كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الخميس، أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، تجاهل طلبا من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لإجراء مكالمة هاتفية بينهما، وذلك قبل أيام قليلة من توليه الرسمي لمنصب الرئاسة بالبيت الأبيض.
وذكر الموقع نقلا عن ثلاثة
مصادر مطلعة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن هذا التجاهل يمثل
"ازدراء غير عادي لحليف قوي في الناتو"، مضيفا أن "بايدن أصبح
بعيدا عن الزعيم التركي، لكن هناك دلائل على أن كلا الجانبين سيسعى إلى تسوية
العلاقة".
وأشار التقرير إلى أن
"مكتب أردوغان طلب مكالمة مع بايدن الشهر الماضي، ولكن بعد أسابيع لم يتم
ترتيب أي محادثة"، معتبرا أن "قرار بايدن عدم التقاط الهاتف ليس مفاجئا،
بالنظر إلى تصريحاته في العام الماضي لصحيفة نيويورك تايمز، والتي قال فيها إن
واشنطن يجب أن تتخذ نهجا مختلفا تجاه أردوغان وأن تدعم المعارضة التركية".
ولفت إلى أن "أردوغان
لم يتسرع في تهنئة بايدن على فوزه بالانتخابات الرئاسية، نظرا للعلاقات الدافئة
بين أنقرة وإدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وكان الرئيس التركي آخر
زعماء العالم الذين فعلوا ذلك، عبر رسالة بعثها في تشرين الثاني/ نوفمبر
الماضي".
اقرأ أيضا: MEE: أنقرة ترحب بتصريحات الإمارات.. لكنها ليست مقتنعة تماما
وأكد التقرير أن كلا من
الفريق الانتقالي لبايدن والرئاسة التركية، يتجنبون تقديم إجابات مباشرة لموقع
"ميدل إيست آي" على الاستفسارات حول هذا الموضوع.
وقال المتحدث باسم بايدن،
إن فريقه سيستمر في قراءة أي مكالمات تهنئة يشارك فيها الرئيس المنتخب، مضيفا أنه
"بخلاف ذلك سنرفض التعليق".
وبالمثل، علق المتحدث باسم
الرئاسة التركية إبراهيم كالن، قائلا: "سيصدر مكتب أردوغان بيانا إذا أجرى
مكالمة هاتفية مع بايدن"، بحسب الموقع البريطاني الذي أشار إلى أنه بعيدا عن
قضية المكالمات الهاتفية، فإن المسؤولين الأتراك أعلنوا أنهم مستعدون لإقامة علاقة
بناءة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
أهمية تركيا
وكان كالن قال الأحد
الماضي، للتلفزيون التركي، إن "اتصالات أنقرة بالفريق الانتقالي بالولايات
المتحدة، حتى الآن إيجابية للغاية"، مضيفا أنهم "يريدون تطوير علاقات
جيدة مع تركيا وفتح صفحة جديدة".
ونوه موقع "ميدل إيست
آي" إلى أنه رغم ذلك فإن إحجام بايدن عن التحدث مع أردوغان، أثناء استدعاء
جميع قادة الحلفاء الرئيسيين، من كوريا الجنوبية إلى أستراليا ونيوزيلندا، يشير
إلى أن بايدن لن يتسرع في طي صفحته مع الحكومة التركية.
ونقل التقرير عن المسؤولة
بالمجلس الأوروبي أسلي أيدينتاسباس قولها: "الجميع يتفهم أهمية تركيا،
وستسعى إدارة بايدن أيضا إلى إقامة علاقة خالية من المشاكل مع أنقرة"،
مستدركة: "لكن هناك قضايا عالقة في العلاقات الثنائية"، وفق قولها.
وتوقعت أيدينتاسباس أن تلجأ
الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى الابتعاد قليلا عن العلاقة الداعمة لتركيا في
منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته تجنب إثارة المشاكل الجيوسياسية معها، إنما
ستعتمد على "الحياد".
وتطرق التقرير إلى العلاقة
الشخصية بين بايدن وأردوغان عام 2011، حينما قام نائب الرئيس باراك أوباما آنذاك،
بزيارة أردوغان في مقر إقامته الشخصية، بعد خضوعه لعملية جراحية، مشيرا إلى أنه في
مناسبات عدة خلال رئاسة أوباما، لعب بايدن دور المحاور، ما ساعد في بناء علاقة
صداقة بينهما.
اقرأ أيضا: هل تصبح "أوراسيا" منطقة صراع بين القوى الدولية بعهد بايدن؟
ولفت إلى أنه "حينما
اقتربت إدارة أوباما من الرحيل، اضطر بايدن للاعتذار مرتين لأردوغان"، وذلك على
خلفية إلقاء بايدن اللوم على تركيا والإمارات في تعزيز قوة تنظيم الدولة، من خلال
سياساتهما.
وشدد التقرير على أن
"المشاعر الدافئة والتصالحية بين بايدن وأردوغان، بدأت تتغير، وتحديدا عندما
بدأت تركيا عملية عسكرية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ضد المسلحين الأكراد في
الشمال السوري، والذين كانوا يحظون بدعم من واشنطن".
وعلّق بايدن على العملية
التركية، بالقول خلال مناظرة متلفزة للحزب الديمقراطي: "أنقرة هي المشكلة
الحقيقية (..)".
وختم التقرير بقوله:
"المسؤولون الأتراك يدركون جيدا أن إدارة بايدن ستكون مختلفة تماما عن إدارة
ترامب في سياساتها الإقليمية".
MEE: أنقرة ترحب بتصريحات الإمارات.. لكنها ليست مقتنعة تماما
أردوغان: نأمل بفتح صفحة جديدة مع أوروبا وأمريكا عام 2021
موقع أمريكي: انفراجة قد تطرأ على علاقة تركيا والاحتلال