قررت هيئة تتولى مراقبة سلوك
الشرطة البريطانية؛ إطلاق تحقيق شامل في الممارسات
العنصرية المحتملة في صفوف الشرطة.
وكشفت صحيفة
الغارديان البريطانية؛ أن المكتب المستقل لمتابعة سلوك الشرطة قرر "استخدام صلاحياته الرسمية للتحقيق في حالات (محددة)، ثم النظر في احتمال وجود أرضية للتمييز العنصري" بشكل عام. وأكد المكتب أن هذا التحقيق "سيقود لتغيير حقيقي في ممارسات الشرطة".
وتأتي التحقيقات بعد تصاعد الاحتجاجات على التمييز العنصري ضد
السود والأقليات، بعد مقتل المواطن الأسود جورج فلويد خنقا على يد الشرطة الأمريكية الشهر الماضي. ووصلت الاحتجاجات إلى
بريطانيا، حيث تصاعدت الشكاوى من ممارسات توصف بالعنصرية من قبل الشرطة.
وتدور الاتهامات للشرطة، بشكل خاص، حول التمييز العنصري ضد الأقليات العرقية في ممارسة الصلاحية المعروفة باسم "إيقاف وتفتيش" في الأماكن العامة، في سبيل مكافحة الجريمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن احتمال إيقاف وتفتيش شخص من الأقليات العرقية (السود أو الآسيويين)، يفوق بتسع مرات احتمال إيقاف شخص أبيض. كما أن احتمال استخدم المسدس الصاعق ضد شخص أسود، يفوق بثماني مرات احتمال استخدامه ضد شخص أبيض.
ويأتي قرار المراجع مع تزايد المطالبات للشرطة بتبرير توقيف أشخاص وتفتشيهم، خصوصا من المشاهير، وتم تسجيل حالاتهم عبر الكاميرات.
واعتذرت الشرطة الأسبوع الماضي عما تسببت به من أذى للرياضية بيانكا ويليامز، عندما تم إيقافها وتفتيشيها ثم وضع القيود في يديها إضافة إلى شريكها، في غرب لندن.
وتقول الغارديان؛ إن هذا التحقيق للمكتب المستقل سيكون "أهم تحقيق في (مسألة) الشرطة والعنصرية منذ التحقيق في (قضية) ماكفيرسون عام 1999، الذي وجد أن الشرطة عنصرية بشكل مؤسسي".
والشهر الماضي، تم إيقاف شرطيين التقطا صور سيلفي مع جثتي فتاتين من السود عُثر عليهما مقتولتين في متنزه بشمال غرب لندن. وهذه إحدى القضايا التي سيتناولها التحقيق؛ الذي سينظر في ما إذا كان الأشخاص من الأقليات يجري تجاهلهم عندما يكونون ضحايا للجرائم.
وتشير الأرقام إلى أن شرطة لندن بمفردها تستقبل سنويا أكثر من 250 شكوى بالعنصرية ضد عناصرها، فيما لا تتجاوز الشكاوى التي يتم الإقرار بصحتها الواحد في المئة. وبين عامي 2017 و2019 نظر القسم الخاص بشؤون الشرطة في مكتب عمدة لندن؛ في 816 شكوى بالعنصرية، لكن فقط تم تأييد شكويين اثنتين في السنة.
من جهتها، تبرر الشرطة تركيزها في إيقاف وتفتيش الأشخاص السود؛ بأن معظم جرائم الطعن بالسكاكين على سبيل المثال تقع بين الشبان السود. كما أن بعض عمليات التفتيش تتم بناء على معلومات مسبقة، وأن قسما كبيرا منها يتم في مناطق تشهد نسبة جرائم مرتفعة، ومن ثم تكون نسبة الإيقاف والتفتيش مرتفعة بين فئات معينة، وفق الشرطة التي قالت إن الأمر لا يتعلق بـ"لون البشرة".
كما تشمل الشكاوى التعامل العنيف من جانب الشرطة خلال محاولات التوقيف، بما في ذلك استخدام المسدس الصاعق بشكل متكرر دون مبرر.
وفي المقابل، تقول الصحيفة إن بعض مسؤولي الشرطة يشعرون بأن مكتب التحقيق في سلوكهم يسعى دائما للإيقاع بهم.