رفعت فرنسا قيود السفر التي فرضتها في وقت سابق على بريطانيا، بعد ظهور سلالة جديدة واسعة الانتشار من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على أراضيها.
وبحسب بيان صادر عن وزارة المواصلات
البريطانية، الثلاثاء، فقد وقع البلدان برتوكولا ينص على استئناف حركة المواصلات الجوية
والبحرية والسكك الحديد، بينهما اعتبارا من صباح الأربعاء 23 كانون الأول/ ديسمبر
الجاري.
ووفق البرتوكول فإن أي شخص يرغب
في السفر من بريطانيا إلى فرنسا، سيكون مضطرا لإجراء اختبار كورونا خلال 72 ساعة قبل
السفر، ولن يسمح لأي شخص لم يقدم وثائق تفيد بسلبية اختباره بركوب وسائل المواصلات،
كما أنه سيتم إجراء اختبارات مماثلة تظهر نتائجها بسرعة لسائقي الشاحنات بغض النظر عن طول
طوابير انتظار الشاحنات على الحدود بين البلدين.
ومن المنتظر أن يعاد النظر في
البرتوكول مرة ثانية في 31 ديسمبر، مع احتمال تمديده حتى 6 كانون الثاني/ يناير المقبل.
وفي تعليق منه على الموضوع،
صرح وزير النقل البريطاني غرانت شابس بأنه سعيد بالاتفاق، معتقدا أنه "مع هذا البروتوكول،
سيتم إعادة فتح الحدود الفرنسية لأولئك الذين يسافرون لأسباب عاجلة، بشرط أن يكون لديهم
اختبار سلبي لفيروس كورونا".
والأحد، أعلنت فرنسا عن تعليق رحلات
السفر من وإلى بريطانيا، بشكل مؤقت لمدة يومين، بعد الإعلان عن اكتشاف سلالة جديدة
من فيروس كورونا أكثر سرعة في الانتشار 70 مرة من الفيروس الأصلي.
اقرأ أيضا: 4 منتجين للقاحات كورونا يرجحون فعاليتها مع السلالة الجديدة
وفي سياق متصل، أُعيد فتح ميناء
دوفر في بريطانيا الليلة الماضية، ما يخفف قليلا من الطوق الصحي المفروض عليها منذ
اكتشاف طفرة جديدة من فيروس كورونا المستجد، في وقت يجتمع فيه الفرع الأوروبي من منظمة
الصحة العالمية صباح الأربعاء لوضع استراتيجية لمكافحة الفيروس المتحوّل.
للمرة الأولى منذ الأحد، وصلت
سيارات تقل مسافرين إلى مرفأ كاليه الفرنسي من دوفر في بريطانيا ليل الثلاثاء الأربعاء،
وفق ما أفاد به صحافي في وكالة فرانس برس. ووصلت أيضاً بعض الشاحنات على متن العبارة
"كوت دي فلاندر" التابعة لشركة "دي أف دي أس" وكانت أول سفينة
تغادر دوفر بعيد منتصف الليل بتوقيت فرنسا.
وتأتي إعادة فتح دوفر بناء على
اتفاق توصلت إليه لندن وباريس الثلاثاء لإنهاء الأزمة، من خلال السماح لسائقي الشاحنات
الثقيلة العالقين في المملكة المتحدة بدخول فرنسا بعد إجراء فحص كوفيد-19.
ويبعد هذا القرار خطر حدوث نقص
في الإمدادات، بعد أن علق في بريطانيا آلاف الشاحنات بعد تعليق فرنسا لمدة 48 ساعة
نقل البضائع المصاحبة، التي تعتمد المملكة المتحدة عليها بشكل كبير.
وكانت فرنسا وبلجيكا أعلنت مساء
الثلاثاء تخفيفا مرتقبا لبعض القيود التي فُرضت منذ الإعلان الأحد عن انتشار كبير لهذه
السلالة الجديدة من كوفيد-19 في بريطانيا. وهي معدية بنسبة أكبر بما بين 40 وسبعين
بالمئة من الأنواع الأخرى، بحسب السلطات البريطانية.
رحلات معلقة
أعلنت شركة يوروستار أيضا استئناف
حركة القطارات الأربعاء، "للرحلات من بريطانيا نحو أوروبا القارية"، لكنها
ستبقى خاضعة لـ"شروط".
