قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية،
إن شركة الاتصالات البريطانية "بي تي"، وشبكة سكاي، طلبتا من الحكومة
الأمريكية، معاقبة السعودية، بسبب قرصنتها مباريات الدوري الإنجليزي "بريميير
ليغ"، في كانون الثاني/ يناير 2020.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عبي21"، قالت إن "بي تي" وشبكة سكاي، وقعتها
عقدا يصل إلى 4.55 مليار جنيه إسترليني، لبث مباريات الدوري الممتاز حصريا، وهما
جزء من التحالف السمعي البصري ضد القرصنة، وضغطا على الحكومة الأمريكية هذا العام، وعلى الممثلية التجارية الأمريكية، الإبقاء على اسم السعودية، ضمن قائمة
الدول التي تحظى بأولوية المراقبة في قضايا الملكية الفكرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرصنة، قناة "بي آوت
كيو"، التي تقف السعودية وراءها، عبر سرقة مباريات تبثها مجموعة "بي إن
سبورت" القطرية، وراء الضغط.
واشتكت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي
سي"، التي تعتبر من شركاء "بريميير ليغ"، إلى المفوضية الأوروبية
حول القرصنة التلفزيونية السعودية، والتي بدأت بسرقة حقوق مجموعة "بي إن"
الرياضية ، لكنها الآن تتحدث عن مجموعة من أجهزة الاستقبال الخاصة بالمباريات،
والتي لا تزال متوفرة في السعودية .
ووفقا للصحيفة: "فإن من شأن الشكاوى وجهود
الضغط، أن تزيد من تعقيدات عرض الهيئة العامة للاستثمار السعودية، شراء نسبة 80
بالمئة من أسهم نادي نيوكاسل، وهي الصفقة التي لا يزال الدوري البريطاني يدرسها".
ويترأس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الهيئة،
مما أثار أسئلة حول موافقة العرض لقواعد بيع النوادي التي تتبع إلى "بريميير
ليغ".
وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي،
تبنى قرارا بالإجماع عبر فيه عن اعتقاده بمسؤولية ابن سلمان عن جريمة قتل الصحفي
السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي عذب وقتل وقطع داخل القنصلية السعودية في
اسطنبول، على يد عملاء للاستخبارات السعودية، وهو قرار وصفته الرياض بأنه "لا
يقوم على أدلة وهو مجرد اتهامات".
وقالت الصحيفة: "إنه يجب على بريميير ليغ،
النظر في إمكانية حدوث تضارب بالمصالح مع شيفيلد يونايتد، والذي يملكه قريب للأمير
عبد الله بن مساعد الذي يعتبر فردا وإن كان من الدرجة الثانية في العائلة المالكة
السعودية. إلا أن موضوع القرصنة وبث المباريات في كل السعودية، هو الأكثر إرهاقا للدوري
الإنجليزي، والذي كتب هذا العام للحكومة الأمريكية، طالبا الإبقاء على اسم
السعودية ضمن الدول الأولى التي سرقت الملكية الفردية".
اقرأ أيضا: إندبندنت: "نيوكاسل" سيبيع سمعته الجيدة للنظام السعودي
وجاء في رسالة "بي تي" و
"سكاي"، للحكومة الأمريكية، أن: "بث برامج بي أوت كيو عبر عرب سات الذي
تملك منه السعودية نسبة 36% قد توقفت إلا أن التحالف قلق، من استشراء القرصنة في
السعودية وأن تطبيقات انترنت بروتوكول تي في، لا تزال توفر تسهيلات لكم هائل من
المحتويات المسروقة، لنحو لثلاثة ملايين لاقط تابع لبي أوت كيو، والتي لا تزال
بتاع في الأسواق السعودية".
وقالت الصحيفة إنه "يمكن لأي شخص الحصول
على لاقط لبي أوت كيو، بمبلغ 80 جنيه استرليني، ومشاهدة ليس محتويات بي إن
الرياضية، بل وسكاي وبي تي و بي بي سي وغيرها".
