كشف موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني عن تعرض أجهزة
الكمبيوتر التابعة لوزارة الخارجية البريطانية لعملية قرصنة تم الاستيلاء من خلالها
على ملفات تتعلق بحملة الدعاية التي نظمتها الوزارة لدعم
المعارضة السورية.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، إن قراصنة تلصصوا على أنظمة الكمبيوتر في
وزارة الخارجية وسرقوا مئات من الملفات التي تحتوي على تفاصيل عن العملية الدعائية
المثيرة للجدل وبرامجها المتعلقة بسوريا التي مزقتها الحرب.
وأضاف أن عملية الاختراق الأمنية الكبيرة والتي جاءت
على قاعدة واسعة استهدف فيها الهاكرز وبشكل مقصود العلاقة المالية والعملياتية بين
وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية وشبكة من شركات التعهدات الأمنية الخاصة التي كانت
تدير وبشكل سري منابر إعلامية سورية طوال الحرب الأهلية السورية.
وبحسب موقع "ميدل إيست آي " فإن ما بين 200-
300 من الوثائق السرية سرقها الهاكرز. وتم وضع بعض الملفات على مواقع في الإنترنت.
وتحضر وزارة الخارجية والوزارات الأخرى نفسها لنشر معلومات
جديدة في الأسابيع المقبلة.
ولم يتم بعد تحديد القراصنة إلا أن القدرة الفنية للهجوم
الإلكتروني أثارت قلقا داخل وزارة الخارجية البريطانية عن وقوف دولة وراء العملية،
حيث تحوم الشكوك حول روسيا. وفي عام 2018 قالت وزارة الخارجية إن ضباطا في المخابرات
الروسية حاولوا قرصنة أنظمة الكمبيوتر التابعة لها.
ورفضت الخارجية البريطانية التعليق على عملية الاختراق الإلكتروني
التي قادت لسرقة مواد تتعلق بالدعاية السورية.
وفي بيان قالت: "كانت
بريطانيا واضحة في دعمها لعناصر
من المعارضة السورية كي تقف ضد طغيان نظام الأسد والأيديولوجية الوحشية لداعش".
وكانت وزارة الخارجية قد اكتشفت الأمر في الأسبوع الماضي بعدما نشرت بعض الوثائق على موقع
يعرف بـ"انونميموس" (مجهول). وتم إبلاغ وزير الخارجية دومينيك راب بالأمر
في نهاية الأسبوع. وعمم الخبر على بقية الوزارات يوم الإثنين.
وتسلط الملفات المسروقة مزيدا من الضوء على عملية الدعاية
ومبادرات دعم المعارضة السورية أو ما أطلقت عليه الحكومة البريطانية "الاتصال
الإستراتيجي" والذي كشف عنه قبل أربعة أعوام، ونشر الموقع مزيدا من التفاصيل عن
البرنامج بداية هذا العام.
وكان البرنامج يهدف إلى دعم "تغيير سلوكي ومواقف"
للمتلقين السوريين وتقوية القيم العلمانية وبناء العزيمة بين المدنيين، ودعم ما أطلقت
عليه الحكومة البريطانية المعارضة المعتدلة المسلحة.
وكشفت الوثائق عن برامج قامت على إثرها شركات تعهدات حكومية بريطانية
بإنشاء محطات إذاعية ومجلات بالعربية والإنكليزية وصحف وكتب مصورة للأطفال وصممت
ملصقات وساعدت في إدارة مكاتب المعارضة الإعلامية.
وقالت شركة تعهدات إنها وزعت خلال ستة أشهر أكثر من
660.000 مادة مطبوعة. وتكشف المواد المسربة عن الكيفية التي أثر فيها برنامج
"الاتصال الإستراتيجي" على تقارير المنظمات الإعلامية المهمة، حيث قالت شركة
تعهدات إنها اتصلت بـ 1600 صحفي حول العالم من أجل التأثير على الرأي العام. وفي قلب
المبادرات الدعائية كانت هناك شبكة واسعة من الصحفيين المواطنين، بدأ عدد منهم بإعداد
التقارير مع بداية الانتفاضة ضد بشار الأسد عام 2011 وحصلوا على تدريب ومعدات وتشجيع
من المتعهدين البريطانيين، وبدون الكشف عن دور الحكومة البريطانية في العملية.
وتم اعتقال عدد من الصحفيين المواطنين وقتلهم على يد تنظيم
الدولة بعد سيطرته على مناطق في
سوريا بداية 2015. وطالما اتهم تنظيم الدولة الضحايا
بأنهم "جواسيس" للغرب وتمت ملاحقة بعضهم إلى تركيا وقتلهم هناك.
ولا تحدد الوثائق التي نشرت على الإنترنت في الأيام الماضية
المتعهدين البارزين مع وزارة الخارجية بل والأفراد الذين يديرون الشركات. وبحسب موقع
"ميدل إيست آي" فإن المسؤولين في وزارة الخارجية يبدو أنهم ليسوا قلقين من
محتوى الوثائق خاصة أنه كشف عن طبيعة البرنامج من قبل. وكل قلقهم على الطريقة السهلة
التي تم فيها اختراق أنظمة الكمبيوتر في الوزارة. وهناك برنامج مشابه أدارته وزارة
الدفاع البريطانية في سوريا ولم يتعرض على ما يبدو للقرصنة.