نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا أعده بوبي غوش عن محاولة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التأثير على طالبان، مشيرا إلى أن الكثيرين في أنقرة تعاملوا مع تصريحات المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، بنوع من الترقب.
ونقل الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، عن مجاهد قوله، في مؤتمر صحفي، إن تركيا وقطر تساعدان في جهود إعادة عمليات مطار كابول الدولي.
لكن المتحدث باسم طالبان لم يقطع فيما إذا كانت قطر أو تركيا ستدير المطار، إلا أنه لم يستبعد هذا.
وبالنسبة لحكومة أردوغان، فإدارة المطار هي طريقة لبناء موطئ قدم لها في أفغانستان طالبان، بحسب "غوش".
وعرضت أنقرة على الحركة حراسة محيط المطار، في الوقت الذي سرعت فيه إدارة بايدن عمليات الإجلاء من أفغانستان. ولم تبد طالبان أي رغبة في قبول العرض، بل وحذر مجاهد، في تموز/ يوليو، قائلا إن المقترحات التركية "ليست في محلها، وهي خرق لسيادتنا وكرامة أراضينا، وضد مصالحنا القومية".
واعترف المسؤولون الأتراك بأن التصريحات تعتبر نكسة، وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ،الأسبوع الماضي، أن الشركات الخاصة وليس القوات التركية قد تقدم الأمن للمطار.
وسيكون المطار على رأس الأجندة لو تابع أردوغان الأمر وقدم دعوة إلى قيادة طالبان لزيارة تركيا. وسواء تعاونت تركيا مع طالبان من خلال الرجال بالزي العسكري أو بزي الشركات، فإن أردوغان راغب بلعب دور رئيسي في إدارة البوابة الأساسية لأفغانستان على العالم. وستكون هذه الطريقة المؤكدة لبناء التأثير مع حكومة بقيادة طالبان، والتي لن تخدم مصالح تركيا القومية، بل وطموحات أردوغان الكبرى.
وفي وقت تتنافس فيه قطر وباكستان على دور الناصح لحركة طالبان، فإن تركيا تريد أن تهمس وإن بشكل عرضي في آذان حكام كابول الجدد.
وأكثر ما يقلق بال تركيا هو منظر خروج كبير للأفغان الفارين من الحكم الجديد، وعدم الاستقرار السياسي. وعادة ما تمضي غالبية اللاجئين الأفغان تجاه باكستان وإيران اللتين استقبلتا عددا كبيرا منهم خلال سنوات الحرب التي مضى عليها 40 عاما، إلا أن عددا لا يستهان به منهم يختار تركيا كوجهة له، على أمل الوصول إلى أوروبا"، وتعتبر تركيا من أكثر التجمعات في العالم للاجئين، وهناك أكثر من 3.7 مليون لاجئ في البلد، حسب إحصائيات المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وغالبية هؤلاء هم سوريون، فيما يصل عدد الأفغان في تركيا إلى 130.000 لاجئ، وهو عدد كبير. وقال أردوغان إنه لا يريد تحول بلاده إلى "غرفة انتظار" حتى تحين فرصة خروج. ورغم تلقي تركيا مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي للعناية باللاجئين، إلا أن مجرد وجودهم يعتبر مصدرا لعدم الاستقرار السياسي والمشاكل للرئيس.
اقرأ أيضا: أمريكا تمنح حكومة طالبان "فرصة" رغم ضمها "إرهابيين"
وأدت مظاهر الحنق على الأجانب بين الأتراك إلى حوادث عنف في أنقرة. وكان السوريون هم الأكثر تضررا منها، لكن الأفغان الذين يصلون إلى تركيا سيجدون أمامهم استقبالا معاديا. وبالنسبة لأردوغان الذي تتراجع شعبيته وسط تراجع في الاقتصاد، فالثمن السياسي لموجة جديدة من اللاجئين يفوق أي مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي. ومن الأفضل إقناع طالبان على التأكد من خلال حكم لين أو سيطرة متشددة على الحدود لإبقاء الأفغان داخل حدود بلدهم.
وسيعطي التأثير التركي على كابول رأسمالا سياسيا للناتو ومع إدارة جوزيف بايدن. ويواجه أردوغان معارضة في بروكسل؛ نظرا لمواقفه المؤيدة لروسيا والمعارضة للغرب ولسجل حكومته الفقير في مجال حقوق الإنسان.
وبتحمل تركيا بعضا من المسؤوليات التي تخلت عنها الولايات المتحدة والناتو قد يؤدي إلى تلطيف النبرة المعادية. ويمكن لأنقرة أن تطور مكاتب جديدة في كابول، لإقناع طالبان تعديل مواقفها تجاه المرأة مثلا، وسيجنب أنقرة الكثير من المواقف المعادية، ويعطي تركيا بعضا من المديح.
وتعتبر أفغانستان بالنسبة لأردوغان فرصة لتوسيع التأثير التركي وموقفه كقائد للعالم الإسلامي، وعلى حسابه منافسته السعودية، وفق تقدير الكاتب.
ويمضي بالتساؤل عما إذا كانت تركيا وأردوغان في وضع لتحقيق كل هذه الطموحات في أفغانستان.
ويجيب الكاتب بالقول إن هذا كله يعتمد على حلفائه في الدوحة الذين طوروا علاقات مع طالبان.
تابع: "ويمكن للقطريين أن يفتحوا الأبواب في كابول، ومن هنا فإدارة مشتركة للمطار، إن كان هذا الذي لمح إليه مجاهد، أمر جيد. ولكن من الباكر جدا القول إن قطر مستعدة للتشارك مع تركيا في دور الرابط لأفغانستان مع العالم، هذا اذا افترضنا أن باكستان لن توجه لهما لكمة".
FT: قطر أصبحت الجسر بين الغرب وطالبان
ما أسباب التقارب بين تركيا والإمارات؟.. موقع روسي يجيب
صنداي تايمز: اعملوا مع طالبان أو استعيدوا رعب التسعينيات