وكانت المفوضية الأوروبية أوصت
في وقت سابق الثلاثاء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتسهيل استئناف حركة النقل
مع الجزيرة، من أجل "السفر الضروري" و"لتجنب اضطرابات سلسلة الإمدادات"،
في توصية تهدف إلى السماح لآلاف المواطنين من الاتحاد الأوربي وبريطانيا بالعودة إلى
منازلهم.
ولم تعلن ألمانيا التي علّقت
على غرار عشرات الدول الأخرى الرحلات مع المملكة المتحدة، تخفيف القيود السارية حتى
6 كانون الثاني/ يناير، وكذلك بالنسبة لإسبانيا.
وأعلنت بوليفيا من جهتها، أنها
ستمنع اعتبارا من الجمعة ولمدة أسبوعين دخول المسافرين الوافدين من أوروبا، بسبب السلالة
الجديدة للفيروس.
وتسبب فيروس كورونا المستجد
بوفاة مليون و703 آلاف و500 شخص في العالم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019، بحسب تعداد أجرته
وكالة فرانس برس الثلاثاء، وسُجلت 77 مليوناً و272 ألفاً و40 إصابة بالمرض في العالم.
اضافة اعلان كورونا
وفي ما يتعلق باللقاحات، توقعت أربع شركات على الأقل أن تكون لقاحاتها ضد مرض كوفيد-19 فعالة أيضا مع السلالة الجديدة للفيروس، والتي أعلنت بريطانيا أنها سريعة الانتشار، وأكدت هذه الشركات أنها تجري اختبارات ستوفر تأكيدا لتوقعاتهم في الأسابيع القليلة القادمة.
وقال أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي
لشركة بيونتيك الألمانية التي استغرقت أقل من عام، بالشراكة مع شركة فايزر الأمريكية،
للحصول على موافقة على اللقاح، يوم الثلاثاء إنه يتوقع أن يظل اللقاح فعالا.
كذلك تعتقد شركات مودرنا وكيورفاك
الألمانية وأسترا زينيكا البريطانية أن اللقاحات التي طوروها ستنجح في مواجهة السلالة
الجديدة للفيروس التي تسببت في فوضى ببريطانيا، الأمر الذي أدى إلى موجة من حظر السفر
التي تعطل التجارة مع أوروبا وتهدد بتعميق عزلة بريطانيا عن القارة.
وقال شاهين في مؤتمر صحفي عبر
الهاتف: "من المرجح بشدة من الناحية العلمية أن استجابة جهاز المناعة بواسطة هذا
اللقاح يمكن أن تتعامل أيضا مع هذه السلالة للفيروس".
وأضاف أن الحصول على إجابة نهائية
سيحتاج إلى أسبوعين آخرين أو نحو ذلك، من أجل الدراسة وجمع البيانات.
وتابع قائلا: "يحتوي اللقاح
على ما يربو على 1270 حمضا أمينيا وتسعة منها وحسب تغيرت (في الفيروس المتحور). ويعني
ذلك أن 99 بالمئة من البروتين يظل كما هو دون تغير".
والسلالة الجديدة قد تكون أكثر
عدوى بنسبة تصل إلى 70 بالمئة وقد تكون سببا أكبر للقلق على الأطفال.
وقال شاهين: "من حيث المبدأ،
يتمثل جمال تقنية اللقاح في أن بمقدورنا أن نبدأ مباشرة في هندسة اللقاح على نحو يحاكي
بشكل كامل هذا التحور الجديد".
ومضى يقول: "سنكون قادرين
على توفير لقاح جديد من الناحية الفنية خلال ستة أسابيع. وبالطبع، هذه ليست مسألة تقنية
وحسب. علينا أن نتعامل مع الكيفية التي ستنظر بها الهيئات الرقابية للأمر".
وبدأت شركة كيورفاك الألمانية
المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية على لقاحها الأسبوع الماضي وتقوم بشكل دائم بمراجعة
السلالات التي قالت الشركة إنها أمر شائع مع انتشار الفيروس.
وقال باتريك فالانس كبير المستشارين
العلميين في بريطانيا يوم السبت، إن اللقاحات كافية على ما يبدو لتوليد استجابة مناعية
لسلالة فيروس كورونا.
توزيع لقاح "مودرنا" مع تواصل إصابات ووفيات كورونا (حصيلة)
كيف تعمل لقاحات كورونا.. وهل سنخلع الكمامات العام المقبل؟
كورونا.. حديث عن آثار طويلة الأمد ودعوات لتقبل رفض "التلقيح"