نشرت صحيفة
"لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن حالة الاضطراب التي تشهدها
الولايات المتحدة والقرارات غير المدروسة التي يتخذها ترامب، مما زاد في تفاقم
الأزمة التي تمر بها البلاد. وعن لجوء ترامب للفوضى في كافة توجهاته.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع انسحاب القوات الفيدرالية، انتهى
عرض الرئيس الأمريكي الذي حاول احتواء الاحتجاجات في بورتلاند. وقبل انتخابات
منتصف المدة في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، اعتبر ترامب أنه
من الضروري نشر أكثر من 5000 جندي على الحدود مع المكسيك.
وبحسب ترامب، كانت
الولايات المتحدة تحت تهديد "قوافل" المهاجرين. ولكن لم تمنع لهجة
الرئيس المفزعة هزيمة المعسكر الجمهوري في مجلس النواب، ولم يعد دونالد ترامب يشير
إلى هذا الخطر المتوقع على أنه وشيك.
وأضافت الصحيفة أن
الرئيس الأمريكي حاول بعد ذلك بعامين استخدام الاضطرابات المصاحبة للاحتجاجات ضد
عنف الشرطة في بورتلاند بولاية أوريغون، لإعادة تشكيل الموقف العسكري. وتحت سلطة
وزير العدل ووزير الأمن الداخلي، أرسلت القوات الفيدرالية لحماية المرافق
الفيدرالية.
ولكن كانت النتيجة
عكسية، فبدلا من استعادة الهدوء كانت قوات الأمن تجهل التقنيات المعتمدة من قبل
الشرطة لفرض النظام، مما فاقم مشاعر الغضب لدى المواطنين، وبذلك تحول انسحاب
القوات إلى بادرة لا غنى عنها لإرضاء المواطنين وخفض التصعيد.
إقرأ أيضا: لماذا تستهدف أمريكا TikTok؟ هكذا أصبح واجهة لحرب ضد الصين
وأشارت الصحيفة إلى
أنه بعد وفاة جورج فلويد، الأمريكي من أصل أفريقي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بينما
كان ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس بولاية مينيسوتا يضغط على عنقه أثناء اعتقاله،
ظهرت عمليات النهب والتخريب إلى جانب المسيرات السلمية.
ودفع ذلك الرئيس الأمريكي
إلى تقديم نفسه في الأول من حزيران/ يونيو على أنه "رئيس القانون والنظام"،
مرددا شعار ريتشارد نيكسون الذي ساعده للوصول إلى البيت الأبيض عام 1968، على إثر
أعمال الشغب الناجمة عن اغتيال مارتن لوثر كينغ.
وأوردت الصحيفة أن
الرئيس الأمريكي غذى بتصرفاته التساؤلات حول مدى صدقه فيما يتعلق بردع المتظاهرين
غير العنيفين الذين تجمعوا بالقرب من البيت الأبيض، وذلك عندما رفع الكتاب المقدس
في يده أمام الكنيسة التي تعرضت لأضرار طفيفة.
وذكرت الصحيفة أن نشر
القوات في بورتلاند يبدو كمحاولة بدائية لتحويل انتباه الأمريكيين عن قضاياهم
الأساسية، على غرار وباء كوفيد-19 الذي لا يزال يدمر الولايات المتحدة مع أكثر من
150 ألف حالة وفاة. في الوقت نفسه، تمت مضاعفة الإعلانات السياسية المثيرة للقلق
التي صورت أمريكا في حالة من الفوضى. ومن المؤكد أن ذلك سيكون مفيدا للمرشح
الديمقراطي، نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي من المتوقع أن يحقق الفوز في
انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر.
وأضافت الصحيفة أن
استطلاعات الرأي تشير إلى أنه على الرغم من الشعارات الواعدة لترامب على حسابه على
تويتر المنادية بـ "القانون والنظام"، إلا أن جو بايدن يعتبر حسب
الأغلبية المرشح الأفضل والأكثر قدرة على ضمان سلامة الأمريكيين.
وما لا شك فيه أن
نداءات دونالد ترامب قد تجعل تعبئة قاعدة انتخابية مصممة على دعمه أمرا ممكنا،
مهما كانت نتائج أزمات الربيع والصيف المتعلقة بالصحة والاقتصاد والمجتمع التي لا
يبدو أنها في صالحه. وفي الحقيقة، إن مظاهر القوة التي يبديها ترامب تعد بمثابة
اعتراف بالضعف وعدم القدرة على مواجهة الأمريكيين الغاضبين في وضع من الصعب
السيطرة عليه على جميع الأصعدة. ويبدو أن رئيس الفوضى يقترب من الانتخابات متخذا
هذه المرة موقفا دفاعيا.