سياسة عربية

يوم غضب فلسطيني.. وترجيحات إسرائيلية بتأجيل خطة الضم

يخرج الفلسطينيون في احتجاجات شاملة بالضفة الغربية وغزة للتمسك بأرضهم ولمقاومة الاحتلال- جيتي

تسود حالة من الغضب الشعبي والرسمي الفلسطيني جميع المدن والقرى الفلسطينية، رفضا واستنكارا لخطة ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن إلى سيادة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وتظاهرت جموع غفيرة من مختلف أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة غزة ظهر الأربعاء؛ رفضا لخطة الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن.

 

ونظم الفلسطينيون، مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية على دورا المنارة وسط مدينة رام الله وفي مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، رفضا لخطة الضم الإسرائيلية.


وأكد المشاركون على ضرورة مواصلة المسيرة الكفاحية حتى استعادة كامل التراب الفلسطيني وتحرير الأسرى كافة من سجون الاحتلال.  وهتفوا بعبارات تدعو للتصدي لمخططات الاحتلال وتفعيل العمل الثوري في الضفة، والمواجهة المسلحة المباشرة مع الاحتلال.

 

وأطلق المتظاهرون خلال مشاركتهم في المسيرة الحاشدة التي دعت إليها الفصائل والقوى الفلسطينية في قطاع غزة، وتابعتها ميدانيا "عربي21"، الهتافات الغاضبة المنددة بالخطة الإسرائيلية و "صفقة القرن" الأمريكية، التي تعكس حالة الغضب العارم لدى مختلف أبناء الشعب الفلسطيني.

 


وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب أن "خروج الجماهير الفلسطينية اليوم، يأتي للتأكيد على أن كل ذرة من تراب فلسطين هي أرض مقدسة ومباركة، وهي أمانة في عنق كل فلسطيني، ولا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها".


وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الشعب الفلسطيني اليوم بمجموعه وبكل أطيافه السياسية، يقف في خندق المقاومة والمواجهة ضد المشروع الصهيوني، وقد اثبتت التجارب في كل المحطات النضالية أن هذا الشعب كان جاهزا ومستعدا لدفع ثمن قيامه بمسؤولية وواجب حماية الأرض والمقدسات".

 

غضب حقيقي


وشدد شهاب، على أن "الفصائل تؤكد على الموقف الوطني الثابت والموحد؛ لا للمفاوضات، لا للتسوية ونعم للمقاومة الشاملة"، منوها أن "هذا هو الموقف الوطني الذي يلتقي عليه الجميع اليوم، ويخرج الشعب للميدان صادحا به".


وتابع: "لن يخدعنا الموقف الأمريكي مرة أخرى، ولا نعول على خطط السلام ولا مشاريع العودة للمفاوضات الآثمة"، مضيفا: "نحن اليوم من منطلق مسؤوليتنا التاريخية نقول، إن السلطة وقيادة منظمة التحرير تتحمل المسؤولية عن أي محاولة جديدة لعودة مسار التفاوض العقيم الذي كان سببا رئيسيا في تغول الاحتلال، وغطاء لكل هذا الاستيطان الذي حاصر وقطع أوصال الصفة والقدس".


من جانبه، وأوضح المتحدث باسم "حماس" حازم قاسم، أن "مسيرات اليوم بمثابة يوم غضب حقيقي لمواجهة قرار الضم الاستعماري وصفقة القرن، وغزة كما الضفة حاضرة في ميدان المواجهة، وهي جزء أصيل في مقاومة المخطط الصهيوني"، مؤكدا أن "رهان العدو على تجزئة الوطن، سيسقط".

 


وأشار قاسم في تصريح وصل "عربي21"، إلى أن "جميع القوى والفصائل الفلسطينية حاضرة وموحدة في الميدان لمواجهة مخطط الضم الاستعماري"، مطالبا "بتوحيد الجهد الفلسطيني".


وشدد على وجوب أن "تكون هناك حالة وحدة متكاملة ليس فقط في غزة، بل في جميع الساحات، من أجل مواجهة مخطط الضم، خاصة في الضفة الغربية المحتلة"، داعيا قيادة السلطة إلى المبادرة بدعوة الإطار القيادي الموحد إلى الانعقاد، وهذا "مطلب الفصائل والقوى الفلسطينية كافة"، وفق قوله.

 

 

  

 

 


 

وسبق أن أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن اليوم الأول من تموز/ يوليو 2020، كموعد لتنفيذ ضم مناطق في الضفة وغور الأردن.

