عاد إلى الواجهة مجددا ملف تدخل الإمارات في الشأن العراقي الداخلي، وذلك بعد تصريحات مثيرة أطلقها وزير الداخلية العراقي الأسبق، باقر جبر الزبيدي، عن دور الدولة الخليجية في بلاده، واصفا إياه بأنه "مخيف" عن طريق علاقتها مع عدد من السياسيين العراقيين.
وكشف القيادي في "المجلس
الأعلى الإسلامي العراقي" خلال مقابلة تلفزيونية، الأربعاء، عن تدخل "مخيف"
للإمارات في العراق، وأن "طحنون يصول ويجول حتى وصل الأمر به أن يعطي لقاح كورونا
للسياسيين، ومن أعنيهم يعرفون أنفسهم دون ذكر أسمائهم، فقد أعطوا اللقاحات حتى لأطفالهم".
وفي تصريحات خاصة لـ"عربي21"،
قال مصدر برلماني عراقي طلب عدم الكشف عن هويته إنه "بالفعل ورد إلى مسامعنا أن
مكتب عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، وزّع بين أعضائه لقاحات ضد فيروس كورونا، وذلك قبل
نحو ثلاثة أسابيع من الآن".
وأعرب عن اعتقاده بأن
"باقر الزبيدي ربما كان يقصد عمار الحكيم في حديثه، ولا سيما أن الاثنين بينهما
خصومة كبيرة بعد انشقاق الأخير عن حزب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وتشكيل تيار
الحكمة".
وصول اللقاحات
لكن المصدر البرلماني لم يؤكد
فيما إذا كانت اللقاحات التي وزعها مكتب الحكيم مصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة،
بيد أن التاريخ الذي وزّع فيه "تيار الحكمة" الجرعات سبق وصول أي نوع من
اللقاحات ضد فيروس كورونا إلى العراق بشكل رسمي.
وفي 2 آذار/ مارس الجاري، وصلت
أول دفعة من اللقاحات ضد فيروس كورونا، حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية وصول 50 ألف
جرعة من لقاح "سينوفارم"، هدية من الحكومة الصينية، على أن يتسلم العراق
دفعات أخرى مدفوعة الثمن.
الزبيدي لم يكن أول من تحدث
عن موضوع اللقاحات هذه، إذ كشف الكاتب والباحث العراقي، نبراس الكاظمي، في سلسلة تغريدات
نشرها على "تويتر" في 18 شباط/ فبراير الماضي، عن إرسال دولة الإمارات آلاف
الجرعات إلى عمار الحكيم.
وقال الباحث إن "مستشار
الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد أهدى 10 آلاف جرعة من اللقاح الصيني لعمار الحكيم،
فيما أرسل إلى الإمارات أربعة أطباء من بينهم الطبيب الخاص برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي
لتدريبهم على كيفية حفظ وإدارة اللقاحات".
اقرأ أيضا: ما فرص نجاح دعوة الكاظمي للحوار الوطني في العراق؟
وتابع: "يجري تداول الحقنات
بين الخواص وهذا يتضمن قادة في الحشد الشعبي والتشرينيين (وصف يطلق على محتجي تشرين
الأول/أكتوبر 2019)"، متسائلا عن "أسباب عدم تسريب الإعلام العراقي والأجنبي
لمثل هذه الفضيحة الهائلة".
وأكد الباحث أن "هؤلاء
الذين حصلوا عليه (اللقاح) واحتكروه بالسر حصلت قبل أشهر، وأن يصل الخبر خير من ألا
يصل"، لافتا إلى أن "الموضوع جرى خارج وزارة الصحة العراقية. ما يعني أن هناك هيكلية
صحية لوجستية للخواص، وهناك أخرى للعوام".