وأشارت إلى أن اللواقط التي تسرق البث، وصلت
إلى السوق البريطانية، وقالت إن "بي آوت كيو، التي ظهرت عام 2017، حملت اسمها
يهدف للسخرية من قطر التي تعيش نزاعا مع جارتها السعودية، وسرقت مباريات كأس
العالم 2018، فضلا عن دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري
الممتاز في أوروبا".
وبشأن عرض السعودية شراء الحصة الأكبر من نادي
نيوكاسل، نقلت الصحيفة عن مصادر في النادي قولها إن العرض يمضي في طريقه، وحتى لو
مضى أسبوعان على تقديمه فهو أمر عادي، وتتوقع إدارة النادي اكتمال عملية التدقيق
في الملاك والمدراء الجديد في غضون 30 يوما".
ولفتت الصحيفة إلى أن جهات تريد شراء النادي،
تخشى أنها ستصبح وسط صراع جيوسياسي، لا علاقة لها به. ونقلت عن مصادر إن هيئة
الإستثمار العام السعودية، مؤسسة مالية، ولا توجد صلات بينها وبين بي آوت كيو،
والتي كان يديرها مواطن كويتي، قبل أن يتوقف بثها على قمر عرب سات، في آب أغسطس
الماضي.
وتابعت الصحيفة "المصادر قالت إن الملاك
المحتملين لنيوكاسل، ليس لديهم أي تأثير على شبكة أجهزة الاستقبال التي لا تزال في
مكانها عبر السعودية".
وكانت الشبكة الرياضية القطرية، رفعت قضية
السعودية، في منظمة التجارة العالمية، للمطالبة بتعويض قدره مليار دولار على قرصنة
المباريات، التي تملك الحق الحصري ببثها.
وأضافت: "بالنسبة للبريميير ليغ، فقضية
القرصنة المستمرة أدت إلى تخفيض قيمة الحقوق القادمة لسوق الشرق الأوسط. وفي الوقت
الذي اعترفت فيه الممثلية التجارية الأمريكية بوقف بث بي أوت كيو، من عرب سات
ومحاولات السعودية مداهمة عدد من المحلات التي تبيع اللواقط، إلا إنها قررت الحفاظ
على السعودية في قائمة الدول الأكثر رقابة".
ورأت أن الممثلية الأمريكية، أخذت في قرارها ما
تقدمت به بي تي وسكاي وبريميير ليغ. وجاء في بيان لها يوم الأربعاء "لا تزال
الولايات المتحدة قلقة، من مستويات القرصنة على الإنترنت في السعودية، خاصة أدوات
بث غير شرعية، والتي يقول أصحاب الحقوق إنها متوفرة بشكل واسع في السعودية،.
وكانت خطيبة الصحفي جمال خاشقجي، خديجة جنكيز
قالت في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتك" عن صفقة شراء نادي نيوكاسل:
"أستطيع القول إن الحادث الذي أساء لسمعة السعودية هي جريمة قتل جمال"، مضيفة
"دمرت سمعته (محمد بن سلمان) وهو بحاجة ماسة لهذا النوع من الصفقات لتحسين
صورته" مما أضاف ضغوطا جديدة على بريميير ليغ.
وقالت "منذ الجريمة ترفض الشركات والدول
الشراكة مع أو عقد صفقات خوفا من ردة الفعل. وهو بحاجة للشرعية والمصداقية، وعندما
تشتري نادي في بريميير ليغ، في واحدة من أقوى الدول الأوروبية والعالم، فإنك تشتري
الشرعية في المجتمع الدولي. وسيكون مقبولا لأنه أنقذ ناديا يعاني من مشاكل، وكل
واحد ينظر إلى هذا بطريقة مختلفة".
صحيفة بريطانية: لم نعد بحاجة لنفط السعودية.. علينا الابتعاد
أمريكا والنفط والسعودية.. "مثلث حب" يوشك على الانهيار
"ديلي ميل": تحقيق حساس بقرصنة سعودية لبث الدوري الإنجليزي