قال رئيس هيئة الأركان الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، الأربعاء، إن أجهزة استخبارات الولايات المتحدة لم يكن لديها أي مؤشر على أن الجيش والحكومة في أفغانستان سوف ينهاران بالكامل خلال 11 يوما فقط.
وأكد ميلي أن المعلومات الاستخباراتية حذرت من أن "الانهيار السريع" يمكن أن يحدث في غضون "أسابيع أو شهور أو حتى سنوات وليس أيام".
وقال ميلي في مؤتمر صحفي، إلى جانب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "لم يكن هناك شيء رأيته أنا أو أي شخص آخر يشير إلى انهيار هذا الجيش وهذه الحكومة في 11 يوما"، وتناول تقارير مختلفة عن فشل الاستخبارات في التنبؤ بانهيار الحكومة والقوات الأفغانية.
وأضاف: "لقد قلت سابقا من على هذه المنصة وفي شهادة تحت القسم، أن المعلومات الاستخباراتية أشارت بوضوح إلى عدة سيناريوهات محتملة: أحدها كان استيلاء طالبان التام على السلطة بعد الانهيار السريع لقوات الأمن الأفغانية والحكومة. الآخر كان حربا أهلية، والثالث كان تسوية تفاوضية".
وتابع: "مع ذلك، فإن الإطار الزمني لسيناريو الانهيار السريع كان متنوعا على نطاق واسع وتراوح بين أسابيع وشهور وحتى سنوات بعد رحيلنا. لم يكن هناك شيء رأيته أنا أو أي شخص آخر يشير إلى انهيار هذا الجيش وهذا لم يحدث في 11 يوما".
اقرأ أيضا: هيرست: هل انتصار طالبان بداية النهاية للإمبراطورية الغربية؟
وسقطت كابول بيد طالبان، الأحد، في انهيار مفاجئ للحكومة التي أسستها ورعتها الولايات المتحدة على مدار العقدين الماضيين.
وبحلول صباح الاثنين، أصبحت أغلب المقار الحكومية في كابول تخضع لإدارة طالبان، التي أعلنت رسميا عن انتهاء الحرب، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه نهايات التسعينيات، بل مع سيطرة أكبر لها على الشمال، الذي لطالما كان عصيا عليها.
وفي المطار، عمّت الفوضى مع اجتياحه من قبل آلاف الأفغان الراغبين في المغادرة، فيما أطلقت القوات الأمريكية النار بالهواء، وتحدثت مصادر عن سقوط خمسة قتلى.
وأجلت أغلب الدول الغربية رعاياها، فيما قررت أخرى إغلاق بعثاتها الدبلوماسية، أو تقليصها ونقلها إلى مطار كابول.
وتوقفت في المطار الرحلات التجارية بالنظر إلى حالة الفوضى، باستثناء تلك المخصصة لإجلاء الرعايا الأجانب، بحماية من القوات الأمريكية وحليفاتها.
ورغم رسائل الطمأنة من طالبان، إلا أن العديد من العواصم الغربية تواصل إطلاق تحذيرات من العودة بالبلاد إلى "التطرف"، أو ارتكاب انتهاكات، فيما تقول الحركة إنها فوجئت بفرار رئيس السلطة المنهارة، أشرف غني، ورفاقه، بالنظر إلى أنها كانت تسعى للتفاهم معهم.
وسيطرت طالبان على جميع المدن الرئيسية في أفغانستان، بما فيها كابول، خلال عشرة أيام فقط من دخولها أولى عواصم الولايات، فيما أكد متحدث باسمها لـ"عربي21" في وقت سابق أن أغلب الولايات "انضمت" دون قتال، وهو ما يبدو أنه انسحب على العاصمة نفسها.