تكررت العمليات المنسوبة لتنظيم الدولة بالمنطقة العربية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، فيما يبدو ضمن محاولات العودة من خلال استغلال انشغال العالم بجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وفرض إغلاقات واسعة لمواجهة الفيروس.
وفي الإطار ذاته، شهدت القارة
الأفريقية تزايدا كبيرا خلال الشهرين الماضيين، في تحركات خلايا تابعة لتنظيم
الدولة بحسب ما رصدته منظمة "السلام العالمي".
وأوضحت المنظمة في تقرير
ترجمته "عربي21" أنه يوجد "تسع خلايا تابعة لتنظيم الدولة في جميع
أنحاء أفريقيا"، مشيرة إلى أنهم كانوا يفتقرون إلى الدعم العددي، كما كان حال
التنظيم في سوريا والعراق، إلا أنهم باتوا يشكلون حاليا "خطرا متزايدا عبر
القارة بأكملها".
ولفتت إلى أن تنظيم
الدولة يسيطر حاليا على أراضٍ في شمال وغرب ووسط وشرق وجنوب أفريقيا، مشددة على أن
التنظيم بات في الوقت الراهن يشكل "خطرا حقيقيا".
دول تواجد التنظيم
وذكرت المنظمة الدولية أن التنظيم يتواجد في
ليبيا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، وجمهورية أفريقيا الوسطى
وتشاد وكينيا وتنزانيا والصومال، مضيفة أنه "على الرغم من أن داعش في أفريقيا
لا ينافس مستوى الهيمنة التي مارسها التنظيم في سوريا والعراق، إلا أن هناك دلائل
تشير إلى أن انتشاره الأيديولوجي يتزايد باطراد".
وركزت ولاية غرب أفريقيا الإسلامية،
التي انشقت عن جماعة بوكو حرام الجهادية في 2016، على استهداف المنشآت والقوات العسكرية
منذ منتصف العام 2018، لكنّ وتيرة هجماتها التي تستهدف المدنيين زادت أخيرا.
اقرأ أيضا: "داعش" يتحدث عن أهدافه القادمة.. إسرائيل في المقدمة
وبعدما أبصرت بوكو حرام النور في شمال شرق نيجيريا عام 2009، توسّع تمردها تدريجيا ليشمل حوض بحيرة تشاد وهي مساحة شاسعة من المياه تنتشر فيها العديد من الجزر الواقعة على الحدود مع النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد.
ونوهت المنظمة إلى أنه في
شهري مارس وأبريل الماضيين، عزز تنظيم الدولة المجموعة الموزمبيقية "أهل السنة
والجماعة"، من قبل مقاتلين من جميع أنحاء شرق أفريقيا، للتصدي لهجوم مشترك تعرضت
له المجموعة، ما يظهر السرعة في التنسيق.
ورأت منظمة "السلام
العالمي" أن نجاح تنظيم الدولة في التصدي لكل من القوات الأفريقية والمرتزقة
الروس المدججين بالسلاح؛ يجب أن يكون بمثابة تحذير من استمرار قوة التنظيم، مشيرة
في الوقت ذاته إلى أن تحول "داعش" إلى أفريقيا بشكل متزايد لم يكن
مفاجئا.
الحلول العسكرية فشلت
وأوضحت أن أصول تنظيم
الدولة نشأت في سنوات من انعدام الأمن الذي أحدثه التدخل الغربي في الشرق الأوسط،
مستدركة بأن "التنظيم وجد أسبابا مختلفة لإثبات نفسه في مسرح العمليات
الجديد"، في إشارة إلى انتقال أهدافه القتالية إلى القارة الأفريقية.
وتساءلت المنظمة الدولية عن
إمكانية تجنب ما أسمته "التهديد الوشيك" من خلايا تنظيم الدولة في
أفريقيا، معتقدة أن "الحلول العسكرية الثقيلة لم تفعل سوى القليل لمعالجة هذه
القضايا".
ونقلت المنظمة عن كبير المحللين
السابقين في البنتاغون الأمريكي أليس هانت فريند، قوله إنه "لا توجد حلول عسكرية
كاملة ضد تنظيم الدولة"، مشددا على أن السلام والاستقرار على المدى الطويل مستحيلان،
دون استثمار كبير في التنمية الاجتماعية الاقتصادية والإصلاح الحكومي.
وطالب فريند بالقضاء على
الفساد أولا، من أجل دعم التنمية الاقتصادية على المستوى الشعبي، وتزويد الناس بوسائل
إعالة أنفسهم، مؤكدا أنه "يجب أن يحتل ذلك مرتبة أعلى في جدول أعمال ميزانيات
المساعدات الخارجية".
وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر
الماضي، أعلن تنظيم الدولة تعيين "أبي إبراهيم الهاشمي القرشي" ليخلف زعيمه
السابق أبا بكر البغدادي، الذي قتل قبل ذلك بأيام في عملية عسكرية أمريكية في محافظة
إدلب في شمال غرب سوريا.
وفقد التنظيم العام الماضي كافة
المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق وطبق فيها قواعده، إلا أن خلاياه النائمة
لا تزال ناشطة في البلدين، كما في دول أخرى في المنطقة العربية وفي أفريقيا وآسيا.
6 شهور على مقتل البغدادي.. هل تغيّر أسلوب "داعش"؟
مشروع صيني كبير يرى النور بفضل "كورونا" و"انكفاء ترامب"
هجماته نوعية.. كيف يستغل تنظيم الدولة كورونا للتمدد بالعراق؟