تستمر عدد من
الدول حول العالم في جهود مكافحة الحرائق التي سببتها موجات الحر، والتدخل البشري،
في عدد من دول العالم أسوأها في تركيا.
وتكافح تركيا
واليونان اللتان ضربتهما موجة حر استثنائية، الخميس، سلسلة حرائق غير مسبوقة تسببت
في إجلاء مئات القرويين الذين هددتهم النيران.
وعلى وقع إنذارات الإخلاء، كان السكان يكدسون المقتنيات القليلة التي تمكنوا من أخذها من
منازلهم على متن زوارق سريعة لحرس السواحل في مرفأ أورين في جنوب تركيا.
وقالت السلطات
التركية الخميس؛ إنها تمكنت من إخماد حريق كان يهدد محطة كهرباء تعمل بالفحم في
جنوب غرب البلاد الذي اجتاحته الحرائق، وذلك بعد أن أجلت سفينة العمال والسكان
عندما اندلع الحريق في أرض المحطة.
وواصل أفراد
الإطفاء مكافحة الحرائق التي وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها الأسوأ في
تاريخ تركيا، والتي دمرت عشرات الآلاف من الأفدنة من الغابات، وأجبرت الآلاف من
الأتراك والسياح على الفرار.
ولاقى ثمانية
أشخاص حتفهم منذ اندلاع الحرائق الأسبوع الماضي، وحذر خبراء في مجال البيئة من
مخاطر جديدة مع امتداد ألسنة اللهب إلى محطة الكهرباء.
وقالت بلدية
مدينة موغلا الساحلية في غرب البلاد في بيان: "تم إخماد الحريق في محطة
الكهرباء الحرارية. لم تقع أي انفجارات في المحطة ولم تنتشر أي مواد
كيماوية".
وذكر فخر
الدين ألتون، مدير الاتصالات في مكتب أردوغان، في وقت سابق، أن الحريق لم يضر
الوحدات الرئيسية بمحطة كيمركوي.
ومن الجهة
الأخرى لبحر إيجه، تواجه اليونان أيضا حرائق يربطها الخبراء بالاحترار المناخي، فيما تتراوح درجات الحرارة بين 40 و45 درجة مئوية.
وقال رئيس
الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من بلدة أوليمبيا القديمة: "إذا كان
البعض ما زال يتساءل عما إذا كان تغير المناخ حقيقة، فليأتوا ويروا شدة هذه
الظاهرة هنا".
كذلك، أرسلت
العديد من الفرق إلى منطقة قرب قرية أوليمبيا القديمة، بهدف حماية الموقع الأثري، حيث أقيمت الألعاب الأولمبية الأولى في العصور القديمة، في غرب شبه جزيرة
بيلوبونيز.
وتم إخلاء
قرية أوليمبيا القديمة التي عادة ما تكون مزدحمة بالسياح في هذا الوقت من العام،
بالإضافة إلى ست مدن أخرى مجاورة أخليت من سكانها في اليوم السابق.
70 % من حرائق
إيطاليا سببها البشر
قال وزير
التحول البيئي الإيطالي روبرتو تشينغولاني الخميس؛ إن أكثر من 70 في المئة من
الحرائق المندلعة في البلاد، ناجمة عن التدخل البشري المتعمد أو غير المتعمد،
ويساهم في اشتعالها بشكل طفيف تغير المناخ.
وأوضح
تشينغولاني أمام النواب الإيطاليين فيما اندلعت في شبه الجزيرة مئات الحرائق في
الأسابيع الأخيرة، أتى واحد منها في غرب سردينيا على قرابة 20 ألف هكتار، أن
"هناك 57,4 في المئة من الحرائق سببّها الإنسان بشكل متعمد و13,7 في المئة
بشكل غير متعمد، أي بنسبة إجمالية تزيد عن 70 في المئة.
ووفقا للوزير،
فإن "أقل من 2 في المئة" من الحرائق ناتجة عن أسباب طبيعية، مثل البرق،
وأكثر من 4 في المئة أسبابها "غير محددة" و22 في المئة أسبابها
"غير مصنفة"، ما يعني أن التدخل البشري ليس مستبعدا في هذه الحالات.
وتابع أن
"تغير المناخ له تأثير ضئيل على اندلاع هذه الحرائق، فهو يؤدي إلى وجود مزيد
من الأراضي القاحلة ورياح أكثر حرارة وجفافا"، لكن بدون مساعدة البشر، لن تكون
هذه العناصر حاسمة.
ومنذ بداية
الصيف، تدخل الإطفائيون الإيطاليون لإخماد آلاف الحرائق في كل أنحاء إيطاليا، خصوصا
في وسطها وجنوبها.
وبحسب الأرقام
الصادرة عن منظمة حماية البيئة غير الحكومية "ليغامبيينتي" التي استشهد
بها الوزير، فإن المناطق الأكثر تضررا بالحرائق هي كامبانيا وبوليا وكالابريا
وصقلية.
والخميس، كان
رجال الإطفاء يكافحون حرائق في صقلية، فيما دعا رؤساء بلديات منطقة ماتيرا (جنوب)
حيث يحترق مكب نفايات منذ الأربعاء، السكان المحليين إلى التزام منازلهم وإبقاء
النوافذ مغلقة.
تدمير مبان
تاريخية في كاليفورنيا
دمر أكبر حريق
يجتاح كاليفورنيا بلدة صغيرة في شمال شرق الولاية، ما أدى إلى إذابة أعمدة الإنارة
وتدمير مبان تاريخية، بعد ساعات من إصدار أوامر للسكان بإخلاء المنطقة.
ولفّت ألسنة
اللهب غرينفيل، وهي مجتمع محلي في إنديان فالي، تضم بضع مئات من الأشخاص، ويعود
تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر.
وكتب مصور
حرائق الغابات ستيوارت بالي على تويتر مرفقا تغريدته بصور للدمار: "أود أن
أقول إن معظم وسط مدينة غرينفيل دمر بالكامل".
اندلع حريق
"ديكسي فاير" في غابات شمال كاليفورنيا في منتصف تموز/يوليو، نتيجة أزمة
مناخية تسببت بموجة حر شديدة وبجفاف ينذر بالخطر.
وقال ميتش
ماتلو الناطق باسم هيئة الإطفاء في كاليفورنيا لصحفيين: "فعلنا كل ما في
وسعنا. في بعض الأحيان، لا يكون ذلك كافيا".
وأظهرت صور
التقطها مصور وكالة فرانس برس، أن حرارة النيران تسببت في انحناء أعمدة الإنارة في
الشوارع، ولم يتبق سوى عدد قليل من المباني.
وأوضح أن عناصر
الإطفاء يواجهون صعوبات مع الأشخاص الذين يرفضون الإخلاء، ما اضطرهم إلى تحويل
الوقت والموارد لإنقاذ السكان.