أثارت دعوة أكثر من 100 نائب في
البرلمان الليبي إلى عقد جلسة رسمية في مدينة صبراتة من أجل تغيير رئاسة المجلس، والنظر في منح الثقة للحكومة الجديدة، بعض الأسئلة حول قدرتهم على إقالة "
عقيلة صالح"، وإبعاده عن المشهد.
في المقابل، دعا رئيس برلمان
طبرق، عقيلة صالح، جميع أعضاء البرلمان إلى حضور جلسة رسمية تشاورية في مدينة طبرق يوم الاثنين المقبل؛ من أجل توديع المدينة، ومناقشة منح الثقة للحكومة الجديدة فور الاطلاع على تشكيلتها الوزارية.
"أمن وأمان"
من جانب آخر، دعا نائبا رئيس مجلس النواب "فوزي النويري وحميد حومة" أعضاء المجلس إلى عقد جلسة مكتملة النصاب في إحدى المدن الليبية التي تحدّدها اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، بما يضمن أمن النواب وسلامتهم، لمنح الثقة للحكومة، ومراجعة اللائحة الداخلية للمجلس"، وفق بيان.
وبين جلسة عقيلة وحراك مضاد من قبل 105 نواب من جميع المناطق تُطرح عدة أسئلة من قبيل: هل ينجح النواب في إقالة صالح؟ أم يعرقل الأخير جلسات توحيد البرلمان كما فعل سابقا؟ وكيف يؤثر ذلك على منح الثقة للحكومة الجديدة؟
"إقالة أو استقالة"
من جهته، كشف عضو البرلمان وأحد منسقي جلسة "صبراتة" لتوحيد المجلس، ميلود الأسود، لـ"عربي21"، أن "أكثر من 100 نائب أكدوا حضورهم الجلسة، وأن التحضيرات للاجتماع مستمرة بقوة، ولا يلتفت الغالبية إلى الدعوة التي وجهها عقيلة صالح".
وأكد في تصريحات خاصة أن "مجلس النواب هو سيد قراره متى توفر النصاب، ولن نلتفت لتصريحات صالح وهرطقاته، وسنمضي في توحيد البرلمان، ولا نريد منه إلا تقديم استقالته، ويرحل غير مأسوف عليه؛ لأن أول قرار لأي جلسة رسمية للأعضاء سيكون إقالته، واختيار رئاسة جديدة؛ لذا يحاول العرقلة"، وفق قوله.
وأضاف: "الحقيقة أن صالح خدعنا؛ كونه وعدنا قبل الانتخابات الأخيرة أن يقدم استقالته إذا لم يفز بمنصب رئيس المجلس الرئاسي، لكنه خالف وعوده، وهو يتحدث عن منح الثقة للحكومة من أجل الوطن، وهو من أقفل سابقا قاعة البرلمان، ومنع 102 من النواب من ممارسة حقهم النيابي، ومنح الثقة لحكومة الوفاق"، كما صرح.
"تشاور فقط"
في حين، قال المستشار الإعلامي لرئيس برلمان طبرق، فتحي المريمي، لـ"عربي21"، إن "الرئاسة وجهت دعوة لجميع الأعضاء لحضور جلسة يوم الإثنين المقبل في مدينة طبرق، مؤكدا أن الجلسة تشاورية، وستنعقد بأي عدد كان؛ تمهيدا لعقد جلسة أخرى في مدينة سرت، مضيفا: "وسرت إحدى مدن
ليبيا المتواجد بها اللجنة العسكرية وقوات الأمن للتأمين، والجلسة هناك ستخصص لمنح الثقة للحكومة الجديدة حال تم تشكيلها"، وفق ما صرح.
الناشطة الليبية، فريال امسيك، رأت أن "تصريحات عقيلة صالح المتخبطة بعد خسارته في رئاسة المجلس الرئاسي تدل على أنه كان على ثقة كاملة بفوزه برئاسة المجلس الرئاسي، إلا أن الرياح سارت بعكس توقعاته، فيحاول جاهدا استباق الأحداث، ودعوة أعضاء البرلمان للاجتماع بطبرق، وقطع الطريق أمام من يرغب بعقده خارج المنطقة الشرقية".
وتابعت: "لكن يبدو أن أعضاء البرلمان على قناعة تامة بعدم قدرتهم على عقد الاجتماع بطبرق واتخاذ قرارات دون ضغوطات وتهديدات من الجهات الأمنية المسيطرة هناك، وهذا سبب إصرار 105 نواب على عقد جلسة في مدينة صبراته؛ حتى يتم منح الثقة للحكومة الجديدة، وتجنب فشل ما حصل سابقا في غدامس"، بحسب قولها لـ"عربي21".