نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلتها في الشرق الأوسط، كلوي كورنيش، أشارت فيه إلى إحباط الشبان العراقيين من الانتخابات العراقية وما ينجم عنها، معتبرين أن وعودات السياسيين مليئة بالأكاذيب.
علي هاني، البالغ من العمر 19 عاما، والذي يعيش في بغداد شاهد بغضب، حيّه الممتلئ بالملصقات التي تحمل صور المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، وهي السادسة منذ الغزو الذي قادته أمريكا في عام 2003.
وقال طالب المدرسة الثانوية: "يبدو المشهد قبيحا، رأيت لافتة تغطي إشارة مرور.. هؤلاء المرشحون، لا يفكرون [في] ما هو الصواب والخطأ الذي يجب فعله".
هاني غير مهتم بما يقوله السياسيون والتزاماتهم بالإصلاحات ومعالجة الفساد ويعتبره مليئا بالأكاذيب. في علامة على نفوره من المرشحين في منطقته، فهو يخطط لإفساد بطاقة اقتراعه بدلا من التصويت.
قال هاني في مقابلة هاتفية "نحن جيل الشباب"، الذي تتميز مواقفه عن مواقف العراقيين الأكبر سنا وفكرا "أذهاننا لا تزال صافية وغير ملوثة بكل هذه الأكاذيب".
حوالي 60% من العراقيين تقل أعمارهم عن 25 عاما، وتعد انتخابات نهاية الأسبوع للبرلمان المكون من 329 مقعدا هي الأولى منذ احتجاجات الشوارع الضخمة في عام 2019 من قبل الشباب الغاضبين من الفساد والبطالة اللذين أسقطا الحكومة.
وقد تعهدت إدارة انتقالية بإجراء انتخابات مبكرة، وقانون انتخابي جديد، وتحقيق العدالة لأكثر من 500 متظاهر قتلوا في الحملة القمعية.
اقرأ أيضا: NYT: السلاح والمال لا يزالان يهيمنان على انتخابات العراق
لكن بسبب الوباء وانهيار أسعار النفط، لم تتمكن من الوفاء بوعودها. تجري الانتخابات قبل ستة أشهر فقط من الموعد المقرر. أنشأ القانون الانتخابي الجديد دوائر انتخابية صغيرة يقول المحللون إنها تخاطر بتعزيز الأحزاب السياسية القائمة.
ويتنافس أكثر من 3000 مرشح في 83 دائرة انتخابية، وبينما يمكن لأشخاص جدد ترشيح أنفسهم للمرة الأولى، تظل القوى السياسية القائمة راسخة. يشترط أن يكون المرشح فوق سن الـ28. في مواجهة تهديدات حقيقية للغاية لسلامتهم من الجماعات المسلحة التي تريد الحفاظ على الوضع الراهن، اختارت العديد من الأحزاب السياسية الناشئة مقاطعة الانتخابات.
وعملت الأحزاب الحالية على تسريع آلاتها الانتخابية المتطورة - على وجه الخصوص، التيار الصدري الذي يأخذ اسمه من رجل الدين الشعبوي مقتدى الصدر، والذي يتوقع أن يبني على نجاحه في انتخابات 2018..
وفي حين أن النتائج الأولية قد تكون متاحة يوم الأحد، فإن من المحتمل أن تكون هناك مساومة مطولة قبل أن يتم اختيار رئيس وزراء جديد من قبل السياسيين، وهو ما يعكس جزئيا نظاما مصمما لضمان التمثيل لجميع الطوائف والأعراق في البلاد.
قال ياسر مكي، الناشط الشبابي البارز ومدير منظمة موجة غير الحكومية التي تركز على الشباب، إنه بينما كان الشباب العراقيون يأملون في البداية أن تحفز حركة الاحتجاج التغيير، فإنه الآن وقد وصلت الانتخابات "لن يصوت الكثير من الناس".
وقال مكي إن الشباب العراقي "يريدون تغييرا سريعا، فهم غير مقتنعين بالتغيير التدريجي. نحاول أنا وآخرون إقناعهم بأن التغيير الأكثر صحة هو بلعب اللعبة بقواعدها، واللعبة هي الديمقراطية. لأن البديل خطير للغاية".
وقال سجاد جياد، الزميل المقيم في بغداد في مؤسسة "Century Foundation" والذي درس التحديات التي تواجه الشباب العراقي، إن السياسيين يفشلون في التعامل مع استياء الشباب، "لذا، فإنه عندما يصبح الشباب أكثر يأسا، فإن الشعور بالتهميش يجعلهم أكثر غضبا ويزيد شعورهم بأنهم [غير ممثلين] وسيبدؤون بالبحث عن ردود فعل أكثر تطرفا، ما يجعل العنف مرجحا".
ويرغب الشباب العراقي بشكل خاص في الحصول على فرص عمل وتعليم أفضل، وهم حاليا من بين الأسوأ في المنطقة. ووفقا لإحصاءات منظمة العمل الدولية، فقد بلغ عدد الشباب العراقي الذين لم يعملوا لا في التعليم ولا في التدريب 40.6% في عام 2012، وهي آخر مرة تم فيها جمع بيانات موثوقة. وعلى سبيل المقارنة، فقد كان لدى جيران العراق، إيران وتركيا، معدلات أقل من 30% في عام 2020.
اقرأ أيضا: إيكونوميست: انتخابات العراق بلا قيمة لو تمت مقاطعتها
بالنسبة للبعض، مثل مكي، فإن المشاركة الديمقراطية هي الطريقة الوحيدة لوقف ما يرون أنه قوى خطيرة توسع نفوذها في البرلمان - أي الأحزاب المرتبطة بالمليشيات المدعومة من إيران، والتي يُشتبه على نطاق واسع بأنها وراء قتل المتظاهرين وكذلك الصدر الذي اتهم أتباعه بمهاجمة معسكرات الاحتجاج.
وقد يؤدي التماس اللحظة الأخيرة للتصويت من المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق، آية الله العظمى علي السيستاني، إلى تحفيز المزيد من أعضاء الأغلبية الدينية في العراق على المشاركة.
لكن مع عدم وجود أمل في أن يتمكن صندوق الاقتراع من إحداث التغيير، فقد قال علي عيسى، مندوب مبيعات الأدوية البالغ من العمر 25 عاما، إنه لم يكلف نفسه عناء التسجيل للحصول على بطاقة تصويت جديدة. وقال عيسى: "الفساد كثير جدا، ربما أصواتنا لا طائل من ورائها.. الأسماء تتغير ولكن نفس السياسة" تبقى قائمة.
السكرتيرة حوراء، 24 سنة، هي أحد الذين لن يصوتوا. وقالت: "إنها نفس النتيجة سواء قمت بالتصويت أم لا.. لسنا نحن في الحقيقة من نختار".
الغارديان: هل سيخسر ماكرون كل شيء؟
الغارديان: هل ساهمت معلومات من قاعدة بريطانية بمقتل سليماني؟
الغارديان: هل تنجح انتخابات ليبيا أم يفشل بناء الدولة؟