هاجم أحمد المسماري،
المتحدث باسم مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، مبادرة وقف إطلاق النار التي
أعلنتها الحكومة الليبية ومجلس نواب طبرق، بشكل متزامن.
وقال أحمد المسماري في
مؤتمر صحفي، إن الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، "عقد اجتماعا وقرر مهاجمة مدينة سرت الاستراتيجية".
وأضاف المسماري، "الآن
قواتنا في وضع قتال وجاهزة للتعامل في حال تقدم أحد نحو مدينة سرت".
اقرأ أيضا: ترحيب دولي باتفاق الأطراف الليبية على وقف إطلاق النار
وزعم رصد قواته
فرقاطتين وعددا من السفن التركية، وقال إنها في وضع هجومي وتستعد للانطلاق من
الجهة الشمالية الغربية.
وتعليقا على تصريحات المسماري، قال العقيد عادل عبد الكافي المستشار العسكري والاستراتيجي، إنها تشير إلى انقسام بين حفتر وصالح، وهو انقسام سبق أن طفح على سطح معسكر المنطقة الشرقية.
وأوضح عبد الكافي لـ"عربي21" أن ما يجري الآن يشبه ما حصل عندما طلب حفتر التفويض لاستلام الحكم، من أنصاره في الشرق، وخرج صالح بعدها بيومين بطرح سياسي مناقض له، لذلك نجد اليوم تصريحات لبعض الدول الإقليمية الداعمة لـ"عملية الكرامة"، تتحدث عن صالح وتؤيده، ولم يشر أحد إلى حفتر أو ما درجوا على ذكره "الجيش العربي الليبي"، بل يدور حديث عن قبائل وتقديم السلاح لها.
وتابع: "انقسام شديد في الشارع البرقاوي، ما بين أعيان القبائل والقيادات العسكرية والمليشيات التابعة لعملية حفتر، وهناك مجموعات مؤيدة لصالح، وكلا الفريقين يطلقان تصريحات، والأهم في الأمر أن صالح خرج بورقة بيضاء، لا تحمل حتى شعار مجلس طبرق، للتلمص من الاتفاق بأي وقت".
ورأى عبد الكافي أن "المعضلة الكبرى، هي بالمرتزقة الروس الفاغنر، الذي لا زالوا يتدفقون إلى قاعدة القرضابية، فضلا عن مرتزقة النظام السوري، وهناك تصعيد عسكري في صف حفتر يهدد بتفجير الأوضاع".
واعتبر العقيد السابق أن "التخبط ليس فقط داخل المعسكر الشرقي، بل في صفوف الداعمين، والرضا عن حفتر لم يعد كالسابق، وهناك تخبط في صفوف محيطيه وربما يلجأون لإشعال الصراع مرة أخرى، وتصريحات المسماري تسير في هذا الاتجاه".
ولفت عبد الكافي إلى أن تصريحات الإمارات، ومباركتها للاتفاق بالإضافة إلى مصر، تكشف حجم التركيز على صالح كمشروع للمرحلة المقبلة، والمراهنة عليه، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة مع حفتر، رغم تدهور قدراته العسكرية، بعد الخسائر الأخيرة، وتركز القوة العسكرية والثقل الحقيقي في يد مرتزقة الفاغنر، بعد خط طائرات الشحن التي نقلت الذخائر والعتاد من سوريا".
لكنه في الوقت ذاته، شدد على أن صالح وحفتر "ليس لديهما نوايا حسنة، في كل المبادرات التي يسيران بها، وسبق أن جرى تجربتهما في مسار موسكو، وجنيف وبرلين، ومحطات عديدة، والاقليم يستخدمهم لمناورات وألاعيب سياسية، تعمق الأزمة الليبية، خاصة أن صالح لا يملك إصدار قرارات أو تعليمات، والسيطرة على الأرض هي لحفتر".
في المقابل أشار إلى قوات الجيش الليبي، في حالة استعداد وتأهب، لأي محاولة عرقلة لاتفاق وقف إطلاق النار، أو تحرك عسكري، بعد الدعم المقدم من جانب تركيا.
تفاعل النشطاء
وتفاعل مغردون مع حديث المسماري، ورأوا أن توقيعهم على الاتفاق كان مناورة سياسية، وقالوا:
والجمعة، اتفق المجلس
الرئاسي للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، ومجلس نواب طبرق الداعم لحفتر، في
بيانين متزامنين، على الوقف الفوري لإطلاق النار.
والتقى البيانان في
نقاط مشتركة، أبرزها وقف إطلاق النار، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، الأمر
الذي لاقى ترحيبا دوليا وعربيا واسعا.
هل يصطدم "الأعلى للدولة" الليبي بتحركات الوفاق السياسية؟
صمود لوقف إطلاق النار بليبيا.. ودوريات للجيش لنزع السلاح
الجيش الليبي لـ"عربي21": قدمنا تنازلات من أجل الاستقرار