نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا أعده
ديفيد روس، قال فيه إن التنافس داخل العائلة المالكة في الأردن "يهدد بزعزعة استقرار
حليف مهم للغرب".
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته
"عربي21"، أن العواصم العالمية والعربية من واشنطن إلى لندن ومن رام
الله إلى الرياض سارعت كلها للوقوف خلف الملك عبد الله الثاني حتى في الوقت الذي
اشتكى فيه أخوه غير الشقيق، من وضعه تحت الإقامة الجبرية.
ولفتت إلى أن التضامن الدولي أكد على "أهمية
الأردن كحليف استراتيجي في منطقة مضطربة. فقد وقع الأردن اتفاقية سلام في 1994،
وكان نقطة شن الغارات من حرب الخليج وما بعدها".
وفي الآونة الأخيرة كان قاعدة للقوات الأمريكية
والبريطانية الخاصة في الحرب ضد تنظيم الدولة، رغم مخاطر الإرهاب المحلي. وتعتبر
المملكة مهمة وذات تأثير في العالم العربي نظرا لاستقبالها ملايين اللاجئين
الفلسطينيين والسوريين.
وتابعت الصحيفة: "وهي الوصي الرسمي على
الأماكن الإسلامية في القدس، ورد الملك يظهر محدودية قبوله للنقد حتى من أحد أفراد
عائلته. ومثل الأمراء السعوديين الذي تم سجنهم والأميرة لطيفة، ابنة حاكم دبي،
يزعم الأمير حمزة أنه ضحية نظام لا يتسامح مع أي صوت معارض. ويبدو أنه أزعج الملك
المتخرج من الأكاديمية العسكرية ساندهيرست من خلال التقرب للعشائر الأردنية".
واتهم هو وعدد من أفراد دائرته المقربة
بمحاولات تقويض استقرار وأمن المملكة.
ودرس الأمير حمزة في هارو وساندهيرست وهارفارد،
وكان الابن المفضل لوالده الملك حسين الذي كان يشير إليه بـ"قرة عيني".
وبالمقارنة فعبد الله وهو أكبر أبناء الملك حسين ومتزوج من الملكة رانيا، ووالدته
إنجليزية، وهي الأميرة منى الحسين.
وعندما قرر الملك عبد الله الثاني تجريد الأمير حمزة من ولاية العهد، وضد رغبة والده، فقد كان ذلك ضربة لوالدته الملكة نور التي كانت تحضره للملك.
والمفارقة أن العائلة المالكة ستحتفل بمرور مئة سنة على إنشاء الحكم الهاشمي في
الأردن ولكنها تعيش حرب تنافس خرجت للعلن.
وجاءت هذه التطورات بعد توجيه الحكومة
الاتهامات لولي العهد السابق بالتآمر مع "جهات أجنبية" للإطاحة بالملك
عبد الله الثاني، وهو ما أدى إلى صدمة في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن المزاعم كشفت عن انقسام داخل
العائلة المالكة بين أخوين غير شقيقين ومن أبناء الملك حسين الذي حكم الأردن أربعة
عقود وتوفي في 1999. وجاءت الاتهامات بعد ساعات من شريط فيديو قال فيه الأمير
حمزة (41 عاما) إنه تحت الإقامة الجبرية.
اقرأ أيضا: الصحف الأردنية تصعّد ضد الأمير حمزة: "وأد للفتنة"
وتم اعتقال مدير مكتب الأمير تحت تهديد السلاح
في منطقة دابوق في عمان. وتحدث الصفدي عن التحقيقات التي كشفت عن جهات أجنبية، وأن
المتورطين تحركوا من التفكير للتخطيط للعمل. وقال إن جهة أجنبية اتصلت مع زوجة
الأمير حمزة، بسمة بني أحمد، وعرضت تحضير طائرة لتهريب الزوجين خارج الأردن.
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن
عميلا سابقا للموساد وهو روي شابونشكي، متورط في المؤامرة. وعرّف شابونشكي نفسه
بأنه صديق الأمير حمزة ولكنه نفى أن يكون عمل مع المخابرات الإسرائيلية أو مخابرات
أخرى. وقال: "اتصل بي في نهاية الأسبوع الأمير حمزة ووصف الوضع المتحرك في
عمان وعبر عن قلق على سلامة عائلته" و"كان ردي هو دعوة زوجة الأمير
وأولادها للإقامة ببيتي في أوروبا".
ونفى معرفته بمحاولة انقلابية مزعومة. وزعم
الصفدي أن المخابرات الأردنية كانت مطلعة على المؤامرة وأعلمت الملك بها، مشيرا إلى
أن "جلالته قرر أن الحديث مباشرة مع الأمير حمزة هو أفضل طريقة وحلها داخل
العائلة". وأكد الصفدي أن الأمير لم يتهم أو توجه إليه اتهامات وطلب منه
التوقف عن نشاطات تؤثر على استقرار وأمن المملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير حمزة "رفض
على ما يبدو وسرب شريطا تحدث فيه عن وضعه في الإقامة الجبرية، وانتقد الفساد
والعقم والديكتاتورية في البلد. وعبر بعض الأردنيين عن دعمهم للأمير حمزة في
هاشتاغ أمير القلوب. وكان حمزة المفضل لدى الملك حسين والملكة نور".
وقالت إنه "نظر إليه على أنه صغير وغير
مجرب ليخلف والده الذي توفي عام 1999، وتمت تسمية عبد الله ملكا، وهو الذي عين بدوره حمزة وليا
للعهد قبل أن يجرده من ولاية العهد عام 2004 ويعين ابنه حسين (26 عاما) مكانه. وردت الملكة
نور (69 عاما) التي توزع وقتها بين عمان وواشنطن دي سي وبيركشاير بتغريدة وصفت
فيها الاتهامات الموجهة لابنها بأنها افتراء شرير".
لكن الولايات المتحدة وبريطانيا سارعتا إلى تقديم
الدعم الشامل للملك عبد الله. وقال جيمس كليفرلي، الوزير في الخارجية البريطانية
لشؤون الشرق الأوسط: "تعتبر المملكة الهاشمية الأردنية شريكا مقدرا لبريطانيا،
وندعم الملك عبد الله بشكل كامل".
ناشونال إنترست: هذه مخاطر "المحاولة الانقلابية" بالأردن
فورين أفيرز: لماذا يحتاج الفلسطينيون بداية جديدة زمن التطبيع؟