نشرت صحيفة "دايلي مافريك" الجنوب أفريقية، تقريرا كشفت فيه كيف أن سبعة من أفراد القوات المسلحة البريطانية، فازوا بجائزة لدورهم "العملياتي الحيوي" في دعم الجيش الأمريكي بعد قتله الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة نفذتها طائرة دون طيار السنة الماضية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بأمر من الرئيس دونالد ترامب في كانون الثاني/ يناير 2020، دفع إيران والغرب إلى حافة الحرب.
وقال خبير بالأمم المتحدة إن عملية الاغتيال كانت غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما طالب مسؤولون إيرانيون من جهتهم بالانتقام.
وذكرت الصحيفة أن فريقا سريا من القوات البريطانية المتمركزة في البحرين، التي تبعد 190 كيلومترا عن إيران، لعب دورا رئيسيا خلال "فترة زيادة النشاط والتوتر التي أعقبت مقتل" سليماني.
وقد تم الاعتراف بجهودهم في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بإشادة من سلاح الجو الملكي، لكن الإعلان لم يذكر غارة سليماني. وبدلا من ذلك، ذكر ببساطة موقع وحدتهم: المحرق، وهي قاعدة عسكرية أمريكية في البحرين.
ولا يُعرف سوى القليل عن وجود القوات البريطانية في المحرق، ولم تُنشر أي تفاصيل أخرى عن الجائزة إلا بعد أن طلب موقع "ديكلاسيفايد" بموجب قانون حرية النفاذ إلى المعلومات الكشف عن المزيد من المعطيات.
ويُظهر ملخص اقتباس الجائزة أن القادة العسكريين في المملكة المتحدة اعتبروا أن تداعيات الاغتيال شكلت "الوضع الأكثر ديناميكية وشدة الذي واجهته القوات البحرية في السنوات الأخيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن وفاة سليماني في الثالث من كانون الثاني/ يناير خلّفت "فترة من النشاط والتوتر المتزايد" والتي شهدت إرسال أربعة أعضاء من سلاح الجو الملكي البريطاني وثلاثة من البحرية الملكية إلى قاعدة المحرق.
وعلى مدار الأيام التسعة التالية، قدموا الدعم اللوجستي للقوات البريطانية والأمريكية "التي تم نشرها في وسط الخليج العربي".
اقرأ أيضا : طهران: دول عربية تورطت في اغتيال سليماني ولدينا وثائق
كما وقع تكليف فريق المحرق "بإيصال مخازن تشغيلية حيوية وذات أولوية عالية وتنسيق نقل الأفراد من وإلى السفن في البحر".
وكمسألة "عاجلة"، قاموا بتأمين "مساحة تحميل على طائرة هليكوبتر أمريكية من طراز سي دراغون وساعدوا في إنشاء خطوط اتصالات رئيسية إلى الأصول الحيوية".
وحسب ما نقله موقع "ديكلاسيفايد" عن منسقة "ائتلاف أوقفوا الحرب" ليندسي جيرمان فإن "اغتيال قاسم سليماني جعلنا قريبين جدا من الحرب مع إيران، وهي حرب كان من الممكن أن تكون لها عواقب دموية في جميع أنحاء المنطقة.
ومن بين ما تم كشفه تورط القوات البريطانية في نتائج العملية، وهو أمر لم يتم الكشف عنه علنا هنا في بريطانيا".
وأضافت أن "الافتقار إلى الشفافية نموذجي للطريقة التي تعمل بها القوات البريطانية - وضمنا الحكومة البريطانية - في المنطقة، لكنه يوضح أيضًا كيف تعتمد شيطنة إيران وزيادة المواجهة معها على هذه الأنواع من العمليات السرية وغير القانونية.
يجب على كل أولئك الذين يشنون حملة ضد الحرب في الشرق الأوسط أن يطالبوا بتفسير علني كامل لتورط القوات البريطانية".
