يتحول اهتمام بعض المعجبين برياضة ما
أحيانا إلى نوع من الهوس الذي لا يؤثر فقط حياة الفرد، بل قد يمتد تأثيرها إلى العلاقات
الأسرية والاجتماعية، وإذا سيطرنا على هذا الهوس في الملاعب والشارع العام، فكيف
لنا أن نعالج هذا الهوس داخل حدود الأسرة التي تدفع الثمن.
وتحدثت "عربي21" إلى خبراء
ونساء حول تأثير الانشغال المبالغ فيه للرجال المتزوجين بمتابعة مباريات كرة
القدم، الذي يحول المنازل في كثير من الأحيان إلى أشبه بحالة الطوارئ، يمنع خلالها
أفراد الأسرة من الحديث أو استخدام الهاتف، أو حتى المرور من أمام التلفاز.
وطالبت عدد من النساء بوضع حد لهوس بعض
الرجال والشباب المبالغ به ـ على حد وصفهن ـ بكرة القدم، مع ارتفاع حمى مباريات
كأس أوروبا 2020، واحتدام تصفيات كأس العالم 2022 المقررة في الدوحة.
وترى أم أيمن وهي ربة منزل أن مواسم
مباريات كرة القدم لا تنتهي، فمن كأس العالم، إلى أمم أوروبا، إلى البطولات المحلية
لكل دولة، وهكذا دواليك ما يجعل المرأة تفكر أحيانا في طلب الطلاق إذا أيقنت أن زوجها
يفضل كرة القدم عليها، بحسب تعبيرها.
من جهته، نصح خبير العلاقات الأسرية
الدكتور خليل الزيود البحث عن سبب المشكلة، وإذا ما كان الرجل يهرب من بيته إلى
كرة القدم لسبب ما، ومدى ارتباط ذلك بالزوجة والأبناء.
اضافة اعلان كورونا
وأشار إلى ضرورة معرف ما إذا كان الزوج
يتابع "أستوديو التحليل وحوارات ما قبل وأثناء وبعد المباراة والمتابعة لها
وترقبها باهتمام قبل الزواج.
وتابع الخبير أنه "بعد معرفة هذين
الأمرين نقول للزوجة: هل أنت مسؤولة عن ذلك؟، ويجيب: "لا، لأنها مشكلة الرجل
في طريقة إدارته لبيته".
وأضاف الزيود: "الرجل الذي لا
يستطيع إدارة شؤون بيته أو القيام بحاجات أسرته بسبب الزوجة أو لأسباب أخرى، سواء
المباريات أو غيرها، هو شخص يتهرب من مسؤولياته، فالمشكلة عنده وعليه أن يتداركها
ويعالجها".
وتابع أن "الزوجة ليست مطالبة بحل
المشكلة، فمن بدأ المأساة ينهيها".
أما رؤى يوسف، وهي ربة بيت ووالدة
لطفلتين، فقد رأت نفسها ضمن القاعدة الثانية التي أشار إليها الزيود، حيث إن زوجها
كان يتابع ويهتم بمباريات الكرة قبل الزواج وهي تتفهم هذا الشغف لديه وتنصرف إلى شؤونها
الخاصة كلما تابع مباراة، ولا تجبر نفسها على مشاهدتها معه.
وتقول: "غالبا ما أشغل وقتي
بمشاهدة فيلم أو قراءة كتاب أو بالهاتف"، لافتة إلى أنها تقبلت فكرة أن محبة
الزوج لها أو محبتها له لا تعني التوافق التام في الهوايات والرغبات.
وشددت على أهمية احترام رغبات كل طرف،
مستدركة بالقول: "هذا بالطبع ليس على حساب حوارنا وعلاقتنا الطيبة مع بعضنا
وأداء واجباتنا تجاه طفلتينا".
الزيود طالب الزوجة بعدم الصمت على
تعلّق الزوج بالمباريات على حساب واجباته في البيت خصوصا إذا كان ذلك يصل إلى
"حد إهمال واجباته الزوجية والأسرية"، والبحث عن حل للوصول إلى توافق معه
بهذا الشأن.
وما بين نصائح الزيود، واللجوء إلى
الطلاق بحسب أم أيمن، ترى رؤى أنه يمكن التعايش مع ذلك في إطار المعقول، فيما
يختلف تقدير هذه الأمور من أسرة لأخرى.
خبراء: انفتاح النظام العربي على "حماس" له ما بعده
ملفات عالقة بين المغرب وإسبانيا مرشحة للانفجار