تخلت ولاية ميسيسيبي الأمريكية عن شعار يرمز للعبودية، في علمها، رغم مرور أكثر من 150 عاما على إنهاء هذه الممارسة في البلاد.
ولم تكن هزيمة الجنوب المطالب بـ"الكونفدرالية" وبالمضي بتجارة الرقيق، خلال الحرب الأهلية (1861- 1865) كافية لجعل الولاية تتخلى عن ذلك الشعار، فضلا عن تحول البلاد بخطوات متتالية إلى منح ذوي الأصول الأفريقية مساواة في الحقوق والحريات مع نظرائهم البيض، وصولا إلى المطالبات بإنهاء جميع مظاهر العنصرية والعنف ضد السود.
بل إن ميسيسيبي تعكس أكبر تمثيل لذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، إذ يشكلون أكثر من 37 بالمئة من سكانها، وهم في الواقع أحفاد من جلبوا قسرا من أفريقيا إلى سواحل الولاية، وأجبروا على العمل في حقولها.
وأخيرا، تخلت الولاية الأكثر شهرة بتجارة الرقيق خلال عصر العبودية عن شعار "الكونفدرالية" في علمها، وهو مؤلف من مستطيل أبيض في أعلى زاويته اليسرى مربع أحمر يتوسطه صليب أزرق قطري بداخله نجوم صغيرة بيضاء.
وكان يمثل العلم الولايات الجنوبية التي رفضت إلغاء العبودية خلال الحرب الأهلية، لكنها بدأت تتخلى عنه واحدة تلو الأخرى، وآخرها جورجيا عام 2003، ولكن ميسيسيبي واصلت اعتماده، فيما يحرص البيض العنصريون على رفعه في مختلف المناسبات، وفي مختلف الولايات.
اقرأ أيضا: هكذا استخدم الدين المسيحي في أمريكا لتبرير العبودية والتمييز
وفي الإعلان "التاريخي"، قال حاكم الولاية، تيت ريفز، قبل أن يوقع قانون إلغاء الشعار: "هذه ليست بادرة سياسية وإنما مناسبة رسمية لكي نتحد كعائلة ميسيسيبي من أجل المصالحة والمضي إلى الأمام".
وقال ريفز إن لجنة أنشئت خصيصا لهذه الغاية ستبدأ "عملية اختيار علم جديد يتضمن كلمات +بالله نؤمن+" الواردة على الدولار الأمريكي.
وجاء توقيع ريفز على القرار بعد يومين من تمريره في مجلس الولاية، وإنزال العلم من قاعة المجلس ومحيطه، وسط احتفاء من أنصار الخطوة، واستياء من معارضيها.
اقرأ أيضا: "المجمع الانتخابي" و"الشيوخ".. ديمقراطية أمريكا "العنصرية"
وأشاد عضو مجلس الشيوخ عن ميسيسيبي، روجر ويكر، بتوقيع القانون، قائلا إنه يوم تاريخي، و"أنا مسرور لأن البرلمانيين في الولاية تحلوا بالشجاعة والتصميم للقيام بهذا التغيير الضروري لعلم ولايتنا".
وتأتي الخطوة على وقع عودة مسألة التمييز العنصري لتحتل النقاشات في الولايات المتحدة منذ وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد في 25 أيار/مايو اختناقا أثناء قيام شرطي أبيض بتوقيفه في مينيابوليس.
وأثارت وفاته موجة احتجاجات في الولايات المتحدة ضد الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة وضد التمييز العنصري. وغالبا ما انتهت هذه التظاهرات بأعمال شغب ونهب.
وخلال الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية التي هزت الولايات المتحدة في أيار/مايو الفائت، كان أحد مطالب المحتجين التخلص من هذا العلم وإزالة تماثيل الجنرالات الكونفدراليين والشخصيات التي كانت مناهضة لإلغاء العبودية واجتثاث سائر المظاهر التكريمية لهؤلاء.
ناشط ضد العنصرية بأمريكا: لا مفر من العنف إذا رفضت السلمية
مينابوليس الأمريكية تتجه لحل جهاز الشرطة.. فكرة مجنونة قد تطبق
غوتيريش: "وحشية" الشرطة الأمريكية وراء احتجاجات العالم