نشرت مجلة "نيويورك بوست" تقريرا عن
الحياة الباذخة لولي العهد محمد بن سلمان ورغبته بالحصول على الثروة.
ونقلت المجلة بعضا مما جاء في كتاب "الدم
والنفط" الذي ألفه كل من برادلي هوب وجاستين شيك، وبدأ توزيعه اليوم الأول من
أيلول/سبتمبر وفيه تفاصيل عن حفلة نظمها ابن سلمان في منتجع بجزر المالديف بكلفة 50 مليون
دولار، حيث كان من المفترض أن تستمر الحفلة على مدى شهر.
وفي تقرير أعده ريد تاكر من مجلة "نيويورك
بوست"، قال فيه إن حياة الأمير الذي وصل إلى السلطة بعد اعتلاء والده عرش
السعودية، يمكن تلخيصها بحفلة المالديف التي شاركت فيها موديلات أو عارضات الأزياء
بجزيرة خاصة.
وعن الحفلة التي نظمت في تموز/يوليو قال:
"وصلت العارضات في قوارب مزدحمة" وكن "150 امرأة جميلة تم إحضارهن
من البرازيل وروسيا وأماكن أخرى ووصلن إلى الجزيرة الخاصة في المالديف للإحتفال مع
عشرات من الرجال جاؤوا من الشرق الأوسط".
وكان راعي الحفلة، محمد بن سلمان، الذي كان في
سن الـ29 عاما، وزيرا للدفاع ووليا لولي العهد، واليوم هو ولي العهد وأكثر شخص
مؤثر في البلاد بعد والده الملك سلمان.
وفي عام 2015 كان مستعدا لأن يحتفل في جزيرة
خاصة لشهر. واسم الجزيرة فيلا من جزر المالديف وتحتوي على فلل بنيت فوق الأعواد
الخشبية وتطل على المياه الزرقاء للمحيط الهندي. ولكل مجموعة من الفلل مسبح ومرسى
وخادمها، وفيها آلة لتصنيع الثلج حتى يتمكن الزوار من اللعب على الجلد الصناعي وسط
المناخ الاستوائي.
وقال مؤلفا الكاتب وهما صحافيان في صحيفة
"وول ستريت جورنال": لقد "كانت إجازة تناسب الأمير ولأن محمد بن
سلمان استأجر الجزيرة بالكامل له ولحاشيته، فقد كانت تحت تصرفهم. وبالإضافة لخمسين
مليون دولار كلفة استئجارها لشهر، وعهد لكل عامل في الجزيرة براتب خمسة آلاف دولار
بالإضافة للبقشيش السخي".
وعادة ما يحصل هؤلاء العمال على راتب 1000 أو 1200
دولار في الشهر. وكان الإنفاق سخيا للحفاظ على الخصوصية والسرية. وكان محمد بن
سلمان حريصا جدا على أن تظل الزيارة بعيدة عن الصحف والإعلام.
وكتب المؤلفان: "عرف محمد أن الشباب
السعودي تعب من عقود الإنفاق الفاحش الذي قام به أبناء العائلة الحاكمة وشعروا
بالإحباط مما يتابعونه من حسابات الأمراء على منصات التواصل الإجتماعي والتي تظهر
تباهي الأمراء ببيوتهم والإنفاق الباذخ في هارودز والسيارات الرياضية التي
يقودونها في شوارع ميفير (لندن)".
ومن أجل الحفاظ على السرية لم يسمح للموظفين بإحضار هواتفهم الذكية إلى الجزيرة، وفقط تلفون نوكيا 3310 الذي يشبه شكل "قطعة حلوى" لأغراض الإتصال. وفصل عاملان لأنهما خرقا الشروط.
وطلب من
بعض الموظفين استقبال العارضات. وعندما وصلن إلى رصيف الجزيرة نقلت كل واحدة منهن
في عربة صغيرة تستخدم في لعبة الغولف إلى عيادة طبية للتأكد من عدم حملهن أمراضا جنسية.
و"بعد الانتهاء من الفحوصات الطبية
واستقرار كل عارضة في فيلتها، وصل محمد بن سلمان وأصدقاؤه بالدراجات المائية".
إقرأ أيضا: ابن سلمان اعتزم لقاء نتنياهو بواشنطن ولكنه تراجع
ومن أجل الترويح عن الحضور استأجر محمد بن
سلمان أسماء معروفة في مجال الغناء مثل بيتبول، ومغني الراب الكوري بساي ودي جي
أفروجاك.
