نشرت مجلة "
إستيلو ناكست"
الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المعاني التي يرمز لها اللون الأزرق على الصعيد
النفسي بالاستناد إلى نتائج الدراسات.
وقالت المجلة في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إن جميع الألوان ترتبط بالعواطف المختلفة التي يمكن أن نشعر بها. ويتمثّل علم نفس اللون في علم
النفس الذي يدرس تأثير اللون على المشاعر البشرية. وجاءت هذه الدراسة من الإدراك
البصري الذي لدينا للألوان المحيطة بنا والتفسير الرمزي الذي يعينه عقلنا. لذلك،
يعد استخدام الألوان على أساس يومي مشروطا بالحالة الذهنية للفرد حيث توجد ألوان
تدخل البهجة إلى نفوسنا وأخرى تزعجنا.
أوردت المجلة أن اللون الأزرق يعد أحد
أكثر الألوان التي تنقل الهدوء والاسترخاء للكثير من الأشخاص. وعادة ما يذكرنا هذا
اللون بهدوء السماء أو المحيط الصافي غير المضطرب. كما يرتبط هذا اللون بالعقل
والذكاء، نظرا لأن نغماته تقع في نطاق التدرجات الباردة.
التأثير البصري للأزرق
يمتلك جميع البشر داخل تجاويف العيون
خلايا حساسة للضوء مسؤولة عن إدراك موجات الضوء المنكسرة من الأشياء أو الألوان
كما نعرفها عامة. لذلك، يعطي الدماغ لاحقًا تفسيره الخاص. مع ذلك، نمتلك ثلاثة
أقماع فقط لكل لون أساسي وهم الأصفر
والأزرق والأحمر. كنتيجة لذلك، يعتبر الأزرق من بين الألوان التي لدينا حساسية
تجاهها. وتجدر الإشارة إلى أن البحر على سبيل المثال يُعدّ عديم اللون، ولكن
انعكاس الضوء يجعله يظهر باللون الأزرق الجميل الساطع بدرجات مختلفة.
اللون الأزرق في ثقافات مختلفة
تلتقي العديد من الثقافات في مفهوم
مشابه للغاية في إشارة إلى اللون الأزرق والمتمثّل في الروحانية والصفاء والتناغم
نظرا لارتباطه المباشر بالسماء والبحر. فعلى سبيل المثال، بالنسبة للثقافة الصينية
القديمة، ترتبط ظلال اللون الأزرق الفاتح بالشفاء والتناغم والحظ السعيد والحياة
الآمنة والمزدهرة. وبالطريقة نفسها، اعتبرت الثقافات المصرية والهندوسية الأزرق
لونًا مقدسًا لم يستخدمه سوى الآلهة. في المقابل، تعتبر الديانة الكورية اللون الأزرق لون الحداد.
اختفاء اللون الأزرق في العصور القديمة
من الطبيعي أن نعتقد أن اللون الأزرق
موجود منذ بداية تاريخ الإنسانية، لاسيما وأنه يعد لون السماء والبحر. في المقابل، يمكن أن نصاب بالدهشة عندما
نعلم أن اللون الأزرق لم يكن موجودا بالفعل في العصور القديمة. فمنذ حقبة الإغريق
والرومان والحضارة الآسيوية القديمة، مرّ هذا اللون دون أن يلاحظه أحد تماما.
ألا يستطيع الناس رؤية اللون الأزرق؟
وفقا للمؤرخ وخبير الألوان ميشيل، باستوريو، لم يكن هذا هو الحال، حيث أنهم لم
يربطوا ببساطة هذا اللون بأي شيء. خلال العصر اليوناني، يعد الأبيض والأسود
والأحمر الألوان الأكثر تمثيلا والأكثر استخداما. وفي بعض الأحيان، استخدم الناس
درجات اللون الأخضر والبني. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى قدماء المصريين معرفة بسيطة
باللون الأزرق، ويمكن رؤية استخدامه في الكتابة الهيروغليفية وبعض اللوحات على
التوابيت أو التماثيل.
الأزرق لون الهدوء
يرمز اللون الأزرق إلى الهدوء نظرا
لأنه مرتبط بالطقس البارد، وبالتالي بالصفاء والخمول والهدوء الذي يجلبه هذا
المناخ. وبالمثل، استخدم عالم التسويق اللون الأزرق باعتباره يرمز إلى الهدوء
للتعبير عن ثقة وجودة ونضارة المنتجات، وهو الشعور نفسه الذي ينتجه البحر.
التكنولوجيا والاتصالات
مع وصول التطور التكنولوجي، استُخدم
اللون الأزرق كعلم تمييز تقريبا لأنه يلمح إلى الذكاء والحكمة والطليعة، أي كل ما
يمكن أن يرتبط بالمنطق والإبداع على المستويات الرياضية. بالطريقة نفسها، استُخدم
اللون الأزرق لتمثيل الاتصال، مثل الاتصال الممتع بين البحر والسماء، الذي يمكن أن
يربط الناس في جميع أنحاء العالم. لهذا السبب، نرى اللون الأزرق في تطبيقات
التواصل على غرار التويتر وفيسبوك وسكايب وتلغرام.
ثقافة اللون الأزرق
عادة ما نجد اللون الأزرق ممثلا في
الشؤون الدبلوماسية والفكرية. لذلك، من الشائع العثور عليه في شعارات الأمم
المتحدة أو اليونيسف أو حتى على علم الاتحاد الأوروبي. ويعود ذلك إلى طبيعة
المعرفة التي تأتي من العقل البشري وقدرتنا على تحويل الدروس إلى حكمة لإفادة الآخرين.
الوهم وراء اللون الأزرق
يأتي معنى الوهم والانطباع والخيال
الذي يمثله اللون الأزرق بالنسبة لبعض الناس (خاصة إبداعات الفن أو الموضة) من
فكرة البحر البلوري، الذي يخلق تأثير السراب تماما مثل السماء التي تتحول من
الأزرق الفاتح النقي إلى الأزرق الغامق. لذلك، يُعطى أيضًا تفسير الاتساع والخلود.
الجانب المظلم من اللون الأزرق
لا تنحصر معاني اللون الأزرق في الرخاء
والهدوء، ولكنها تحمل أيضا معنى أعمق في بعض الثقافات الشرقية وحتى الغربية وخاصة
في أوروبا. فعلى سبيل المثال، تنسب إلى اللون الأزرق خصائص الحزن والقلق نظرا لأنه
لون بارد بالإضافة إلى معاني الانحرافات والدعارة واللغة السيئة والفكاهة السوداء
والتباعد العاطفي.