يبدو أن روسيا حصلت على مكاسب قبل تصويتها لصالح تمديد العمل بآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة عام، من معبر "باب الهوى".
وكانت الدول الأعضاء في مجلس
الأمن، قد توصلت الجمعة إلى قرار مشترك بتمديد آلية المساعدات لمدة 6 شهور قابلة للتجديد
للمدة ذاتها، وصوت أعضاء المجلس بالإجماع على مشروع القرار المشترك الذي توصلت إليه
روسيا والولايات المتحدة والنرويج وإيرلندا.
وقبل ذلك، كانت روسيا ترفض تمديد
آلية المساعدات العابرة للحدود من خلال المعابر مع تركيا، وتطالب بحصر إدخالها بالمنافذ
الحدودية التي يسيطر عليها حليفها نظام الأسد.
والسؤال: ما هو المقابل الذي
حصلت عليه روسيا، لأجل عدم عرقلة صدور القرار الدولي، وماذا جنت من وراء الابتزاز
السياسي للغرب والولايات المتحدة؟
ضمانات أمريكية
وفي هذا الإطار، يرجح الباحث
في مركز "جسور للدراسات" فراس فحام، أن تكون روسيا قد حصلت على مكاسب عدة،
في مقدمتها الحصول على ضمانات أمريكية، بتخفيف حدة العقوبات الاقتصادية التي تفرضها
واشنطن على نظام الأسد، في إطار قانون "قيصر" لحماية المدنيين في سوريا،
ورفع بعض القيود عن القيام بعمليات إعادة إعمار محدودة في مناطق سيطرة النظام.
وأشار فحام خلال حديثه لـ"عربي21"،
إلى الأنباء التي تشير إلى تفاهم تركي- روسي حول افتتاح معابر بين مناطق النظام والشمال
السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، وهو المقترح الذي رفضته أنقرة في وقت سابق.
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يمدد لآلية دخول المساعدات إلى سوريا عبر تركيا
وأوضح أن افتتاح المعابر الداخلية
التجارية من شأنه إنعاش اقتصاد نظام الأسد، وخصوصاً أن المعابر قد تسهم في زيادة تبادل
العملات الأجنبية.
وإلى جانب ذلك، بدا فحام متيقنا
بأن روسيا قد حققت مكاسب سياسية قبل موافقتها على التمديد لآلية إدخال المساعدات، قائلاً:
"في كل مرة تفرض روسيا نفسها فاعلا رئيسيا في الملف السوري، بحيث يريد فلاديمير
بوتين القول بأن أي قرار دولي متعلق بسوريا، لا بد أن يحظى بموافقتنا، ودون تقديم مصلحتنا
أولا".
وقال الباحث، إن روسيا تمارس
الابتزاز السياسي، ودائما ما تجبر المعارضة والأطراف الداعمة لها على تقديم تنازلات،
والواضح أن موسكو استطاعت أن ترغم واشنطن على التراجع عن مطالبها بفتح معابر إضافية
لإدخال المساعدات (معبر باب السلامة، معبر اليعربية).
المكاسب السياسية
في المقابل، يرى المحلل السياسي،
هشام اسكيف، أن روسيا كانت تطمح لتحقيق مكاسب أكبر، ولم تحصل إلا على القليل منها،
بحيث رضيت بزيادة وصول المساعدات إلى النظام بنسبة 20 في المئة، وفق تأكيده.
وفي حديثه لـ"عربي21"
قال اسكيف، كذلك لم تحقق روسيا المكاسب السياسية، ومدللاً على ذلك، أشار المحلل إلى
مواصلة روسيا الضغط العسكري والتصعيد على جنوب إدلب، بعد صدور القرار، قائلاً:
"الواضح أن روسيا لم تحصل على تنازلات من أنقرة، التي يعنيها كثيراً ملف إدخال
المساعدات".
أما الباحث بالشأن السوري أحمد
السعيد، فأشار إلى تصريح صادر قبل أيام عن المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا
توماس غرينفيلد، أكدت فيه أنها طرحت على بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي اقتراحاً بتوسيع
تقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا.
وقال لـ"عربي21"،
يبدو أن الولايات المتحدة عرضت على موسكو زيادة كمية المساعدات إلى النظام، مقابل الموافقة
على تمديد الآلية والتفويض الدولي.
وأضاف السعيد، أن المساعدات
تعني الكثير للنظام، وبالتالي فإن زيادتها تخدم مصلحة النظام وروسيا التي تتفادى زيادة
الفقر في مناطق النظام، خشية خروج الوضع الأمني عن السيطرة.
يذكر أن القرار الأممي جاء على شكل صيغة توافقية جرى التوصل إليها بين الولايات المتحدة وروسيا.
حملة إلكترونية لفك حصار روسيا ونظام الأسد عن "درعا البلد"
"تقارب" بين أمريكا وروسيا حول الملف السوري.. ما حقيقته؟
اختتام مؤتمر "برلين2".. وتوافق على خروج المرتزقة من ليبيا