وكان من المتوقع أن تغني جينفر لوبيز وشاكيرا
حسب أخبار "برايفت أيلاند نيوز". ونام الرجال طوال النهار ومع غروب
الشمس خرجوا جاهزين للحفلة. وقام الدي جيز بتقديم وصلات رقص في القاعة التي تطل
على المسبح بالإضافة إلى وصلات صغيرة على مسارح متناثرة في أنحاء الجزيرة.
وفي ليلة كان محمد بن سلمان منتشيا بدرجة صعد
إلى المسرح الذي كان عليه أفروجاك و"صفقت العارضات عندما جلس في مقعد أفروجاك
وبدأ بلعب الأغاني الراقصة المفضلة لديه، وتوارى أفروجاك الذي كان يتمتم بحذر حتى
ابتعد عن الأمير".
وقال الكاتبان إن الحفلات تستمر حتى الصباح
أحيانا. وفي بعض الحالات اعتمد محمد بن سلمان على طاقمه، عندما تعلق الأمر بتقديم
الكحول الممنوع في السعودية.
وتم إبعاد طاقم الجزيرة "لأن السعوديين لم
يكونوا يريدون شرب الخمر أمام سكان بلد مسلم آخر، ولم يمض أسبوع على العربدة حتى تسربت أخبار الصخب والقصف، ووجود محمد بن سلمان، إلى الصحافة المحلية. وانتقلت
الأخبار إلى أماكن أخرى. فغادر محمد بن سلمان سريعا وتبعته النساء بعد فترة قصيرة".
وأشار الكاتبان إلى أنه بعد ذلك اشترى محمد بن
سلمان يخت سيرين وهو أكبر يخت في العالم بطول 439 قدما. ودفع لصاحبه المعروف بملك
الفودكا 500 مليون دولار، بضعف ما اشتراه صاحبه به. وتبلغ مساحة اليخت 48.000 قدما
مربعا.
وهو مزود بمهبطين للطائرات ورصيف للغواصات
وغرفة أرضية للتمتع بالنظر تحت الماء وجاكوزي ومسرح للسينما وسلم حلزوني يطل على
بيانو ضخم. ويصف الكاتبان اليخت بالقول: "كان أنيقا وفاخرا ومكانا مناسبا
لاستقبال الشخصيات الهامة، ويمكن تحويله إلى قصر حفلات في الليل مع
الأصدقاء".
وكان اليخت للمتعة بالبحر، وللمتعة في البر
اشترى فريق الأمير قصرا في فرساي قرب باريس بمبلغ 300 مليون دولار. ويقول المؤلفان
إن تبذير المال كان ردا على ما يبدو على ثروة والده المتواضعة مقارنة مع بقية
الأمراء.
وكان المال أو غيابه هو الذي شكل طفولته. فهو
ثامن أولاد الملك وابنه الأول من زوجته الثالثة. وكطفل كان يحب سكوبا والغوص في
الماء والأكل السريع وألعاب الفيديو بما فيها سلسلة "عصر الإمبراطورية".
ولم يذهب للدراسة في فرنسا وإنكلترا مثل إخوته وظل في السعودية مما ساعده على
اكتشاف مكامن ضعف منافسيه من الأمراء.
وقالا إنه عندما كان في سن الـ 15 عاما علم من
ابن عم له، أن والده ليس ثريا مقارنة مع بقية الأمراء، رغم عمله في الحكومة لعقود
وأنه مدين للأمراء ورجال الأعمال. وقال لاحقا: "كانت أول صدمة وتحد واجهته في
حياتي". وضحك والده عندما طلب منه السماح له بفتح دكان. وبدأ ببيع القطع
الذهبية والساعات الثمينة ثم أنشأ شركة جمع نفايات وعقارات.
وساعدته علاقاته مع الحكومة على ملء جيوبه. وتم
اتهامه وعدد من الأمراء بالتورط في تداول
الأسهم وشراء الكثير منها قبل الإعلان عن التنظيمات. ويشير الكاتبان إلى الصعود السريع
إلى السلطة، حيث قفز فوق أبناء عمومته وأصبح ولي العهد. ومن خلال قربه من والده
أصبح الحاكم الفعلي.
التايمز: عزل قائد التحالف باليمن تغطية على فشل ابن سلمان
FT: مخاوف على حياة ابن نايف.. الاتصال مع عائلته مقطوع
MEE: لماذا صمت الملك سلمان عن معاهدة التطبيع الإماراتية؟