تحدث أكرم الكعبي، زعيم حركة "النجباء" العراقية، عن امتلاكهم معلومات استخباراتية ووثائق هامة حول عملية اغتيال قائد فيلق
القدس الإيراني قاسم سليماني، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات "أدوات بيد
الولايات المتحدة لتحقيق مخططاتها في العراق".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الكعبي بمقر وكالة الأنباء الإيرانية مهر
في العاصمة طهران، الأربعاء، وهدد خلاله بالرد "الحاسم والقاسي" في حال عدم خروج
القوات الأمريكية من العراق في الوقت المحدد.
وأشار الكعبي إلى أن الأوضاع
السياسية في العراق "معقدة للغاية" لعدة أسباب: أولها، بسبب استهداف
القوات الأمريكية لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وثانيها، استهداف السياسة الأمريكية
للثقافة العراقية ونسيج المجتمع العراقي وسعيهم لإيجاد الفتنة الطائفية وزرعها بين
صفوف الشعب العراقي، وثالثها، رغبة السياسة الأمريكية بسرقة أموال العراق
والاستيلاء على النفط العراقي.
واتهم الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى "السيطرة على الشارع
العراقي وتوجيهه من خلال استغلال المظاهرات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية لتحقيق
مصالحها وفرض سيطرتها على العراق"، مضيفا: "هي تخطط لمستقبل العراق. والإمارات
والسعودية ما هي إلا أدوات بيد الولايات المتحدة لتحقيق مخططاتها في العراق".
اقرأ أيضا: MEE: خامنئي وجّه بوقف الهجمات على الأمريكيين بالعراق
وهدد الكعبي القوات الأمريكية بالرد الشديد والحاسم إذا لم تخرج من
العراق في الموعد المحدد، وقال: "ما حصل سابقا بين محور المقاومة والقوات الأمريكية
كان مجرد مفرقعات ليس أكثر، وسنجبر القوات الأمريكية على الخروج من الأراضي
العراقية بالقوة إذا لزم الأمر".
وتصاعدت الهجمات ضد القوات
الأمريكية في العراق منذ اغتيال سليماني والمهندس، في قصف جوي ببغداد، في 3 كانون
الثاني/يناير الماضي.
وتوقفت الهجمات في الأيام القليلة الماضية، في أعقاب لقاء جمع نائب رئيس هيئة
"الحشد الشعبي"، عبد العزيز المحمداوي المعروف باسم "أبو
فدك"، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين
هينيس-بلاسخارت، ببغداد في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وكانت الفصائل العراقية المسلحة اتفقت على إيقاف مشروط للهجمات الصاروخية على
القوات الأمريكية، بحسب ما تحدث به الناطق باسم كتائب حزب الله العراقي محمد محيي لـ"رويترز".
ومحذرا مما
أسماه "الفتنة الأمريكية القادمة المتمثلة في تقسيم العراق إلى دويلات صغيرة"،
قال الكعبي: "المرحلة القادمة هي مرحلة جدية، وخاصة أننا أعطيناهم (القوات
الأمريكية) إنذارات كثيرة وتركنا مجالا للعملية السياسية أن تأخذ مجراها، ولكن لم
يكترث المحتل الأمريكي بذلك وازداد تكبرا، وما انسحاباته من العراق إلا شكلية ومن
باب الخداع".
وأردف: "هنالك فرصة أخيرة وبعدها سيكون الحرف الأول والأخير للمقاومة وعندها
ستكون أعمال المقاومة شرعية بامتياز بعد استنفاذ جميع المحاولات السياسية".
وطالب الكعبي القضاء
العراقي بإعلان نتائج التحقيقات في عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أمام
الجميع، منوها أن سليماني جاء إلى العراق بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، ومشيرا
إلى أن لديهم "معلومات استخباراتية ووثائق هامة ودقيقة حول عملية
الاغتيال"، دون الإدلاء بتفاصيل أكثر عن ذلك.