صحافة دولية

"بروكينغز": الإفراج عن ابن نايف هو المطلب الآن بعد الهذلول

ابن نايف معتقل بمعزل عن العالم الخارجي منذ آذار/ مارس 2020- واس

قال معهد بروكينغز الأمريكي، إن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد إلحاحا في مطالبة السلطات السعودية بالإفراج عن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، بعد النجاح بالإفراج عن لجين الهذلول.

 

وأوضح المعهد في مقال لبروس ريدل، الذي خدم 30 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن الإفراج عن الهذلول يعني أن الضغط الخارجي على المملكة يمكن أن يكون له نتائج إيجابية.

 

وتابع بالمقال الذي ترجمته "عربي21": "كما دعت إدارة بايدن بحكمة إلى إنهاء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وجمدت بعض صفقات الأسلحة. يجب أن تستمر في الضغط من أجل إطلاق سراح نشطاء حقوق الإنسان الآخرين المحتجزين بتهم ملفقة، بالإضافة إلى المواطنين الأمريكيين المحتجزين من قبل المملكة".


ورأى ريدل أن احتجاز ابن نايف منذ آذار/ مارس من العام الماضي، لم يكن سببه ارتكابه أي جريمة، بل فقط لأنه يمثل مشكلة لولي العهد الحالي محمد بن سلمان.

 

فضل على الأمريكان

 

تحدث ريدل عن ابن نايف من باب "رد الوفاء"، إذ قال إن ولي العهد السابق، وعندما كان يشغل منصب وزير الداخلية، أنقذ حياة المئات من الأمريكيين، وألحق هزائم واسعة بتنظيم القاعدة.

 

وتابع: "قد تكون ممارسة الضغط على القيادة السعودية بشأن قضيته خطوة غير عادية، لكن يجب أن تكون مهمة عاجلة، حيث إن حالته خاصة بالنظر إلى مساهماته الكبيرة في الأمن الأمريكي. علاوة على ذلك، فإن حياته في خطر كبير".

وتابع بالقول إن ابن نايف هو الأمير الأكثر ولاء للأمريكيين في العائلة الحاكمة بالسعودية، مذكّرا بأن ولي العهد السابق تلقى تعليمه في ولاية أوريغون، وتدرب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وسكوتلاند يارد.

 

وأوضح أنه التقى بابن نايف لأول مرة في الرياض عندما كان مساعدا للرئيس بيل كلينتون لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في 1998.

 

وأضاف: "بعد ذلك علمنا أن وزارة الداخلية السعودية أحبطت مؤامرة للقاعدة لمهاجمة قنصلية الولايات المتحدة في جدة، بينما كان نائب الرئيس الأمريكي داخل القنصلية".

 

شريك خاص


يقول بروس ريدل، إن هجمات تنظيم القاعدة التي استهدفت السعودية بدءا من العام 2003، وقابلها محمد بن نايف بحملات أمنية انتهت بالقضاء على التنظيم، جعلت من الرجل الشاب حينها، شريكا خاصا للولايات المتحدة.

 

ونقل ريدل عن مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه"، آنذاك جورج تينيت، قوله إن "محمد بن نايف كان أهم محاوري في الحرب على القاعدة".

 

ولفت ريدل إلى أن ابن نايف لم يكتف بالقضاء على القاعدة داخل بلاده، إذ واصل مساعدته للأمريكان في حربهم ضدها بالخارج.

 

ويستذكر كيف أن الاستخبارات السعودية أحبطت في 2010 تفجير طائرة كانت متجهة من اليمن إلى ولاية شيكاغو الأمريكية، إذ زرعت "القاعدة" قنابل على متنها، وذلك عشية انتخابات الكونغرس.

 

ويضيف: "اتصل محمد بن نايف بالبيت الأبيض وأعطى مستشار الرئيس أوباما لشؤون الإرهاب جون برينان، أرقام تعقب الحاويات المتفجرة. وبعد ذلك تم احتجاز الطائرات في محطات توقف في دبي وشرق ميدلاند في بريطانيا، وأبطلت جميع القنابل".

 

اقرأ أيضا: اقرأ أيضا: الغارديان: حملة لحذف فيديو يعرّض حياة محمد بن نايف للخطر

 

"بطل شعبي"
يقول بروس ريدل إن محاولة اغتيال محمد بن نايف في 2009، حوّلته إلى بطل شعبي، بسبب إصراره على استقبال أحد عناصر القاعدة "عبد الله عسيري"، والذي جاء بدافع الاعتذار عن ماضيه، إلا أنه فجر نفسه بواسطة قنبلة خبأها داخل جسده.

 

حينها أصيب ابن نايف بجروح (نائب وزير الداخلية آنذاك)، ولكنها لم تكن المرة الأخيرة التي يتعرض فيها لمحاولة اغتيال، فبحسب "معد بروكينغز"، فإن الأمير السعودي تعرض لأربع محاولات لتصفيته.

 

ونقل المعهد عن ضابط المدير السابق لـ"سي آي إيه"، ليون بانيتا، قوله إن ابن نايف "هو الأذكى والأكثر إنجازا بين أبناء جيله".

 

"تغييب وتهم سخيفة"

 

يقول روس بريدل إن محمد بن سلمان غيّب ابن عمّه محمد بن نايف عن العالم الخارجي منذ نحو عامل كامل.

 

ويضيف: "قبض عليه بتهمة الخيانة، واحتجزه بمعزل عن العالم الخارجي، ويبدو أنه لم يُسمح له بالحصول على رعاية طبية أو دواء. قد تكون حياته في خطر".

 

وتابع: "لم يواجه أي محاكمة قضائية. وتهمة الخيانة التي وجهت له سخيفة. إنه في السجن لأنه رمز بديل ومقبول محليا وخارجيا لابن عمه المتهور".

 

وأضاف: "يريد محمد بن سلمان القضاء على المرشح الرئيسي لخلافة والده في الحكم".

 

وختم: "يجب على فريق بايدن، وخاصة قيادته الاستخباراتية الجديدة، الضغط من أجل حرية محمد بن نايف. نحن مدينون له بنفس القدر".

 

للاطلاع على النص الأصلي (هنا)