سياسة دولية

كورونا عالميا.. تنكيس أعلام أمريكا مع بلوغ وفياتها 100 ألف

تفيد أرقام وزارة الصحة البرازيلية بأن عدد الوفيات تضاعف خلال 11 يوما فقط- جيتي

ينتشر فيروس كورونا المستجد الذي أصيب به أكثر من خمسة ملايين شخص في العالم، بسرعة مقلقة في العديد من البؤر الجديدة، ولا سيما في أمريكا اللاتينية وخصوصا في البرازيل، حيث تجاوز عدد الوفيات عتبة العشرين ألفا، وكذلك في البيرو وتشيلي والأرجنتين.

 

وحتى الاثنين، سجلت حول العالم إصابة نحو خمسة ملايين وربع المليون شخص بفيروس كورونا المستجد، توفي منهم أكثر من 335 ألفا، وتماثل للشفاء مليونان و100 ألف.


وفي الولايات المتحدة حيث توفي أكثر من 94 ألف شخص بسبب الفيروس حسب الأرقام الرسمية، تنكس الأعلام من الجمعة إلى الأحد تكريما لذكرى الأموات.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أنه سيقوم بتنكيس الأعلام الوطنية لمدة ثلاثة أيام في جميع المباني الفيدرالية في البلاد، حدادا على ضحايا فيروس "كورونا".

 

ففي تغريدة نشرها الرئيس الأمريكي على صفحته الخاصة في "تويتر"، استجاب فيها لدعوة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشارلز شومر، طالبوا فيها ترامب بخفض الأعلام بمجرد وصول الولايات المتحدة إلى رقم 100 ألف حالة وفاة، باعتباره سيمثل حالة من الحزن الوطني على الضحايا.

 

 

 

وفي السياق ذاته، قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، إنه سيكون من الضروري على الأرجح الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع، بعدما حركت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس ثلاثة آلاف مليار دولار منذ آذار/مارس الماضي.


وفي إطار إنعاش الاقتصاد، تخلت الولايات الأمريكية عن أكثر إجراءات العزل صرامة.


وبينما تتقدم أوروبا حيث حصد "كوفيد-19" أكثر من 170 ألف شخص، على طريق تطبيع الوضع ببطء، تواجه أمريكا اللاتينية انتشارا متسارعا للوباء، بما يحمله ذلك من عواقب وخيمة على الاقتصاد والوظائف.

 

وتجاوز عدد الوفيات في البرازيل الخميس العشرين ألفا بعد ارتفاع قياسي بلغ 1188 وفاة في الساعات الـ24 الأخيرة، كما تفيد معطيات وزارة الصحة التي تؤكد تسارع انتشار الوباء.

 

والبرازيل التي سجل فيها 57 بالمئة من الوفيات في القارة، هي الدولة الأكثر تضررا بفارق كبير عن البلدان الأخرى.

 

اضافة اعلان كورونا

مقابر ممتلئة

 

تفيد أرقام وزارة الصحة البرازيلية بأن عدد الوفيات تضاعف خلال 11 يوما فقط. وفي مقابر المدن الكبرى مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.

 

وأثار إصرار الرئيس جايير بولسونارو على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية. لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعا بالفيديو، خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم.

 

اقرأ أيضا: دراسة أسترالية: خصائص كوفيد-19 تشير لـ"تلاعب مختبري"


وفي مواجهة التقدم السريع للوباء في أمريكا الجنوبية، عقد رؤساء البيرو وكولومبيا وتشيلي والأوروغواي اجتماعا بالفيديو، ناقشوا خلاله الإجراءات التي يجب اتخاذها في مواجهة انتشار الوباء.


ورسم تقرير للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي ومنظمة العمل الدولية صورة قاتمة جدا لعواقب الأزمة الصحية في القارة.

 

وقال التقرير الذي نشر الخميس في سانتياغو، إن عدد العاطلين عن العمل سيرتفع 11,5 مليون شخص بسبب الوباء في أمريكا اللاتينية. وسيبلغ الانكماش في اقتصاد المنطقة هذه السنة 5,3 بالمئة وهو الأسوأ منذ 1930.

 

وتواجه دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، ارتفاعا في العدد اليومي للوفيات.

 

في البيرو، باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار حسبما أعلن الخميس مكتب "المدافع عن الشعب"، المكلف بالسهر على احترام حقوق الإنسان.

 

وقالت هذه الهيئة، إن "المؤسسات الصحية تعاني من نقص في الكثير من المجالات مثل، معدات السلامة الحيوية للطواقم وفي أسرة الإنعاش وأجهزة التنفس والأكسجين ومعدات الفحوص والمواد الطبية".

 

وسجلت في البيرو التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة حوالي 110 آلاف إصابة وأكثر من 3100 وفاة.

 

أوروبا

 

وفي أوروبا، يجري العمل على تخفيف هذه الإجراءات تدريجيا كما حدث في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.


ويخرج الإيطاليون بحذر من إجراءات حجر صارمة ليتمتعوا بقليل من الحرية والعودة إلى حياة اجتماعية. وقد سمح الاثنين للمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم بإعادة فتح أبوابها.


وأعلنت صربيا الخميس إعادة فتح حدودها المغلقة منذ 15 آذار/مارس.

 

وفي روسيا، أفادت تقديرات نشرت الخميس، أن إجمالي الناتج الداخلي سيسجل انكماشا نسبته 9,5 بالمئة في الربع الثاني من العام. وسجلت 317 ألف إصابة و3099 وفاة في روسيا، حسب الأرقام الرسمية.

 

سجال الصين- أمريكا

 

وأعلنت الصين حيث ظهر المرض في كانون الأول/ديسمبر، المتهمة من قبل واشنطن بأنها مسؤولة "عن مجزرة جماعية عالمية"، أنها حققت "نجاحا استراتيجيا كبيرا" في مكافحة الفيروس.

 

وردت الصين حيث ظهر الفيروس الذي أودى بحياة نحو 330 ألف شخص في العالم، مجددا على انتقادات الولايات المتحدة التي تتهمها بالتأخر في التحرك في بداية الوباء.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الجمعة، إن الصين حققت "نجاحا استراتيجيا كبيرا" في معركتها ضد المرض.

وفي خطابه في بداية الدورة السنوية للبرلمان الصيني، أشار لي في الوقت نفسه إلى أن "المهمة الهائلة" التي يتوجب إنجازها الآن هي مواجهة انعكاسات الوباء على الاقتصاد الصيني.