 

لكن وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي استبعد الأربعاء، صدور إعلان بشأن الضم المقترح لأراضٍ بالضفة الغربية المحتلة.

 

وقال أشكنازي، المنتمي لحزب أزرق أبيض شريك نتنياهو بالائتلاف الحكومي لإذاعة جيش الاحتلال: "يبدو لي أنه من غير المرجح أن هذا سيحدث اليوم"، مضيفا أنني "أتصور أنه لن يكون هناك شيء اليوم، فيما يتعلق بتمديد السيادة الإسرائيلية".

 

ورد أشكنازي على سؤال حول وجود خلاف داخل الائتلاف الحكومي بخصوص توقيت أي خطوة أحادية للضم، بالقول: "يجب أن يوجه لنتنياهو".

 

من جهته، قال وزير الطاقة يوفال شتاينتش، إن الخطوة قد لا تنفذ قبل أسابيع بعد أن مر اليوم الأول لبحثها دون الحصول على الضوء الأخضر من واشنطن.

وأفاد عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لراديو "كان" الإسرائيلي (الرسمي) عن مسألة الضم "أعتقد ان ذلك سيحدث في غضون الأسابيع أو الأشهر المقبلة لكنني لست على علم كامل بالتفاصيل".

وقال مساعد لنتنياهو إن المحادثات مع واشنطن مستمرة وإن رئيس الوزراء تشاور مع مسؤولي  الأمن الإسرائيليين الأربعاء وستجرى المزيد من المشاورات "في الأيام القادمة".

 

وأضاف الوزير شتاينيتس إنه خرج بانطباع من أحاديث أجراها مع وزراء من "أزرق أبيض" أن العديد منهم سيؤيد الضم. 

 

في المقابل، أعربت النائبة عن حزب "العمل" ميراف ميخائيلي عن اعتقادها أن الحديث عن خطة الضم خلال الفترة الأخيرة "يزعزع علاقات الثقة بين إسرائيل والأردن الذي يعتبر شريكا بالغ الأهمية في الحفاظ على أمن إسرائيل".

 

ونوهت ميخائيلي بأن الضم "يضر أيضا بعملية التطبيع المتبلورة مع دول الخليج، ويقوض فرص السلام ويؤثر سلبا على العلاقات مع جزء لا يستهان به من الجمهور الأمريكي".

 

وفي غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة مداهمات واعتقالات واسعة الأربعاء، بالضفة الغربية والقدس المحتلة.

 

واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي، الأربعاء، 11 مواطنا من أحياء مقدسية، وقال شهود عيان إن الاحتلال اقتحم أحياء الطور وسلوان وبيت حنيينا.

 

تفاصيل الاعتقالات المتزامنة مع تهديدات الاحتلال بالضم

 

وتحت شعار: "موحدون في مواجهة قرار الضم وصفقة القرن"، اعتبرت الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية وكافة القطاعات الشعبية والمجتمعية، اليوم الأربعاء يوم غضب فلسطيني ضد قرار الضم وصفقة القرن.

ودعت الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في "مسيرة الغضب الجماهيري" التي ستخرج اليوم من كافة مناطق القطاع، متزامنة مع مسيرات بالضفة الغربية المحتلة.

وأكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن مسيرة اليوم الغاضبة في غزة ستكون بالتزامن مع الضفة الغربية المحتلة، وذلك في الموعد الذي حدده رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لضم أراض في الضفة والأغوار.

 

اقرأ أيضا: MEE: إسرائيل لن تتوقف عن الضم حتى تدفع ثمنا باهظا

 

وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن القوى والفصائل الفلسطينية وكافة مكونات الشعب الفلسطيني، حددت اليوم؛ "يوم غضب فلسطيني، في غزة والضفة ومناطق اللجوء والشتات وفي الداخل المحتل عام 1948، وذلك من أجل التأكيد على أن شعبنا مصمم على المضي قدما بشكل موحد من أجل إسقاط صفقة القرن وقرار الضم".

ونوه أبو ظريفة، إلى أن "يوم الغضب، يأتي أيضا من أجل إيصال رسالة شعبنا إلى العالم؛ بأنه هو الشعب الوحيد الذي بقي تحت الاحتلال، وآن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحرك لنصرة القضية الفلسطينية وتمكين شعبنا من العودة وتقرير المصير"، مؤكدا أن "ما تقوم به إسرائيل يناقض الشرعية الدولية".


