علقت نخب ليبية لـ"عربي21"، على
سيطرة قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، على مدينة ترهونة، بعد هروب قوات
اللواء المتقاعد خليفة حفتر عنها. وقالت إن الهزائم المتلاحقة لحفتر، "درس
لكل الدول المحاربة للربيع العربي".
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، عادل
كرموس: إن انضمام أطراف داخلية لمشروع حفتر، الذي سماه "الكرامة"، كان
مشروعا لشخص واحد طامح في الحكم، وظهر ذلك من خلال عدة مناسبات، لم يعتد فيها
بالأجسام السياسية المنتخبة، وكان آخرها ما زعم أنه "تفويض شعبي".
وأضاف كرموس: "هذا المشروع تحطم على أسوار طرابلس، ولم يعد
له وجود وسيتم إنهاؤه في كامل تراب الوطن، ونأمل منهم أن يراجعوا أنفسهم
ويحقنوا دماء أبنائهم".
وشدد السياسي الليبي،
على أن من حق "الليبيين تقرير مصيرهم بالطرق الديمقراطية، بعيدا عن المشاريع
الوهمية، في الانفراد بالسلطة والعودة للدكتاتورية".
وعلى صعيد الأطراف
الداعمة لحفتر، قال كرموس: "هذه الدول راهنت على جواد خاسر، خاصة أن حفتر
تلاحقه الهزائم والفشل طيلة حياته".
وتابع: "لكن
الدول المحاربة للربيع العربي، إنما تعارض إرادة الشعوب التي لا تقهر، مهما طال
الزمن، وكل ما أنفقته من أموال، لن يحقق لها مرادها بعودة الديكتاتورية، على الشعوب
الحرة".
وأعرب عن أمله أن يكون
ما جرى "درسا لها، وأن تفكر في صرف أموالها على مساعدة شعوبها، بدلا من تدمير
مقدرات الشعوب، وما صرفته الإمارات على السلاح والمرتزقة في ليبيا، يكفي لبناء
اليمن واستقراره، بدلا من الحرب فيه".
اقرأ أيضا: الجيش الليبي يسيطر على كامل الحدود الإدارية للعاصمة (شاهد)
من جانبها قالت ماجدة
الفلاح، عضو المجلس الأعلى للدولة، إن المطلوب الآن في ظل الانتصارات، وعودة
ترهونة إلى "حضن الوطن"، بسط سيطرة حكومة الوفاق على كل المدن الليبية،
وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية تحت السلطة السياسية، وبدء مشروع المصالحة على
كل الملفات الخلافية ووضع ميثاق وطني يجتمع عليه الليبيون".
من جانبه قال المحلل
السياسي الليبي فيصل الشريف، إن السيطرة على ترهونة، تحقق خطوة في القضاء على
مشروع الحكم الشمولي في الغرب الليبي، وبلا شك خيم العزاء تنصب اليوم في أبو ظبي
والرياض والقاهرة وموسكو وباريس.
وأضاف الشريف
لـ"عربي21"، أنه "لا مناص اليوم من بعد السيطرة على أكبر حاضنة
لعصابات ومرتزقة حفتر، وفرارهم نحو الصحراء، من ملاحقة من تورطوا في الدماء، حتى
يمثلوا أمام العدالة صاغرين".
وشدد على وجوب العمل على "وحدة الشعب
الليبي"، والعودة "أسرة واحدة بعد التخلص من الشيطان الذي عبث بنسيجه
وفرق شمل أبناء الوطن الواحد، واستعدى بعضهم على بعض".
وأشاد الشريف بالموقف التركي، وقال إن وقفة
الحليف ستبقى حاضرة في الأذهان، وكذلك مؤازرة دول أخرى مثل قطر، التي تعاني من
حصار محور الشر، الذي باتت أيامه تولي الدبر.
من جانبه أشاد وزير الداخلية الليبي فتحي
باشاغا، بالسيطرة على مدينة ترهونة، والعربان، من قبضة قوات حفتر.
وأعلن باشاغا في تغريدة عبر حسابه بموقع
تويتر: "ستشرع وزارة الداخلية وفور استلام المدينة من غرفة العمليات
العسكرية بالانتشار في المدينة، وتأمينها، بالتنسيق مع المجلس التسييري لبلدية
ترهونة. نحن مصممون على تطبيق القانون، وملاحقة كل المجرمين، وتقديمهم للعدالة.
وتأمين حياة الناس وحماية أرزاقهم".
تغريدة لعلا الفارس عن ترامب والسعودية تثير جدلا.. حذفتها لاحقا
لماذا فشلت "بانتسير" حفتر في الدفاع عن نفسها؟
هذه وجهة الجيش الليبي بعد السيطرة على قاعدة "الوطية"