بثت حركة طالبان الأفغانية الثلاثاء، رسائل طمأنة للداخل والخارج بشأن عدد من الملفات التي شغلت الرأي العام المحلي والدولي، لعل أبرزها طبيعة نظام الحكم الجديد، وحقوق المرأة، وبسط الأمن، ومنع الهجمات على الخارج انطلاقا من البلاد.
وفي مؤتمر صحفي من كابول، قال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في أول ظهور علني له، إن "الإمارة الإسلامية ملتزمة بالحفاظ على حقوق المرأة في إطار الشريعة، وسيسمح لها بالعمل"، معلنا العفو العام عن كل الموظفين المدنيين والعسكريين في الحكومة السابقة، داعيا المترجمين والمتعاونين مع الاحتلال الأمريكي إلى العودة لبيوتهم، متعهدا بعدم المساس بهم.
وعلى صعيد دولي، قال مجاهد، "إنه لن يتعرض أي شخص من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي للأذى، أعداء داخليين أو خارجيين".
وتابع: "الإمارة الإسلامية تتعهد لجميع دول العالم بأنها لن تكون مصدر تهديد من أفغانستان لأي دولة"، مشددا بالقول أن "أمن السفارات الأجنبية مهم بالنسبة لنا ونتعهد بأن تكون آمنة تمامًا".
وأضاف المتحدث باسم طالبان: "دولتنا إسلامية سواء قبل 20 عاما أم الآن لكن هناك اختلاف هائل بين ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل 20 عاما".
وحول حرية العمل الصحفي قال "يمكن لوسائل الإعلام العمل في ضوء الإطار الثقافي لنا".
اقرأ أيضا: "طالبان" تعلن عفوا عاما عن كافة موظفي الدولة
وفي أول رد على المؤتمر الصحفي لطالبان، قال متحدث باسم الأمم المتحدة يقول "سنحتاج إلى معرفة ما سيحدث فعلا وسنحتاج إلى رؤية أفعال على الأرض بشأن تنفيذ الوعود".
وسيطرت طالبان على كل أفغانستان في غضون بضعة أيام، والأحد دخلت العاصمة كابول، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ أيار/ مايو الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.
برادر يصل قندهار
قال متحدث باسم حركة طالبان في تغريدة إن الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة وصل إقليم قندهار الأفغاني بصحبة وفد.
ويتولى برادر، وهو من مؤسسي الحركة، رئاسة المكتب السياسي للحركة حاليا وهو عضو في الفريق المفاوض التابع لطالبان والذي كان في الدوحة حيث تجري محادثات بشأن وقف لإطلاق النار.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت برادر عام 2010 في مدينة كراتشي بجنوب باكستان وأطلقت سراحه عام 2018.
البنتاغون يسرع الإجلاء
عززت الولايات المتحدة الثلاثاء وجودها العسكري في مطار كابول لتسريع وتيرة عمليات الإجلاء بعد فتح قناة تواصل بين العسكريين الأميركيين الذين يؤمّنون المدرج وعناصر طالبان الذين يسيطرون على العاصمة الأفغانية.
وأعلن المسؤول في هيئة الأركان الأميركية الجنرال هانك تايلور أمام الصحافة أن ألف جندي أميركي وصلوا ليلا إلى مطار كابول وتم إجلاء حوالى 800 شخص منذ مساء الاثنين، بينهم 165 أميركياً.
وأوضح أن التعزيزات العسكرية التي يُفترض أن تتواصل في الأيام المقبلة، ستسمح بـ"تسريع" عمليات الإجلاء للتمكن من إجراء رحلة كل ساعة "في الساعات الأربع والعشرين المقبلة".
وأضاف الجنرال تايلور أنه إذا "(عملنا) بكامل طاقاتنا، نتوقع مغادرة خمسة إلى تسعة آلاف (شخص) يومياً".
وأشار إلى أن العمليات لم تعقها طالبان. وقال "لم نواجه أي تفاعل عدائي، أي اعتداء أو تهديد من جانب طالبان".
وكشف أيضاً أن جنوداً أفغاناً لم يستسلموا لطالبان وصلوا إلى مطار كابول ويشاركون في عمليات الإجلاء.
وقال "هناك 500 إلى 600 عنصر من القوات الأفغانية يساعدوننا في ضمان الأمن".
وأعلن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن قناة تواصل مباشرة فُتحت بين الجيش الأميركي وطالبان بعد لقاء الأحد في الدوحة جمع الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية وقادة طالبان.
وقال "قادتنا في المطار على تواصل مع قادة طالبان على الأرض خارج المطار" رافضاً إعطاء تفاصيل حول مضمون المحادثات.
زعيم طالبان باكستان يتحدث عن علاقتهم بالحركة الأفغانية
جنرال أمريكي يهدد طالبان بحال مواصلتها هجومها بأفغانستان
الحكومة الأفغانية تفرض حظر تجول ليليا لمواجهة تقدم طالبان