أهمّ ما ينبغي أن تلتفتَ إليه النّخب الدّعويّة والتربويّة والفكريّة، هو أثرُ الانقلاب في إذكاء الغلوّ والتّطرّف، فالغلوّ والانحراف المتشدّد يقتاتُ على الانقلابات، كما لا يقتات على غيرِها لإثبات صوابيّته، وذلك من خلال مهاجمة الدّيمقراطيّة والعمل السياسي وإثبات خطأ الطّروحات الأخرى، وتسفيه التوجّهات الوسطيّة
عقبَ مذبحةِ رابعة، شهدنا حالة من النّزوح الفكريّ للمئات من شباب الإخوان المسلمين في مصر وغيرهم من الشّباب الإسلاميّ المصريّ وغير المصريّ؛ الذين عاشوا بأنفسهم أو بقلوبهم وأرواحهم مأساة وآلام الانقلاب، وعاشوا مذبحة رابعة وفشل أو إفشال التجربة الدّيمقراطيّة وخنق التجربة الإسلاميّة، فنزحوا من الفكر الوسطيّ لينصبوا خيام أفكارهم في أرض القاعدة وداعش
لا أستطيع إخفاء تخوّفي الشّديد وتوقّعي من حالة نزوح واسعة من الشّباب باتّجاه فكر الغلوّ، الذي يكفر بالعمل السياسي والحركات والجماعات الإسلاميّة، التي تتبنّى العمل السياسيّ والخيارات الدّيمقراطيّة
هذه المنشورات والتّغريدات من حيث يدري أصحابها أم لا؛ تصبّ في صالح الخطاب القاعديّ الدّاعشيّ الذي يقتات على الانقلاب عادة، مستغلا حالة الكفر بالتجربة الديمقراطيّة والإحباط من أيّ عمل سياسيّ
الشماتة والتنظير من أصحاب التجارب الفاشلة
قراءة بانقلاب تونس.. حتى لا نسقط في فخ الثنائيات المضلّلة من جديد