ملفات وتقارير

ماذا وراء ظهور غسان سلامة وهجومه على مجلس الأمن وحفتر؟

سلامة قال إنه طعن في الظهر من جانب غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي- جيتي

أثار الظهور المفاجئ للمبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، الآن، وهجومه على مجلس الأمن واللواء خليفة حفتر تساؤلات عن دلالة الخطوة وتوقيتها.

وفي حوار مطول مع مركز "الحوار الإنساني" في "جنيف"، اتهم سلامة بعض دول مجلس الأمن بالنفاق في الملف الليبي، وأن بعضها -لم يسمها- وجهت "طعنة في الظهر" بدعمها للعدوان الذي شنه حفتر على العاصمة طرابلس.

 

اقرأ أيضا: اتصال هاتفي بين السراج ووزير خارجية فرنسا.. هذا ما بحثاه

تضليل وتنصل

وقال سلامة إن "هذه الدول لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تواطأت عمدا ضد عقد المؤتمر في مدينة غدامس (غربي ليبيا)، وللأسف قادة هذه الدول لم يعد لديهم أي ضمير"، وفق تصريحاته.


من جهته، وصف وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، تصريحات وظهور سلامة الآن بأنها "محاولة لتضليل الناس والتاريخ، ليتنصل من مسؤولياته تجاه الجرائم الواضحة التي غطاها ونسبها إلى مجهول".

 

وتابع: "أتوقع أن تطال الفضيحة الأمم المتحدة وأمينها العام، الذي يتهمه الليبيون بإعطاء الضوء الأخضر للهجوم على طرابلس وهو موجود بها".

وفي تصريحاته لـ"عربي21"، أشار التويجر إلى أن "سلامة يقصد دولة فرنسا التي يحمل جنسيتها ويوجه لها لوما، لكنه سيواجه وحده إساءته للقيم الإنسانية التي يدعي مناصرتها، ونتساءل: لماذا لم يتحدث عن دولة الإمارات التي يزورها كمستشار وهي طرف في الهجوم على طرابلس؟ هل طعنته هي أيضا في الظهر أم كافأته على جهوده؟"، حسب تساؤلاته.

مصالح غير شخصية
لكن عضو المؤتمر الوطني العام السابق، عبد الرحمن الديباني، رأى أن غسان سلامة من المندوبين الأمميين الذين واجهوا حالة التخبط السياسي الليبي التي يعاني منها حتى الشعب نفسه، ولهذا لا يحبه أحد إلا معسكر حفتر ومعسكر التسوس السياسي غربا، ودلالة ظهوره وتصريحاته الآن تؤكد حالة التشرذم الدولي حول ليبيا".

وأضاف لـ"عربي21" أن "المبعوث السابق نبه مرارا وتكرارا على هذه الحالة، بل إنه نبه السراج وأتباعه بالهجوم الذي يعده حفتر ضد طرابلس، وكون سلامة الآن خارج العملية السياسية، فإن تصريحاته لا يستهدف بها تحقيق مصلحة شخصية، بل هي إقرار منه لما حدث من ظلم للشعب الليبي"، وفق قوله.

وتابع: "أما المعارضون لأدائه، فكل له مشرب، من فاسدين يحبون استمرار الفساد، أو النفوذ الإقليمي الذي يريد أن يضغط عليه لتحقيق مصالحه، أو بعض الثوار الذين ينتقدونه لتهاونه مع الانقلابي حفتر، رغم أن وظيفته تستدعي اللقاء به، وعموما هو أفضل من سابقه ليون ذي العلاقات الوطيدة مع الإمارات"، وفق معلوماته.

 

اقرأ أيضا: انتشال 6 جثث جديدة من مقبرة جماعية بترهونة جنوبي طرابلس

انقلاب
بدوره، قال الناشط الحقوقي بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي)، محمود الوهج، إن "هذه التصريحات الآن ربما تشير إلى أن غسان سلامة انقلب على شركائه لحسابات بينهم، خاصة أنه لم يتكلم ولم يفضح البعض إلا بعد فشل مهمته، لكن هذا الانقلاب لن يغير الحقيقة التي تؤكد أن سلامة كان من ضمن هذا التحالف، الذي أدى إلى حرب على العاصمة لإفشال مشروعية الدولة المدنية وإعادة ليبيا لحكم عسكري".

وتابع في حديث لـ"عربي21": "استغربنا من تصريحاته الآن كون الأغلبية، خاصة مناصري حكومة الوفاق، كانوا يدركون أن المبعوث الأممي السابق هو جزء من ضمن تحالف دولي كان يسعى لإسقاط الحكومة الليبية، لكن تصريحاته الأخيرة تشير إلى انقلاب في الحسابات، وننتظر تداعياته دوليا وإقليميا".