حول العالم

كيف قد يبدو السفر العالمي قبل اكتشاف لقاح للفيروس

عملية المرور عبر المطارات من المحتمل أن تستغرق وقتًا أطول من المعتاد بسبب عمليات الفحص الأكثر صرامة- اياتا
نشر موقع "بي بي سي نيوز" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن الإجراءات الاحترازية لتأمين الرحلات الجوية من مخاطر فيروس كورونا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه من الإجراءات التي من الممكن اعتمادها المباعدة بين المصطافين والفصل بينهم بواسطة زجاج شبكي، إلى جانب إخضاع المسافرين لاختبارات الدم، واستعمال المطهرات قبل الرحلات الجوية. قد تبدو هذه التدابير صارمة ومبالغا فيها، ولكنها ضرورية حتى يشعر المسافرون بالراحة والأمان في عالم ما بعد فترة الحجر الصحي.

المطار
ذكر الموقع أن العديد من المطارات بما في ذلك في لندن أدخلت تدابير لتلبية احتياجات المسافرين قائمة على توجيهات الحكومة، حتى تبدو مألوفة لدى المسافرين. وتتمثل أبرزها في إقرار مسافة التباعد المتراوحة بين متر ومترين في كل الحالات، واستعمال معقمات اليدين الموزعة في جميع أنحاء المطار، مع الحرص على توزيع المسافرين بشكل متساو بين المحطات.

في الولايات المتحدة الأمريكية، تطالب إدارة أمن النقل المسافرين بغسل أيديهم لمدة 20 ثانية قبل وبعد عملية الفحص الأمني، وذلك اتباعا للإرشادات الرسمية. وفي المطار الدولي لهونغ كونغ، يمر المسافرون على جهاز مطهر لكامل الجسم يتولى تعقيمهم في غضون 40 ثانية باستخدام البخاخات التي تقتل البكتيريا والفيروسات على الجلد والملابس.

ونقل موقع عن جيمس ثورنتون، الرئيس التنفيذي لـ "إنتربيد ترافل غروب"، أن عملية المرور عبر المطارات من المحتمل أن تستغرق وقتًا أطول من المعتاد بسبب عمليات الفحص الأكثر صرامة، مشيرا إلى أنه "من المحتمل أن نشهد مستقبلا الاعتماد على جوازات السفر المناعية".

وفي وقت سابق من هذه السنة، أعلنت العديد من المطارات عن أنها ستعتمد طريقة "الكشف الحراري" في مساعيها لمنع انتشار الفيروس خارج البلاد، لكن الخبراء منقسمون حول مدى نجاعة هذه التقنية.

على متن الطائرة
عندما تجلس في مقعدك، يجب أن تكون مرتاحًا وأنت تعرف أن أغلب شركات الطيران قد قامت بكل الإجراءات الصحية بما في ذلك عمليات التعقيم التي شملت المقعد بكل مكوناته، بما في ذلك حزام الأمان.

وبيّن الموقع أنه إذا كنت قد حجزت رحلتك على متن الخطوط الجوية الكورية، فلا تقلق إذا ظهر أشخاص في الممر وهم يرتدون معدات الحماية الشخصية الكاملة.  وتقول شركة الطيران إنها تخطط ليكون طاقم المقصورة مجهزا بالبزات والقفازات وأقنعة العين. كما أن أغلب شركات الطيران أعلنت أن الرحلات الجوية لن يتم حجزها بالكامل وستبقى المقاعد في الوسط فارغة.

كيف ستستأنف الرحلات الجوية مرة أخرى؟
نقل الموقع عن طيار من شركة "توي إيه جي" فضل أن يُذكر باسم كريستيان، أن الرحلات الجوية ستكون "باهظة للغاية" ومكلفة إذا ما طبقت تعليمات التباعد الاجتماعي حسب المبادئ التوجيهية. وأكد هذا الطيار أن "الاستغناء عن ثلث المقاعد يعني إما أن شركات الطيران خاسرة في مثل هذه الوضعية، أو نعود إلى الأيام الخوالي عندما كانت تذكرة العودة من باريس إلى نيس تكلف ألف جنيه إسترليني من أموال اليوم".

وأضاف كريستيان أن البلدان التي تعتمد بشكل كبير على السياحة تتصل بالفعل بشركات الأسفار، قائلا: "أعتقد أننا سنشهد بداية عودة الرحلات بصفة محتشمة إلى بعض والجهات المختارة مع اقتراب نهاية الموسم".

وجهتك
أشار أولف زونتاغ، من معهد الأبحاث السياحة في شمال أوروبا، إلى أن الوجهات الأوروبية تبحث عن طرق للتعامل مع نزلاء الفنادق، وذلك بفتح كل الفنادق أو استغلال كل الغرف داخل نفس المبنى، "وإذا كان الهدف الأساسي هو التباعد الاجتماعي، فعليهم اتباع ذلك".

وأورد الموقع أن المطاعم تتطلع إلى توزيع الطاولات بشكل أكثر تباعدا. فعلى سبيل المثال، قامت سلاسل الفنادق البرتغالية "فيلا غيل" "بتخزين مطهرات اليد" و"إعداد قائمات انتقائية لتحل محل البوفيهات". ويحذر نيكولاوس سيبساس، أستاذ الطب في أثينا، من أن وجبات البوفيهات المفتوحة لتناول الطعام تشكل خطرا كبيرا، إلى جانب حمامات السباحة والحانات والشواطئ.

تحدثت بعض الدول الأوروبية عن إنشاء "ممرات سياحية" للربط بين الأماكن والدول الأقل تأثرا بفيروس كورونا. فكرواتيا، مثلا، قالت إنها تستطيع أن توفر للسائحين من تشيكيا وسلوفاكيا ممرا خاصا إلى شواطئها هذا الصيف.

هل سيغير ذلك مستقبل السفر بشكل أفضل؟
نقل الموقع عن آندي روثرفورد، مؤسس شركة تنظيم الرحلات "فرش آيز" التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، أنه "من المرجح أن يقل عدد المسافرين على الصعيد الدولي مستقبلا".

في أعقاب الوباء العالمي، ستفقد رحلات السفن والعطلات المخصصة للتزلج ورحلات المسافات الطويلة جاذبيتها، خاصة مع العودة إلى التركيز على التكنولوجيا الخضراء وكيفية إيجاد حلول لأزمة المناخ. وقد أكد روثرفورد أن "التزامنا بالسفر يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل والتضامن والمسؤولية". ومن جهته، يعتقد زونتاغ أن الوباء يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغيير على مستوى العادات "فالرحلات الداخلية يمكن أن تقنع الأشخاص بأنهم ليسوا في حاجة دائما إلى السفرات البعيدة".

وقد أظهر استطلاع حديث أجراه اتحاد النقل الجوي الدولي أن 60 بالمئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سينتظرون لمدة شهرين بعد احتواء الفيروس لحجز رحلاتهم، بينما أكد 40 بالمئة منهم أنهم سينتظرون لمدة ستة أشهر على الأقل. أما شركة "بوينغ" الأمريكية، التي خفضت من عدد موظفيها بنسبة 10 بالمئة جراء فيروس كورونا، فلا تتوقع أن يعود نشاطها إلى مستويات 2019 قبل حلول سنة 2023 على الأقل.