١- البارحة بالليل نزلت هذا المنشور في لحظة غضب. بعدين حذفته وره چم ساعة. حذفته لا لان المعلومات مو صحيحة، بس شفت الردود اغلبها تشكك من باب "وانت شعرفك؟" فگلت لنفسي هسة ليش المغثة خلي الامور على حالها. الصبح صحيت وشفت عتب ممن استفاد من هذه الحقنات، من باب "شنو الفائدة من ... pic.twitter.com/Dw8oo1f3Mu
تسقيط سياسي
من جهته، قال القيادي في تيار
"الحكمة" النائب جاسم البخاتي لـ"عربي21" إنني "لم أرَ أي لقاح
أو أسمع به، لكن هذا التسقيط السياسي حاضر دائما في العملية السياسية، ولا سيما قبل
الانتخابات البرلمانية، وأتحدى أي شخص يقدم دليل حصول تيار الحكمة على لقاحات من الإمارات".
وذكر البخاتي أنه "لا علاقة
لنا بطحنون وأنا شخصيا لا أعرف حتى شكله، ونحن نرفض جملة وتفصيلا أي تدخل في الشأن
العراقي من أي جهة وبأي صورة يحملها كانت، فما علاقتنا نحن ودولة الإمارات؟".
ولفت إلى أن "مطلقي مثل
هذه التصريحات أوراقهم احترقت في الشارع، ويبحثون عن تجميل صورتهم والعودة بهذه الطريقة،
ونحن مع مركزية الدولة وهناك خلية للأزمة في البلد بخصوص كورونا، ولا نقبل بموضوع الهدايا
والمفاضلة بين كبار المسؤولين والسياسيين على حساب الفقراء".
وختم البخاتي حديثه، بالقول:
"أنا تسلسلي رقم 2 في قائمة الحكمة لم أرَ هذا اللقاح ولم أسمع به حتى الآن، لكن
كل ما في الأمر هو أن هذه التصريحات تندرج ضمن حملات التسقيط التي تنطلق قبل كل انتخابات
برلمانية تجري في العراق".
اقرأ أيضا: ما الذي يعرقل إقرار مشروع قانون المحكمة الاتحادية بالعراق؟
يشار إلى أن موقع مركز
"ستراتفور" الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، كان قد كشف في 18 شباط/
فبراير 2018 عن تقديم المملكة العربية السعودية، دعما ماليا لمحطة تلفزيونية عراقية،
تابعة لزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم.
ونقل الموقع عن مصادر إعلامية
عراقية، قولها إنه "جرى خلف الكواليس في إقليم كردستان العراق، تقديم السعودية
10 ملايين دولار لدعم محطة الفرات التلفزيونية الشيعية".
وتشير تقارير أخرى إلى أن
"أفرادا من المحطة أرسلوا إلى مكاتب الإعلام السعودية في دولة الإمارات للتدريب.
على الرغم من أن التقارير لم تؤكدها المصادر السعودية أو الإماراتية".
ومحطة الفرات معروفة في العراق
ويملكها رجل الدين الشيعي والزعيم السياسي عمار الحكيم. إلا أن حزب الحكيم "الحكمة"،
نفى أي أنباء عن تمويل سعودي للمحطة التلفزيونية، بحسب "ستراتفور".
والحكيم انشق عن المجلس الإسلامي
الأعلى بالعراق في خريف 2017 لتشكيل حركته السياسية باستقلال أكبر عن إيران. على الرغم
من أنه شيعي، وفق الموقع الأمريكي.
وذكر الموقع في حينها أن الحكيم
لا يزال يمثل الكثير بالنسبة لدول الخليج العربي السني. وليس مضمونا أنه تلقى وشبكته
دعمهما، لكن الحكيم و"الفرات" هما بالضبط نوع من الأصوات المؤثرة التي سيكون
من المنطقي أن تدعمها السعودية وحلفاؤها الخليجيون.
خارطة التحالفات الانتخابية للسُنة في العراق.. 3 أقطاب
من المنشقون الذين يريد الصدر إعادتهم قبل انتخابات العراق؟
هل يتحول التوتر التركي الإيراني إلى صراع على أرض العراق؟