ضغطت الولايات المتحدة على حركة "طالبان" التي تواصل تقدمها في عدة ولايات أفغانية منذ أسابيع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، إن المبعوث الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد، غادر إلى قطر، الاثنين، من أجل "الضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري والتفاوض".
وبحسب البيان فإن زاده "سيساعد في صياغة استجابة دولية مشتركة للوضع المتدهور بسرعة في أفغانستان... وسيضغط على طالبان لوقف هجومها العسكري والتفاوض على تسوية سياسية، تكون هي السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في أفغانستان".
وذكرت الوزارة أنها تعبر عن قلقها البالغ من تزايد وتيرة الأعمال العسكرية التي تقوم بها طالبان، وتسفر عن فظائع بحق المدنيين.
ولفتت إلى أنها "ستواصل العمل مع جميع الأطراف ومع أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لتحقيق توافق في الآراء بشأن تسوية سياسية".
وبرغم ذلك، تصر إدارة الرئيس جو بايدن على الانسحاب الكامل من أفغانستان بعد نحو 20 عاما من احتلالها.
اقرأ أيضا: استراتيجية طالبان للسيطرة على أفغانستان: الحدود أولا
تقدم متواصل
تأتي هذه التطورات في ظل تقدم متواصل لحركة طالبان في ولايات أفغانية مختلفة، إذ باتت الحركة تسيطر على 6 ولايات بشكل تام. في حين أكدت أنباء، الثلاثاء، سيطرة طالبان على مدينة فراح عاصمة ولاية فراح في غرب أفغانستان، لتصبح سابع ولاية تسطير عليها طالبان.
وشنت الحركة الاثنين هجمة ضخمة من سبع جبهات للسيطرة على مدينة فيض أباد عاصمة ولاية بدخشان الشمالية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الوضع في أفغانستان "لا يسير في الاتجاه الصحيح".
والاثنين، أعلنت طالبان عن شن هجوم من أربعة محاور على مدينة مزار شريف الاستراتيجية، شمال البلاد، والسيطرة على مدينة أيباك عاصمة ولاية سامانجان.
وكان مقاتلو الحركة قد اجتاحوا، الأحد، ثلاثة عواصم إقليمية أفغانية، منها مدينة ساري بول الواقعة شمال البلاد، وهي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه وتتمتع بأهمية اقتصادية واستراتيجية، وهي أيضا محاذية لبلخ، وعاصمتها مزار شريف، من الجنوب الغربي.
اقرأ أيضا: استقالات في صفوف الطيارين الأفغان بسبب استهداف طالبان
ضربة موجعة
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية توجيه ضربة موجعة لطالبان، بقصفها تجمعا لمقاتلي الحركة في ولاية قندهار جنوب البلاد، أسفر عن مقتل 47 مقاتلا على الأقل.
وقالت وسائل إعلام موالية للحكومة إن ضربات الجيش أجبرت طالبان على الانسحاب من مناطق في ولاية بلخ الحدودية مع أوزباكستان.
ونشرت حسابات تابعة للجيش الأفغاني، صورا من الانتشار العسكري الضخم في مدينة مزار شريف بولاية بلخ.
ولاحقا أعلنت القوات الأفغانية، أنها قتلت أكثر من 579 عنصرا من حركة طالبان، في هجمات جوية وبرية، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، إن العمليات أجريت في الولايات الشرقية (ننجرهار، وخوست، ولوجار)، وباكتيا (جنوب شرق)، وقندهار (جنوبا)، وهرات (غربا)، وجوزجان الحدودية مع تركمانستان، وهلمند (جنوبا)، والولايات الشمالية (تخار، وقندوز، وسمنجان).
فيما اتهم المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، قوات الجيش بممارسة انتهاكات ضد المدنيين عند اقتحامهم منطقة شاه صمد بولاية لوغار، ناشرا فيديو يظهر مصاحف وكتب ممزقة وملقاة على الأرض.
وفي سياق آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، مقتل 4 آلاف و42 شخصًا في اشتباكات وهجمات خلال الأيام الـ 10 الأخيرة.
وأعربت اللجنة عن قلقها من زيادة الخسائر لدى المدنيين بسبب تصاعد أعمال العنف في مختلف المناطق، فضلا عن انقطاع الكهرباء والمياه في العديد من المدن.
طالبان تتهم CNN بنشر فيديو مزيف لإعدام جنود أسرى (شاهد)
وزير دفاع بريطانيا: سنعمل مع طالبان حال وصولها للسلطة
طالبان: الصين دولة صديقة ونرحب باستثماراتها في أفغانستان