يشهد شرق أوكرانيا توترا شديدا؛ إثر تحركات عسكرية روسية قرب الحدود بين البلدين، وعودة التصعيد ميدانيا ودبلوماسيا، مع تحذيرات متبادلة بين موسكو وواشنطن.
وتدعم موسكو انفصاليين في منطقة "دونباس"، شرق أوكرانيا، ولا سيما منذ عام 2014، ما أشعل حربا أهلية لم تتمكن كييف خلالها من استعادة السيطرة، فيما قامت روسيا، بالعام نفسه، بإجراء استفتاء من طرف واحد، ضمت على إثره شبه جزيرة القرم، جنوب أوكرانيا، دون اعتراف دولي.
وعلى وقع التصعيد، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن محاولات إشعال حرب جديدة في دونباس، من شأنها أن "تدمر أوكرانيا".
وفي مقابلة أجرتها معه "القناة الأولى" الروسية، الخميس، قال لافروف: "يدرك الكثير من الجنود حجم الضرر الذي قد ينجم عن أي عمل يشعل صراعا ساخنا، وآمل ألا يتمكن السياسيون الذين يحركهم الغرب وخاصة الولايات المتحدة من استفزاز الجنود".
وبدورها، حذرت الولايات المتحدة روسيا من "ترهيب" أوكرانيا، وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، لصحفيين: "نشعر بقلق تام حيال التصعيد مؤخرا لتحركات روسيا العدائية والاستفزازية في شرق أوكرانيا".
وأضاف: "ما نعارضه هو خطوات معادية هدفها ترهيب وتهديد شريكتنا أوكرانيا".
وأوضح برايس أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وخلال اتصاله بنظيره الأوكراني، دميترو كوليبا؛ "أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي المستمر في دونباس وشبه جزيرة القرم".
اقرأ أيضا: أوكرانيا تعلن عن خطة لاستعادة شبه جزيرة القرم من روسيا
وتحدّثت أوكرانيا والولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تحرك للجنود الروس في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو وعلى الحدود الروسية-الأوكرانية في دونباس، قرب أراض خاضعة لسيطرة انفصاليين مدعومين من الكرملين.
واتصل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، ووزير الخارجية بلينكن بنظيريهما الأوكرانيين لتأكيد دعم واشنطن لكييف.
وتجدد التصعيد ميدانيا في 26 آذار/ مارس المنصرم، عقب مقتل أربعة جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين جراء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا في دونباس.
وبعد أربعة أيام، صرح رئيس هيئة الأركان الأوكراني، رسلان خومتشاك، أمام البرلمان، بأن روسيا أرسلت قوات إلى مناطق قريبة من حدود أوكرانيا؛ بذريعة إجراء مناورات عسكرية.
وردا على ذلك، قال ديمتري بيسكوف، متحدث الرئاسة الروسية "الكرملين"، في تصريح الخميس، إن بلاده تحرك قواتها داخل حدودها وفقا لتقديرها.
وفيما يتعلق بحل الأزمة في "دونباس"، اتخذت مجموعة الاتصال الثلاثية المكونة من روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قرارا شاملا لوقف إطلاق النار في 27 تموز/ يوليو 2020، على أمل إنهاء الحرب التي أسقطت آلاف القتلى، دون تخلي الغرب عن عقوباته على موسكو.
إيطاليا تطرد دبلوماسيَين روسيين وتحتجز مواطنا بشبهة "تجسس"
لافروف يعد بـ"جولة جديدة نوعيا" لاجتماعات "دستورية سوريا"
بوتين وميركل وماكرون يتفقون على إعادة إيران للاتفاق النووي