تصاعدت الهجمات الإسرائيلية بسوريا خلال الفترة الأخيرة، بعد حصول جيش الاحتلال على الضوء الأخضر من رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، رغم تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-"، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام عبرية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الهجمات الأخيرة
تأتي في سياق ضرب النفوذ الإيراني، وإحباط أي مخططات تسعى طهران لتنفيذها على الأراضي
السورية، لكن تباينت آراء المحللين الإسرائيليين حول نجاعة هذه الغارات، ومدى
تأثيرها على التواجد الإيراني في الوقت الحالي.
بدوره، أكد الكاتب الإسرائيلي أليكس فيشمان في مقال
نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأربعاء، أن الإيرانيين لم يرحلوا بعد من
سوريا، معتقدا أن "طهران لن تهجر الجبهة السورية، بل ستخفض رأسها
مؤقتا"، بحسب تعبيره.
وذكر فيشمان أن "الإعلان أمس عن انسحاب الإيرانيين
من سوريا، يشبه إعلان وزير الجيش نفتالي بينيت عن تطوير مضاد للكورونا، في محاولة
لذر الرماد في العيون"، موضحا أن "ضعف التواجد الإيراني في سوريا، ليس
موضوعا جديدا (..) فهو يتواصل منذ أكثر من سنة، ويتضمن إخراجا لبعض المعسكرات،
وتخفيفا لبعضها الآخر ونقلها إلى شمال شرق سوريا".
وأشار إلى أن "إسرائيل استثمرت أكثر من مليار
شيكل في السنوات الثلاث الأخيرة في حرب سرية بسوريا، لحمل الإيرانيين اليوم إلى
وضع نجحوا فيه في تحقيق 10 بالمئة من مخططاتهم فقط"، منوها إلا أن تل أبيب
استأنفت ضرباتها في نيسان/ أبريل الماضي بعد شهر من التوقف، لتدمير البنى التحتية
الإيرانية بسوريا.
اقرأ أيضا: بينيت لإيران: ستواجهون فيتنام جديدة إذا لم ترحلوا من سوريا
ورأى فيشمان أن هذه الضربات جاءت كجزء من التفكير
الاستراتيجي، الذي يقول إن "الخصم الإيراني يعيش في ضائقة، لذلك يجب أن
نجبرهم على إعادة التفكير بمخططاتهم العسكرية في سوريا، في ظل انشغال اللاعبين
الآخرين بوباء كورونا".
ورجح أن "طهران في وضع يجعلها أكثر حذرا في
الرد على الغارات الإسرائيلية، كي لا توفر لتل أبيب مبررا لحشد جهد عسكري أكبر
وضرب المزيد من البنى التحتية"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل أيضا في
عصر كورونا تعمل تحت اضطرابات.
في المقابل، نشرت صحيفة "هآرتس" الأربعاء،
تقريرا قالت فيه إن المصادر الأمنية الإسرائيلية تؤكد إخلاء إيران لعدد من قواعدها
العسكرية في سوريا، بسبب الأزمة الاقتصادية والصحية، منوهة إلى أن جهاز الأمن
يلاحظ تقليص إيران لقواتها في سوريا خلال الأشهر الأخيرة.
اقرأ أيضا: "هآرتس": هجماتنا في سوريا تزداد رغم كورونا.. هل ترد إيران؟
وأشارت الصحيفة إلى أن طهران أخلت جزءا من مواقعها
العسكرية التي أنشأتها ضمن خطتها للتمركز قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، معتقدة أن
الهجمات الإسرائيلية ساهمت في التراجع الإيراني، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي
تعيشها طهران.
وقدّرت أن العقوبات الأمريكية على إيران أضرت بصورة
شديدة بالاقتصاد الإيراني، إلى جانب أسباب تتعلق بأسعار النفط وأزمة كورونا، ما
أدى إلى خسائر كبيرة بمصدر الدخل الأهم في طهران.
ونقلت الصحيفة عن تقديرات أمنية إسرائيلية، أن هذه
الأزمات أثرت أيضا على قدرة طهران في دعم المجموعات المسلحة الموالية لها، ومنها
حزب الله اللبناني، لافتة إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، استهدفت مشروع
زيادة دقة الصواريخ الموجهة لدى الحزب، والتي تمر من إيران عبر سوريا إلى لبنان.
انتهاء اعتصام "M4" في إدلب.. ودورية ثامنة لتركيا وروسيا
تحقيق يكشف دور شركة طيران إيرانية بنقل كورونا للإمارات
هل يمكن للسلطة مواجهة مخطط ضم الاحتلال للضفة والأغوار؟