تحدث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عن الأزمة مع أخيه الأمير حمزة بن الحسين، والتي عُرفت إعلاميا باسم "ملف الفتنة".
وقال الملك عبد الله في حديث لشبكة "سي أن أن"، إن هناك أشخاصا كثرا كانوا يحاولون الدفع بطموحات أخيه لتنفيذ أجنداتهم الخاصة.
وأضاف: "أخي قام بتصرف غير ناضج ومخيب للآمال وهناك من استغل طموحاته لتنفيذ أجندته الخارجية".
وتابع: "عادة ما ننظر إلى الأزمات بشكل منعزل دون فهم المسيرة التي خاضها بلد مثل الأردن".
وأضاف: "إذا كنت أحد أفراد العائلة المالكة، فلديك امتيازات، وهناك محددات، والسياسة محصورة بالملك".
وفي تلميح آخر لقضية الأمير حمزة، قال الملك: "من السهل استغلال مظالم الناس لتحقيق أجندات شخصية"، متسائلا: "لكن هل أنت صادق وأنت تحاول أن تقوم بذلك؟ لطالما كان نهج الأردن النظر للمستقبل".
وحول ما إذا كان للسعودية أو أي جهة خارجية علاقة بالموضوع، قال الملك: "نتعامل مع الملف كشأن داخلي، لن يساعدنا توجيه أصابع الاتهام للآخرين".
العلاقة مع واشنطن
شهد عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ازدهارا في العلاقات الأردنية الأمريكية بعد فتور في عهد سلفه دونالد ترامب.
وقال الملك في المقابلة التي تأتي بعد أيام من لقائه بايدن: "مباحثاتي مع جميع الرؤساء الأمريكيين دائما مثمرة ومبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم".
وتابع: "أعرف الرئيس بايدن منذ كنت شابا أزور الكونغرس برفقة والدي".
القضية الفلسطينية
وحول القضية الفلسطينية، وتهنئته الرئيس الإسرائيلي الجديد بمنصبه، بعد سنوات أيضا من الفتور في عهد حكومة بنيامين نتنياهو، قال الملك إن "الفلسطينيين يريدون أراضيهم، ورفع رايتهم فوق بيوتهم".
وتابع بأن "الأصوات القادمة من فلسطين وإسرائيل تشير إلى استعدادهم للمضي قدما وإعادة ضبط العلاقة بينهما".
وأضاف أن "الصراع الأخير كان بمثابة صحوة للجانبين من عواقب عدم التقدم إلى الأمام".
وأردف قائلا: "للمرة الأولى منذ عام 1948 بدا أن هناك حربا داخل إسرائيل".
وأضاف أن "القدس مدينة للأمل والسلام تجمع الناس".
وقال إنه "من المهم أن ألتقي القيادة الفلسطينية بعد الصراع الأخير، حيث التقيت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبي مازن)، وأيضا برئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين، لأنه علينا فعلا أن نعيد الجميع إلى طاولة الحوار، ضمن إطار بحثنا عن طرق لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وبذلك يؤكد للمرة الأولى صحة أنباء تناولتها صحف إسرائيلية حول ذلك مطلع الشهر الجاري.
وفي رده على سؤال بشان فرص تحقيق السلام مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة بينيت، قال الملك عبد الله: "كوني أول زعيم من المنطقة يأتي إلى الولايات المتحدة (بعد تنصيب جو بايدن في يناير/كانون الثاني الماضي) كان من المهم أن نوحد رسائلنا؛ لأن أمامنا العديد من التحديات".
وتابع: "ربما علينا أن نتفهّم أن هذه الحكومة قد لا تكون الأنسب لحل الدولتين، الذي برأيي هو الحل الوحيد. فكيف إذن بإمكاننا بناء جسور التفاهم بين الأردن وإسرائيل، حيث إننا لم نكن على وفاق مؤخرا؟".
وأضاف: "الأمر الأهم برأيي هو كيف يمكننا أن ندعو الفلسطينيين والإسرائيليين للحوار مجددا. لقد خرجت من هذه اللقاءات (مع الفلسطينيين والإسرائيليين) متفائلا. وكما رأينا في الأسبوعين الماضيين، لم يكن هناك تحسن في التفاهم بين الأردن وإسرائيل فحسب، بل إن الأصوات القادمة من فلسطين وإسرائيل تشير إلى استعدادهم للمضي قدما وإعادة ضبط العلاقة بينهما".
السلطات الأردنية تفرج عن أسيرين شابين سلمهما الاحتلال (صور)
عباس يلتقي ملك الأردن في عمّان بحضور مسؤولين أمنيين