وطالب الأمم المتحدة بـ"التدخل لوضع حد لجرائم لهذا الاحتلال وعدوانه على الحقوق الفلسطينية، كما أن الدول العربية مطالبة بسماع صوت شعبنا؛ المطالب بعدم إقامة أي علاقة مع الاحتلال؛ مهما كان طابعها، وعدم الاستمرار بأشكال التطبيع التي تضر بالنضال الوطني الفلسطيني، والتي لن يستفيد منها إلا الاحتلال، كما أنها تأتي في إطار الخدمة المجانية للاحتلال".

وحول موقف الفصائل من إقدام الاحتلال بشكل فعلي على تنفيذ خطوة الضم الكارثية، فقد شدد القيادي الفلسطيني على ضرورة العمل على "تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة، لقيادة مقاومة شعبية قادرة على الاشتباك مع الاحتلال في كل مناطق التماس، لرفع كلفة هذا الاحتلال".

وتابع: "ثانيا؛ تنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمركزي، بدء من سحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف العمل بكل الاتفاقيات، وثالثا؛ التحرك على الصعيد الدولي، من أجل توسيع مساحة المقاطعة للاحتلال والمحاسبة لدولة الاحتلال".

وحول التنسيق والتواصل مع الضفة الغربية، أكد أبو ظريفة لـ"عربي21"، أن "هناك تواصلا ما بين لجنة المتابعة لقوى في الضفة وأخرى في غزة، للتزامن في العمل".

 

اقرأ أيضا: جونسون يوجه رسالة للاحتلال الإسرائيلي بشأن الضم بالضفة


بدورها، أكدت حركة حماس في بيان وصل "عربي21" نسخة عنه، أن غزة اليوم "ستسجل كلمتها وموقفها التاريخي العظيم".

وأوضحت أن مشاركة الجماهير الفلسطينية في مظاهرات اليوم، ستؤكد أن "فلسطين لنا، لن يسلبها منا مجنون مجرم، ولا صهيوني وغد، ستتعانق هتافات الجماهير في غزة مع صرخات الجماهير المكلومة في الضفة، والأراضي المحتلة عام 48 ومع آهات اللاجئين في الشتات".

وأضافت: "ستقول غزة كل غزة، بكل ألوانها، كلمة جامعة مانعة، فكما أعلنت قيادة المقاومة أن الضم بمثابة إعلان حرب، فستقول الجماهير اليوم إن شعبنا جاهز للدفاع عن الأرض".

وشددت حماس على "واجب النصرة، فلسطين تناديكم، الأرض تستصرخكم"، مطالبة جماهير الشعب الفلسطيني "بـ"النفير"، وإعلان "التحدي، ليفهم العالم كله أن قضية فلسطين لن تموت، وأن شعب فلسطين سيبقى الحارس الأمين، فأرضنا لنا، وسنحررها قريبا".

 

وفي وقت لاحق، أكدت حركة حماس لـ"عربي21"، أن المقاومة الفلسطينية حاضرة للرد على جرائم ومخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الرامية إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن. 


وحول موقف ورؤية "حماس" حال اتخاذ الاحتلال قرار الضم بشكل فعلي، أكد المتحدث الرسمي باسمها عبد اللطيف القانوع، أن "تفعيل خيارات المقاومة مع الاحتلال، واتخاذ خطوات جادة ضده".


وشدد القانوع على أن "المقاومة حاضرة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وإفشال كل مخططاته"، مطالبا السلطة الفلسطينية بـ"بسحب الاعتراف بإسرائيل والتحلل من اتفاقيات أوسلو".

 

وأشار إلى أن "وحدة الموقف الفصائلي والحراك الشعبي الرافض للضم، يتطلب موقفا سياسيا من السلطة ضد الاحتلال، ينسجم مع مخاطر المرحلة ويعكس تطلعات شعبنا الفلسطيني".

 

 

 

 

 


وحذر من خطورة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وتداعيات خطة الضم الإسرائيلية التي "تستهدف سرقة أراضي الضفة"، داعيا إلى إطلاق يد الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة من أجل "مواجهة الاحتلال لإفشال مخططاته".

 

وفي سياق مواقف الفصائل الفلسطينية، قالت حركة فتح لـ"عربي21" الأربعاء، إن إقدام حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على تنفيذ مشروع الضم بالضفة، هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، منوهة إلى أن جميع الخيارات مفتوحة، من أجل إفشال المخطط الإسرائيلي.

 

وأوضح نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة، أن "الشعب الفلسطيني على المستوى الشعبي كله موحد؛ في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس ومناطق الـ48 وفي كل مكان".