الحرب العالمية الثالثة
أوضحت الصحيفة أن اغتيال الولايات المتحدة لأبرز ضابط عسكري إيراني تسبب في ظهور عبارة "الحرب العالمية الثالثة" على تويتر، وكان هناك قلق من أن تنجرف بريطانيا وروسيا والصين نحو الأزمة.
وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، كان لدى الولايات المتحدة "خطط لضرب سفينة قيادة وتحكم، وشن هجوم إلكتروني لتعطيل قطاع النفط والغاز الإيراني جزئيا" إذا تصاعد التوتر بعد عملية الاغتيال.
وقد زعم ترامب أنه وافق على قائمة تضم 52 هدفا في إيران، بما في ذلك المواقع الثقافية، التي قال إنها "ستكون سريعة جدا وموجعة جدا".
في الأثناء، كان من الممكن أن تكون البحرين، التي تضم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية وقاعدة رئيسية لكاسحات الألغام البريطانية، من بين الأهداف الأولى للصواريخ الإيرانية قصيرة المدى.
وخوفا من احتمال وقوعهم في مرمى النيران، سحبت بريطانيا بعض قواتها غير الأساسية من العراق، بينما عززت وجودها البحري في الخليج لحماية ناقلات النفط التي ترفع العلم البريطاني.
وعلى الرغم من أن إيران ردت بهجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق، إلا أن التوترات خفت بعد أن أسقطت طهران بشكل مأساوي طائرة ركاب اعتقدت خطأً أنها صاروخ.
أين تقع قاعدة المحرق؟
المحرق قاعدة جوية بريطانية سابقة يعود تاريخها إلى زمن كانت فيه البحرين "محمية" أو مستعمرة بريطانية، وهي تدار الآن من قبل البحرية الأمريكية.
خلال حرب الخليج الأولى في سنة 1991، حلّق طيارون بريطانيون من قاعدة المحرق لقصف قوات صدام حسين في العراق.
ويبدو أن هذا الصراع، المعروف باسم عملية غرانبي، هو المرة الأخيرة التي حصل فيها عسكريون بريطانيون على جوائز من العمليات في المحرق، إلى أن وقعت غارة سليماني.
في أيار/ مايو الماضي، أُخبر أعضاء البرلمان أن إبقاء القوات البريطانية في المحرق يكلف دافعي الضرائب 270 ألف جنيه إسترليني سنويا.
ومع ذلك، تمت إزالة هذه المعلومات من موقع البرلمان على الإنترنت بسبب خلل فني. ومن المعروف أن مراكز الشرطة القريبة من القاعدة تُستخدم لتعذيب منتقدي النظام البحريني، الذي يعد من أكثر الأنظمة قمعية في المنطقة، وهو حليف مقرب لبريطانيا.
وقد أثارت قضية التعذيب جدلا مؤخرا عندما زارت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل مركزا للشرطة في المحرق.
وأضافت الصحيفة أن البحرين يحكمها الديكتاتور الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهو لا يتسامح مع حرية الصحافة أو المعارضة، وقام بتصفية أكبر أحزاب المعارضة "الوفاق".
ووفقا لما أفاد به علي الأسود، أحد كبار الشخصيات في حزب الوفاق، لموقع "ديكلاسيفايد" فإنه "يجب على بريطانيا الحصول على "موافقة الشعب" البحريني لامتلاك قواعد عسكرية في البلاد".
وقد أعرب عن قلقه من الخطر الذي يهدد البحرينيين "في حال شنت البحرية البريطانية حربا هجومية على أي من الدول المجاورة عبر أراضي البحرين أو من مياهها الإقليمية".
في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الدفاع: "قاسم سليماني شكل تهديدا لجميع مصالحنا وكان مسؤولا عن نمط من السلوك التخريبي المزعزع للاستقرار في المنطقة. بعد مقتل قاسم سليماني، حثثنا جميع الأطراف على وقف التصعيد وضبط النفس ومنع تفاقم الصراع".
MEE: تنافس بين أجهزة إيرانية يفاقم الفوضى في العراق