نشرت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية اعتبرت فيها أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كان من المفترض أن ينقذ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ولو مؤقتا من إنهاء حقبته الطويلة.
ومع نهاية المعركة، كانت المعادلة قد تغيرت، وجاء "ائتلاف التغيير" الذي وحدته قضية إنهاء الشلل السياسي ليعلن عن تشكيل حكومة بديلة.
وفي حال لو لم تحدث أي انتكاسة للعملية الجديدة خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن الاحتلال سيشهد تشكل حكومة جديدة، قد تكون قادرة على استدراك "أخطاء" نتنياهو، بما في ذلك الضرر الذي ألحقه بالعلاقة مع الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
واعتبرت افتتاحية "واشنطن بوست"، التي ترجمتها "عربي21"، أن الحكومة المرتقبة ستكون "الأكثر تنوعا في تاريخ إسرائيل"، وسيكون نفتالي بينيت، وهو زعيم حزب يميني متطرف (يمينا)، أول أرثوذكسي يهودي يتولى رئاسة الوزراء.
ولكن ثمانية من النواب الـ61، الذين ينتظر أن يمنحوا التوليفة الجديدة الثقة، في الكنيست، هم من العرب، بمن فيهم أربعة نواب من الحزب الإسلامي "راعم"، الذي سيشارك في حكومة الاحتلال لأول مرة.
ومن المقرر، في حال تماسك الائتلاف، أن يتولى يائير لابيد، الذي يقود حزبا "وسطيا" (هناك مستقبل)، وزارة الخارجية، على أن يخلف بينيت في رئاسة الحكومة عام 2023.
وترى الصحيفة أن تشكل هذا الائتلاف، من خارج نطاق المألوف والمتوقع، يعود إلى سياسات نتنياهو، الذي جر الاحتلال على مدى عامين إلى أربع انتخابات في محاولة منه للبقاء في السلطة.
اقرأ أيضا: بينيت يهدد بمهاجمة غزة ولبنان "إذا لزم الأمر"
وفي الجولة الأخيرة التي جرت في آذار/مارس حصدت أحزاب يمين الوسط مجتمعة النسبة الأكبر من المقاعد، رغم تصدر حزب الليكود بزعامة نتنياهو.
ومما ساهم في إنهاء فرص نتنياهو رفض خمسة أحزاب يتزعمها سياسيون عملوا معه في السابق، ومن ضمنهم ثلاثة تولوا مناصب بارزة في حكومته، دعمه هذه المرة، والتحقوا بالمقابل بأحزاب الوسط واليسار للإطاحة به، وتركه يواجه المحاكمة خارج السلطة، ذلك أنه يواجه قضايا فساد ورشوة.
وتعلق الصحيفة بالقول إن تطور الأحداث "المدهش" لا يعني نهاية حياة نتنياهو السياسية، فقد استطاع التغلب في الماضي على نكسات والعودة إلى السلطة.
وأكدت "واشنطن بوست" أن التوليفة الجديدة لا تعني عودة المحادثات مع الفلسطينيين، لأن بينيت يعارض فكرة الدولة الفلسطينية من الأساس.
واستدركت الصحيفة بالقول: "لكن الحكومة قد تعيد إصلاح العلاقات بين المجتمعات اليهودية والعربية التي واجهت بعضها البعض خلال القتال في غزة. فقد تلقى الحزب العربي المشارك بالحكومة وعودا بميزانيات وتنازلات. كما وقد يتم إصلاح الضرر الذي تسبب به نتنياهو على المؤسسات الديمقراطية بعدما حاول إضعاف الإعلام ومجتمعات العمل المدني والمحكمة العليا".
ورغم أجندته اليمينية، تتابع الصحيفة، فقد يعطي بينيت وهو رجل أعمال سابق في مجال برمجيات الكمبيوتر بداية جديدة للعلاقة مع إدارة بايدن.
وأضافت: "سمم نتنياهو علاقاته مع الديمقراطيين عندما دعم بشكل مطلق الحزب الجمهوري ورئيسه دونالد ترامب. كما وعارض بشدة الاتفاقية النووية التي وقعها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وقد لا تدعم الحكومة الجديدة عودة بايدن للاتفاقية النووية لكنها لن تحاول تخريبها أو منعها. وستقوم بالبناء على سجل نتنياهو".
بينيت يهدد بمهاجمة غزة ولبنان "إذا لزم الأمر"
ذي هيل: مرحلة جديدة لعلاقات أمريكا وإسرائيل دون نتنياهو
MEE: بينيت سينهي 12 عاما من وجود نتنياهو في السلطة