تحدث السفير التركي السابق في دمشق، عمر أونهون، في كتابه "سوريا بعيون السفير"، عن الأسباب التي ساهمت في عدم نجاح المعارضة السورية في بدايات الثورة التي انطلقت عام 2011.
ويعد السفير المتقاعد، هو آخر دبلوماسي تركي في دمشق، وعمل كرجل ثاني في السفارة التركية ما بين 1998- 2000، وانتقل بعدها للعمل كقنصل عام في نيويورك عام 2002، ليعود ليستلم منصب نائب مدير عام منطقة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية التركية عام 2006، ليتم ترقيته لدرجة سفير وينتقل إلى العاصمة السورية عام 2009.
وبعد إغلاق السفارة التركية في دمشق في 25 آذار/ مارس 2012، عاد أونهون إلى أنقرة وبقي فاعلا في الملف السوري حتى عام 2014 ليتم تعينه سفيرا في مدريد، ويقرر التقاعد في نيسان/ أبريل الماضي.
وكشف السفير التركي في كتابه، أنه أرسل رسالة إلى وزارة الخارجية التركية مع اندلاع الثورة التونسية، أشار فيها إلى أن سوريا ليست بمنأى عن موجة من الاضطرابات الداخلية، وأن الواقع السوري يختلف عن البلدان الأخرى بسبب البنية غير المتجانسة ووجود الطائفينوالمجموعات العرقية.
عوامل ساهمت في إفشال المعارضة
ومن ضمن المراجعات التي تحدث عنها السفير التركي، أشار إلى العوامل التي ساهمت في إفشال المعارضة مع مهد الثورة السورية.
وقال أونهون، أن العامل الأول يكمن في أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، لم يكن لديه أي نية لتقاسم السلطة، أو القيام بأي عملية انتقال ولذلك لم يتم الشروع في عملية إصلاح.
اقرأ أيضا: التايمز: ثورة سوريا أججت اليمين المتطرف والاستقطاب بأوروبا
أما العامل الثاني، هو عدم وجود جواب لتساؤل "ما هو البديل الذي سيقدم لنظام الأسد؟"، وبحسب السفير: "بقي الجواب فارغا، منذ بداية الأزمة، وأن كانت هناك مخاوف لدى المجتمع الدولي والشعب السوري بأن البديل هو إنهيار الدولة وعموم الفوضى فقط".
وتحدث السفير أن العامل الثالث، هو أن المجتمع الدولي كان يتعامل بغموض أمام المعضلة السورية، والبلدان التي دعمت وشجعت معارضي النظام السوري انسحبت بعد فترة وبدأت بالتصرف وفق أولوياتها الخاصة.
أما العامل الرابع، هو أن المعارضة على الرغم من مساعيها الكبيرة لتوحيد جبهتها والترابط معا، فإنها "فشلت في الحفاظ على الاتساق المطلوب فيما بينها" بحسب السفير التركي الذي قال إنه في هذه اللحظة، أدت الاختلافات في الرأي بين الدول التي تدعم المعارضة والنضال من أجل أن تكون فعالة إلى اضعاف الحركة.
وفي مقابل ذلك، تمكنت إيران وروسيا، اللتان تدعمان النظام، من اتخاذ قرار أكثر اتساقا على الرغم من اختلافهما في الرأي، وكان أهم العوامل هو قيام موسكو بإنزال القوات الروسية إلى الميدان في سوريا عام 2015.
ظهور الجماعات الراديكالية
ولفت إلى أن هناك تطور حاسم آخر وهو ظهور الجماعات الراديكالية في سوريا، مشيرا إلى أن ظهورها أثر في تغيير "قواعد اللعبة".
وأوضح الدبلوماسي التركي، أن بروز الجماعات الراديكالية أثار مخاوف الأوساط السنية العلمانية والمعتدلة، فضلا عن أعضاء الطوائف والأديان الأخرى، مما ساهم في اصطفاف العديد إلى جانب النظام السوري خشية منها.
وأشار إلى أن ظهور الجماعات الراديكالية، دفع أولئك الذين لم يتعاطفوا مع النظام، وبقوا في الوسط، للاصطفاف إلى جانبه باعتباره "أهون الشرّين"، كما عادت بعض الجماعات المسلحة المعارضة للنظام لاسيما تلك التي تركت الجيش بالبداية، إلى صفوف النظام بسببها.
ويضيف السفير التركي عاملا خارجيا آخر، وهو أن إراقة الدماء من تنظيم الدولة في مختلف مدن أوروبا بهجمات إرهابية، ساهمت في تغيير المنظور الدولي تجاه الأزمة السوري، وأصبح بروز "داعش" التهديد الأول.
ولا يخفي الدبلوماسي التركي انحيازه للمعارضة السورية منذ البداية، مسجلا في الوقت ذاته انتقادا، أنه في البداية ظهرت شخصيات في المعارضة أكثر عقلانية في نظرتها للأزمة السورية، لكن جرى استبدالها بشخصيات رأوا بأن "القتال" هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.
واستدرك قائلا: "على كلا الطرفين، برز الانتهازيون، والمتطرفون، والمستفيدون من الحرب".
أنقرة تحتج على افتتاح "ممثلية" لـ"أكراد سوريا" في جنيف
كليتشدار أوغلو يسعى لتحييد إمام أوغلو من سباق رئاسة تركيا
الرئيس التركي يبحث مع نظيره الجزائري قضايا المنطقة