حول العالم

تلوث الهواء يخنق 20 مليون هندي في نيودلهي (شاهد)

قتل تلوث الهواء في العام الماضي 500 ألف مولود جديد - أ ف ب
غطى نيودلهي يوم الجمعة ضباب كثيف سام وقوّمت السلطات مستوى التلوث بأنه "شديد" بعد ساعات قليلة من تصريحات دونالد ترامب القائلة إن الهواء "مثير للاشمئزاز" في الهند.

فمع بداية كل فصل شتاء من كل سنة، يتحول الهواء في نيودلهي إلى مزيج سام من الأبخرة الناتجة عن عمليات الحرق الزراعية في المناطق المحيطة بها وغازات عوادم المركبات والانبعاثات الصناعية والتي بقيت فوق المدينة بسبب درجات الحرارة وهبوب رياح خفيفة.

وسجلت سفارة الولايات المتحدة في نيودلهي الجمعة تركيزا يوميا للجزيئات الدقيقة يبلغ 269 ميكروغراما لكل متر مكعب من الهواء.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بعدم تجاوز متوسط تركيز الجزيئات الدقيقة 25 يوميا. وعلى سبيل المقارنة، بلغ مستوى الجزيئات الدقيقة صباح الجمعة في باريس 40 ميكروغراما.

 

 


وقالت الهيئة الحكومية البيئية "سافار"، "من المتوقع حدوث مزيد من التدهور (في جودة الهواء) لمدة يومين" في إشارة إلى "زيادة كبيرة في عمليات الحرق الزراعية" في ولايتي هاريانا والبنجاب المجاورتين ما يساهم في زيادة معدل الجزيئات الدقيقة 17 في المئة في نيودلهي.

وأوضحت السلطات أن عمليات الحرق الزراعية بدأت في وقت مبكر هذا العام لأن المزارعين، خوفا من نقص اليد العاملة بسبب الوباء، قدموا موعد عمليات البذر والحصاد.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الخميس خلال مناظرته مع منافسه الديموقراطي جو بايدن "انظروا كم أن الهواء مثير للاشمئزاز في الصين. انظروا إلى روسيا، انظروا إلى الهند، إنه مثير للاشمئزاز". ويحذر العلماء من تأثير التلوث بشكل خاص هذا العام، مع أزمة الوباء، على 20 مليون نسمة الذين يسكنون نيودلهي.

 

وتسبّب تلوّث الهواء بوفاة 476 ألف مولود جديد سنة 2019، غالبيتهم في الهند وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفق دراسة حديثة أظهرت أن السبب الكامن وراء هذه الوفيات في ثلاثة أرباع الحالات هو الدخان السام الصادر عن الوقود المستخدم للطبخ.

وقد توفّي أكثر من 116 ألف رضيع هندي في الشهر الأوّل من عمره بسبب تلوّث الهواء و236 ألفا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بحسب تقرير "ستايت أوف غلوبال إير 2020" الذي استند إلى معطيات جمعها معهدان أمريكيان هما "هيلث إيفيكتس إنستيتوت" و"هيلث ميتريكس أند إيفالواشن".

وأفاد القيّمون على هذا التقرير بوجود مزيد من الأدلّة التي تسمح بالربط بين تعرّض الأمّهات لتلوّث الهواء خلال الحمل وارتفاع خطر ولادة الأطفال قبل أوانهم أو بوزن منخفض جدّا.