نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الإجراءات التي تحاول السعودية القيام بها لتعزيز نفوذها في واشنطن قبل تولي إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن مهامها رسميا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن وقعت عقدا مع شركة الضغط "أوف هيل ستراتيجيز" لخدمة مصالحها في الكونغرس الأمريكي الذي عمم في الآونة الأخيرة مبادرات تشريعية صارمة ضد الرياض.
وبموجب الاتفاقية التي تنتهي في 20 كانون الثاني/ يناير 2021، أي قبل يوم واحد من تنصيب بايدن رئيسا للولايات المتحدة، ستدفع المملكة 25 ألف دولار شهريا للشركة.
في المقابل، تتعهد شركة "أوف هيل ستراتيجيز" بتعزيز مصالح المملكة العربية السعودية في الكونغرس من خلال العمل على تطوير العلاقات الثنائية بين الرياض وواشنطن.
وحسب الصحيفة، فإن "أوف هيل" ستكون الشركة الثانية عشرة المسجلة رسميًا كجماعة ضغط تخدم المصالح السعودية في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: الغارديان: ابن سلمان يخالف نظرة والده وأعمامه حول فلسطين
جهود تلميع الصورة
وكثّفت المملكة نشاطها بشكل كبير في العاصمة الأمريكية العام الماضي من أجل تلميع سمعتها التي تضررت كثيرا بعد جريمة اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي، الذي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل عامين، ما تسبب في موجة كبيرة من الانتقادات لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتعاقدت المملكة على سبيل المثال مع شركة ضغط موالية لتكتل النواب السود في الكونغرس، وهي مجموعة سياسية لها وزن ثقيل في مبنى الكابيتول هيل، لكن ذلك لم ينجح في تحسين صورة المملكة في الولايات المتحدة كما تقول الصحيفة، حيث زادت حرب أسعار النفط الأمور سوءا.
وفي الآونة الأخيرة، دعا نشطاء ومنظمات حقوقية عالمية إلى مقاطعة قمة مجموعة العشرين، التي عُقدت عبر الفيديو يومي 21 و22 من الشهر الجاري برئاسة المملكة العربية السعودية.
وفي خطابه الافتتاحي، أشار الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أن مجموعة العشرين أثبتت قوتها وقدرتها على توحيد الجهود للتخفيف من التأثير العالمي لوباء كورونا.
ضغوط على المملكة
وفقا للصحيفة، أصبحت واشنطن ساحة مواجهة بين السفارة السعودية ومعارضي النظام. وفي العام الجاري، رفع المساعد السابق لوزير الداخلية السعودي سعد الجبري دعوى قضائية ضد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في محكمة مقاطعة كولومبيا. وادعى الجبري أن ابن سلمان أرسل فريقا من القتلة إلى كندا لتصفيته بعد أسابيع من مقتل خاشقجي.
وتعاقدت عائلة الجبري بدورها مع جماعات ضغط في الولايات المتحدة بسبب خشيتها على مصير ابني سعد، عمر وسارة، واللذين لم يغادرا المملكة. ووفقًا للدعوى، فإن ولي العهد يخشى من المعلومات التي يمكن أن يكشفها الجبري. ويقول المحامون إن تلك المعطيات يمكنها أن تقوّض مكانة ابن سلمان لدى الإدارة الأمريكية، وهو ما جعله يتخذ خطوات من أجل التخلص منه.
وتضيف الصحيفة أن عائلات سعودية أخرى عانت من قمع نظام آل سعود تحاول بدورها تسليط الضغوط على مصالح الرياض في واشنطن، وهو ما يمكن أن يتقاطع مع خيارات الإدارة الجديدة. ووصف الرئيس المنتخب جو بايدن خلال حملته الانتخابية، المملكة العربية السعودية بأنها دولة "منبوذة"، متوعدا بأنه سيعمل على إيقاف الحملة العسكرية التي تشنها على اليمن.
لكن المسؤولين السعوديين ينظرون إلى الأمور من زاوية أخرى، وصرح وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان، في مقابلة جمعته مع وكالة بلومبرغ مؤخراً، أن بلاده حليف رئيسي للولايات المتحدة، بغض النظر عن التباينات الحزبية، مؤكدا بأن تطور العلاقات سيستمر على النحو الراهن.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
الغارديان: ابن سلمان يخالف نظرة والده وأعمامه حول فلسطين
التايمز: لقاء ابن سلمان ونتنياهو عن إيران وليس التطبيع
الغارديان: لا تزال مخاوف إعدام قاصرين بالسعودية قائمة