبار ملكية الدوري، وأعلنت علنا انسحابها من الصفقة.

ولكن قبل أسبوعين من تنصيب جو بايدن، استضافت السعودية قمة اتفقت خلالها هي وحلفاؤها، الإمارات والبحرين ومصر، على إعادة العلاقات مع قطر، واستقبل الأمير محمد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بعناق حار في مشهد تقارب بينهما. قال شخص مطلع على محادثات نيوكاسل: كان شهر يناير حاسما للغاية. الجميع (في الشرق الأوسط) كانوا أصدقاء".

"قبل عدة أسابيع (من إتمام الصفقة)، قال مسؤولون سعوديون لنظرائهم القطريين إنهم سيرفعون الحظر عن "بي إن" قريبا. ثم التقى وزير الإعلام السعودي بمسؤولين بريطانيين وأكد لهم أنه سيتم إلغاء حظر القناة. كما أشار المسؤولون في البلاد إلى أنهم سوف يقومون بتسوية القضايا القانونية المتعلقة بالقرصنة التلفزيونية المزعومة التي رفعتها الدوحة".

ويختم التقرير نقلا عن أحد الأشخاص المطلعين على المفاوضات: "يقولون الآن نحن نتعامل مع صندوق الاستثمارات العامة، وليس مع الدولة السعودية. ولكن كيف يفسر إرسال محمد بن سلمان رسالة نصية إلى بوريس جونسون بشأن الصفقة"؟