قضايا وآراء

مراقبة المراقبين للإنتخابات الأمريكية

1300x600

ليس من السهل أن تكتب عن سيناريوهات ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعمليات الفرز تشهد تأرجحا كبيرا في أهم الولايات التي تعد حاسمة في نتائجها؛ فالمنافسة احتدمت والنتائج تقاربت في ولاية ميشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا في حين حسمت على غير المتوقع في إريزونا لصالح بايدن وفي فلوريدا لصالح ترامب؛ لتفاقم بذك حالة انعدام اليقين والغموض المرافقة لعمليات الفرز؛ وتزيد من حدة الاستقطاب والحرب والمواجهة الإعلامية لا في أمريكا بل وفي العديد من الساحات في العالم من ضمنها منطقتنا العربية التي تترقب نتائج الانتخابات على أحر من الجمر فكل له هواجس وأشباح تلاحقه.

رغم حماسة المراقبين في العالم العربي فإن تعدد السيناريوهات المحتملة لما بعد الإعلان عن النتائج يتجاوز طموحاتهم ورغباتهم؛ إذ خيم عليها السودواية بتقارب النتائج وتضارب تصريحات المرشحين؛ تصريحات أكد فيها بايدن قرب إحرازه للنصر؛ واتهم فيها ترامب بمحاولة الديمقراطيين سرقة الفوز منه مهددا باللجوء للمحكمة العليا.

بغض النظر عن النتائج فإنه من المرجح أن تعمق الانتخابات الانقسام في أمريكا؛ وأن يذهب المرشحان إلى المحاكم لإعادة فرز بعض الصناديق ما سيؤخر الإعلان عن الفائز لساعات أو أيام وأسابيع بحسب طبيعة المعركة ومقدار التقارب بين النتائج؛ لتشتد معها حالة الترقب والانتظار في أمريكا والعالم وتكثر فيها التوقعات والتكهنات .

فالانتخابات الأمريكية لن تحسم بمجرد إعلان النتائج؛ وستتواصل المعركة لتتخذ مسارات متعددة؛ ففي حال فاز بايدن فإن جل اهتمامه سينصب على توحيد البلاد واسترضاء اليمين والتخفيف من وطأة الهزيمة لامتصاص محتويا بذلك ردود فعل خطيرة تهدد بتدشين حقبته الرئاسية بأزمة أمنية وسياسة وصحية واقتصادية مزدوجة بتداعياتها الداخلة والخارجية .

فبايدن سيبقى رهينة اليمين المهزوم؛ رهين الرغبة بتوحيد البلاد بشكل يزيد من مستوى الإحباط لدى اليسار والتيار التقدمي في أمريكا والأقليات؛ في المقابل فإن ترمب في حال فاز لن يجامل اليسار ولا القوى الليبرالية ما سيعزز حالة الإحباط والانقسام لدى خصومه في الحزب الديموقراطي مهددا بانقسام سياسي وأضرار يصعب ترميمها دخل المجتمع الأمريكي.

 

نتائج الانتخابات ستؤثر بشكل كبير على الكثير من الفاعلين الدوليين وللاعبين من الدول والمؤسسات دون الدول؛ ستؤثر على التكهنات والاستراتيجيات المتبعة من قبل العديد من الدول كإيران وتركيا والصين وروسيا؛ وستنعكس على مستوى الانقسام والتفكك في المنظومة الأوروبية بشقيها الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

 



الساعات القليلة الماضية عكست مستوى الانقسام وانعدام الثقة لا في الساحة الأمريكية بل وفي الساحة الدولية حول نتائج الانتخابات وتداعياتها؛ فمسار العملية الانتخابية وخيارت المرشحين المستقبلية ومسار الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية سيلقي بظلاله على الساحة والدولية التي تزداد توترا وترقبا لنتائج الانتخابات؛ خصوصا في الصين وروسيا وأوروبا وغرب آسيا بما فيها منطقتنا العربية التي تعاني من الانقسام وما يشبه الحرب الأهلية غير المعلنة بين دولها.

المشكل الانتخابي لن ينتهي بمجرد إعلان النتائج الأولية؛ إذ سيفتح الباب لمزيد من المعارك وحرب الأعصاب لا بين الأمريكان بل وبين المراقبين على مختلف مستوياتهم سواء كانوا دولا أو منظمات إقليمية ودولية؛ فنتائج الانتخابات ستؤثر بشكل كبير على الكثير من الفاعلين الدوليين وللاعبين من الدول والمؤسسات دون الدول؛ ستؤثر على التكهنات والاستراتيجيات المتبعة من قبل العديد من الدول كإيران وتركيا والصين وروسيا؛ وستنعكس على مستوى الانقسام والتفكك في المنظومة الأوروبية بشقيها الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

ختاما: التفكير بسيناريوهات ما بعد إعلان النتائج تتعدد والقراءات تتنوع بين متشائم ومتفائل كل بحسب الزاوية التي ينظر منها للحدث والمصالح التي يمثلها ومدى تقاطعها مع هذا المرشح أو ذاك؛ أو مواءمتها لهذا السينايو أو ذاك؛ المهم في الموضوع هنا طبيعة التغطية القائمة في العالم العربي وحالة الترقب والحرب غير المعلنة والمبطنة بين القوى الإقليمية في منطقتنا؛ إذ أن القوى الإقليمية تعد نفسها لجولة جديدة من الصراع ستفاقم من أزمة الإقليم وتردي الأوضاع في العديد من الدول العربية المنهكة بالوباء والتطبيع الأزمات الاقتصادية والانقسامات والصراعات السياسية والفكرية .

hazem ayyad
@hma36

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع