يكثف كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، مساعيهما الانتخابية في الولايات المتأرجحة على مدى اليومين الأخيرين، قبل الانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل.
ويستميت ترامب ومساعدوه لتحدي استطلاعات الرأي، وتحقيق انتصار مفاجئ على بايدن الذي يتصدر الاستطلاعات حتى الآن.
تابع التطورات لحظة بلحظة عبر صفحة "عربي21" الخاصة بالانتخابات الأمريكية
ويذهب ترامب خلال اليومين الباقيين إلى ولايات من المرجح أن يكون لها دور حاسم في تحديد ما إذا كان سيبقى في البيت الأبيض لأربع سنوات جديدة، أم أنه سيصبح أول رئيس أمريكي يخسر مساعيه للفوز بولاية ثانية منذ جورج بوش الأب عام 1992.
ولاية بنسلفانيا وكورونا
ومن المزمع أن يذهب بايدن، اليوم الأحد إلى ولاية بنسلفانيا التي يُرجح أن تكون هي الفيصل في تحديد الفائز.
ويركز بايدن خلال حملته في هذه الولاية على انتقاد طريقة تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا.
في المقابل، أمضى ترامب الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في توجيه اللوم اللاذع للمسؤولين الحكوميين المعنيين بالتصدي للجائحة والعاملين في المجال الطبي.
ويخيم على مساعي ترامب للفوز ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا الذي سجلت البلاد ما يربو على التسعة ملايين إصابة به وقرابة الـ230 ألف وفاة.
وقلل ترامب من خطر الفيروس وقال إن خصومه يستغلون الموقف ضده. وحذر من أن تولي بايدن الرئاسة سيؤدي إلى فرض العزل العام مرة ثانية وهو وضع لا تحتمله البلاد.
وبرزت ولاية بنسلفانيا، حيث حقق ترامب فوزا ضئيلا على الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016، كواحدة من أهم الولايات التي يمكن كسب ناخبيها هذا العام.
وفي مؤتمر انتخابي أمس السبت في نيوتاون بولاية بنسلفانيا، عبر ترامب عن شعوره بخيبة الأمل لتقارب السباق بينه وبين بايدن.
آخر الاستطلاعات
وبحسب ما اطلعت عليه "عربي21" من آخر الاستطلاعات، فإن بايدن يتفوق بفارق واضح على ترامب، لكن استطلاعات الولايات المتأرجحة التي تُجرى في كل ولاية على حدة تظهر تقارب نتائج المرشحين.
وبحسب معدل الاستطلاعات العامة في الداخل الأمريكي، فإن بايدن حصل على 52 في المئة مقابل 43.4 في المئة لترامب.
يشار إلى أن عدد الأصوات في المجمع الانتخابي هي التي تحسم الفائز وليس عدد الأصوات العامة في أمريكا.
وللاطلاع على ما هو المجمع الانتخابي وأهميته ودوره في الفوز اضغط هنا
وللفوز بفترة أخرى، يتعين على ترامب تحقيق معادلة صعبة بالفوز في ولايات كانت من نصيبه عام 2016 مثل فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وأوهايو وأيوا وأريزونا مع الاحتفاظ بواحدة على الأقل من ولايات الغرب الأوسط التي فاز بها قبل أربع سنوات مثل بنسلفانيا أو ميتشيغان أو ويسكونسن.
أوباما يتصدر بالمشهد الانتخابي
وشارك أوباما إلى جانب بايدن بشكل كبير في الفعاليات الانتخابية مؤخرا، وبرز السبت في تجمعات انتخابية في مدينتي فلينت وديترويت مع أحد أشهر أبناء تلك المدينة، المغني ستيفي وندر.
وفي الانتخابات الماضية، استغل ترامب معدلات الإقبال على الاقتراع المنخفضة بين السود في ميتشيغان للفوز، بينما يقوم بايدن بحملات مع أول رئيس أسود للبلاد، آملاً بذلك في حشد الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي.
وعلى مدى الأسبوع الماضي، أقام أوباما تجمعات عدة انتقد فيها مرارا طريقة استجابة ترامب للوباء، بما في ذلك في ولاية بنسلفانيا، التي ولد فيها بايدن وظفر بها ترامب في 2016 بفارق ضئيل. وسيحشد بايدن أنصاره هناك يومي الأحد والاثنين في مؤشر واضح على أهمية الولاية.
التصويت المبكر
وتم بالفعل الإدلاء بـ90 مليون صوت مبكر، حيث تتجه المنافسة المحتدمة نحو أكبر إقبال للمقترعين خلال قرن على الأقل.
ويمثل عدد المصوتين مبكرا، رقما قياسيا جديدا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث بلغ حوالي 65% من إجمالي المشاركين في انتخابات العام 2016، الأمر الذي يعكس الاهتمام الشديد بالسباق الرئاسي.
تكساس زرقاء؟
وبعد حملة خافتة إلى حد كبير بسبب الوباء، اتخذ بايدن وضعية الهجوم وتقدم على ترامب في ولايات غير متوقعة مثل تكساس، وهي معقل محافظ تقليديا بات يُنظر إليها الآن على أنها قد تميل في أي الاتجاهين.
وزارت كامالا هاريس تكساس الجمعة الماضي في محاولة لتحويل الولاية إلى ديمقراطية للمرة الأولى منذ عام 1976.
