ذكرت شبكة
"سي إن إن" الأمريكية، أن السلطات الصينية تقوم بعمليات "تعقيم
قسري" على نساء الأويغور في إقليم تركستان الشرقية، المعروف باسم "شينغيانغ".
وأضافت الشبكة
في خبرها، الثلاثاء، أن بكين عمدت خلال السنوات الأخيرة إلى فرض التعقيم والإجهاض
القسري على نساء الأويغور في إقليم تركستان الشرقية.
ونقلت عن
الأويغورية، زمرد داوود (38 عاماً)، أنها تعرضت للتعقيم القسري من قبل السلطات
الصينية، بسبب كثرة عدد أولادها.
وقالت
"داوود" وهي أم لـ 3 أطفال، إن سلطات بكين فرضت عليها غرامة مالية أيضاً
بقيمة 18 ألف و400 يوان صيني (قرابة 2600 دولار أمريكي)، بسبب إنجابها الأطفال.
اقرأ أيضا: وثيقة مسربة تقدم "أقوى دليل" على قمع الصين للأويغور
وأوضحت أنها
وبعد توجهها لسداد الغرامة المالية، أجبرت على الخضوع لعملية منع حمل إلزامي في
إحدى العيادات.
وأشارت إلى أن
الطبيب الذي أجرى لها العملية المذكورة، أخبرها بأنها لن تستطيع الإنجاب بعد الآن.
وأفادت
"داوود" بأنها بقيت 3 أشهر منذ آذار/ مارس 2018، في إحدى معسكرات الإقليم
التي يطلق عليها اسم "مراكز إعادة التدريب"، وأجبرت على تناول بعض
الأدوية التي منعت لاحقاً من حدوث العادة الشهرية لديها.
وفي شباط/ فبراير
الماضي، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عن وثيقة سرية تضم
"أقوى أدلة" على الحملة القمعية التي تشنها حكومة بكين على مسلمي الأويغور.
وقالت الإذاعة
البريطانية إن الوثيقة، التي اطلعت عليها، تقدم أوضح صورة حتى الآن حول كيفية تحكم
الصين بمصير مئات الآلاف من مسلمي الأويغور المحتجزين داخل معسكرات اعتقال.
وتضم الوثيقة
التفاصيل الشخصية لأكثر من 3 آلاف شخص من سكان إقليم شينغيانغ، كما تعرض بتفاصيل
معقدة الجوانب الأكثر خصوصية لحياتهم اليومية.
وتتكون
السجلات المسربة من 137 صفحة من أعمدة وصفوف، وتضم معلومات عن عدد المرات التي
يؤدي فيها الناس (المراقبة) صلاتهم، وكيف يرتدون ثيابهم، ومع من يتواصلون، وكيف
يتصرف أفراد أسرهم.
وحول مصدر
الوثيقة، لفتت "بي بي سي" إلى أنها جاءت من نفس المصدر داخل شينغيانغ
الذي سرب مجموعة من المواد عالية الحساسية نُشرت العام الماضي، وكان فيها مخاطرة
شخصية كبيرة.
بدوره، أعرب
أدريان زينز، أحد كبار الخبراء في العالم حول سياسات الصين في شينغيانغ، والباحث
في "ضحايا المؤسسة الشيوعية التذكارية"، ومقرها واشنطن، عن اعتقاده بصحة
ما جاء في تفاصيل التسريب.
وأضاف:
"تقدم هذه الوثيقة المهمة أقوى دليل رأيته حتى اليوم على أن بكين تضطهد
وتعاقب على الممارسات المعتادة للمعتقدات الدينية التقليدية".
يشار إلى أنه
في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" وثائق
مسربة تكشف تفاصيل غير مسبوقة عن الحملة القمعية التي تشنها الصين ضد الأويغور.
وحسب الوثائق
المكونة من 403 صفحات، التي حصلت عليها الصحيفة الأمريكية، فإن الرئيس الصيني شي
جينبينغ، أوعز لقوات الأمن بـ"عدم إظهار الرحمة مطلقا" تجاه الأقليات.
وتضمنت
التسريبات نحو 200 صفحة من الخطابات الداخلية للرئيس الصيني وزعماء آخرين، وأكثر
من 150 صفحة من التوجيهات والتقارير حول إخضاع سكان الأويغور للمراقبة والتدقيق.
ومنذ عام
1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الأويغور المسلمة،
وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
وفي آب/ أغسطس
2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من
الأويغور في معسكرات سرية.
وتفيد إحصاءات
رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الأويغور، فيما تقدر
تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمائة من السكان.