تكثيف الدعاية
وسيعقد ترامب يومي الأحد والاثنين عشرة مؤتمرات انتخابية، بمعدل خمسة مؤتمرات في اليوم، في أقصى تكثيف لنشاط حملته الانتخابية على الإطلاق.
اقرأ أيضا: لماذا تحظى الاستطلاعات الأمريكية بثقة أكثر من 2016؟
ويهدف المرشح الجمهوري إلى إثارة ما يكفي من الزخم لدفع أنصاره إلى الإقبال بكثافة شديدة على التصويت لصالحه يوم الثلاثاء.
وسيعقد ترامب مؤتمرات انتخابية اليوم في ولايات ميتشغان وأيوا ونورث كارولاينا وجورجيا وفلوريدا.
وستقيم حملته الانتخابية أنشطة دعاية في نورث كارولاينا وبنسلفانيا وويسكونسن إلى جانب ميتشغان.
وسيختتم ترامب فترة الدعاية المكثفة بمؤتمر انتخابي في ساعة متأخرة من الليل غدا الاثنين، في غراند رابيدس بولاية ميتشغان، وهو المكان الذي كان قد اختتم فيه حملته الانتخابية للفوز بالفترة الرئاسية الأولى عام 2016.
وحال تقارب النتائج بشكل كبير أو تأخرها، يخشى البعض من حصول سيناريوهات كارثية يقوم فيها أنصار المرشحين بالنزول إلى الشارع أو حتى حمل السلاح.
ولم تكن تصريحات ترامب مطمئنة عندما رفض مرات عدة أن يقول بوضوح إنه سيسلم السلطة بشكل سلمي في حال هزيمته.
ورغم ترويج ترامب لنفسه على أنه مرشح "القانون والنظام"، خاصة بعد الاحتجاجات، أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" هذا الشهر، تراجعه أمام بايدن بهامش 50 إلى 44 بالمائة حينما سئل الناخبون عن المرشح الذي سيحافظ على القانون والنظام بشكل أفضل.
نشاط أكبر لحملة ترامب
وأصبحت حملة ترامب أكثر نشاطًا "على الأرض" في الولايات المتحدة الآن، ومن المفارقات أن الديمقراطيين أقل نشاطا بكثير.
فالديمقراطيون يتخذون احتياطات فيروس كورونا بجدية أكبر بكثير من الجمهوريين، ففي ولاية "ويسكونسن" تم إغلاق جميع مقراتهم تقريبا منذ آذار/ الماضي، باستثناء أكبرها في مدينة "ميلووكي"، مع إلزامية ارتداء الكمامات داخله.
بدورها، أعربت كريستين سينيكي، رئيسة مقر الحزب الديمقراطي في "ميلووكي" عن قلقها إزاء عدم تمكنهم من طرق أبواب منازل المدينة لحشد الأصوات.
وأشارت سينيكي أنها كواحدة من السياسيين القدامى تحب الحديث وجها لوجه لإقناع الناخبين لكن حزبها يدرك أنهم في عالم جديد بالكامل الآن.
من جانب آخر، كانت مقرات الجمهوريين في "ويسكونسن" تعمل على قدم وساق، إذ يطرق المتطوعون والموظفون الأبواب لجمع الأصوات، دون ارتداء الكمامات.
أزمة التمويل
من جهة أخرى، يتراجع الجمهوريون في سباق التمويل في أكثر أوقات الحملة أهمية.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حملة ترامب خفضت ملايين الدولارات من الإعلانات التلفزيونية المخطط لها، وعملت على جمع التبرعات بدلا من ذلك.
فيما بلغ تمويل حملة بايدن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضس قرابة ثلاثة أضعاف صندوق حملة ترامب، حوالي 177 مليون دولار مقابل 63.1 مليون دولار لترامب.
وفي هذا الصدد، تم إلقاء بعض اللوم على براد بارسكال، مدير حملة ترامب السابق لموافقته على الإنفاق الكبير على الإعلانات في وقت مبكر من الحملة، قبل انتشار جائحة كورونا في البلاد، التي غيرت المشهد السياسي.
وألقى البعض اللوم على بارسكال لهجومه على بايدن بأنه متقدم في السن، وهو ما أثار استياء كبار السن وفقا لبعض استطلاعات الرأي.
وأعلنت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري وحملة ترامب الأسبوع الماضي عن إطلاق حملة إعلانية بقيمة 25 مليون دولار تستهدف كبار السن من الأمريكيين.
أما بالنسبة إلى الداعمين الذين يستخدمون تطبيق حملة ترامب بهواتفهم، فإنها ترسل لهم العديد من الرسائل النصية يوميًا لمناشدتهم بشكل متزايد للتبرع لها.
ومع ذلك، فإن تمويل حملة ترامب الحالي يتساوى مع تمويل هيلاري في هذه المرحلة من عام 2016، إلا أن مستشاري حملته افترضوا أنهم سيحصلون على احتياطي مالي أكبر بكثير بحلول أكتوبر المنقضي، بحسب "نيويورك تايمز".
ماذا يعني "التدخل الأجنبي" في الانتخابات الأمريكية؟
"غالوب": غالبية الأمريكيين لا يؤيدون انتخاب ترامب مجددا
الولايات المتأرجحة.. محطة الحسم بين ترامب وبايدن (إنفوغراف)