تشير التوقعات إلى توجه قوات حكومة الوفاق الليبية لتنفيذ عملية عسكرية وشيكة على قاعدة الوطية الجوية غربي العاصمة طرابلس، والتي تتمركز فيها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ورغم أن قوات الوفاق تخوض حربا على عدة جبهات ضد قوات حفتر، أبرزها مدينة ترهونة التي تحاول انتزاعها من قوات حفتر، وما يعنيه ذلك من صعوبة فتح جبهة جديدة، إلا أن مراقبين يقول، إن الوفاق قد لا تجد مناصا من تنفيذ هجوم قريب على الوطية، لاعتبارات عملياتيه.
فمن ناحية، يلعب عامل الوقت دورا مهما في منع إعادة ترتيب صفوف قوات حفتر بالمنطقة الغربية بعد الهزائم التي لحقت بها، واستغلال حالة التشتت في صفوفه، ومن ناحية أخرى يبدو أن الوفاق تريد استثمار المعنويات العالية التي تفشت في صفوف قواتها مؤخرا، بفعل الانتصارات الأخيرة.
ويدفع باتجاه هذه التوقعات تمكن الوفاق من السيطرة على ست مدن في الساحل الغربي، هي صرمان ومصراته والعجيلات، والجميل، ورقدالين، وزلطن، وما مثله ذلك من حرمان قوات حفتر المتركزة في القاعدة من الإشراف على أهم امتداد جغرافي لها على الساحل الغربي، والذي مثل منذ الهجوم على طرابلس مصدر إمداد رئيسي لقواته المتمركزة في القاعدة الحصينة، ما يعني أن القاعدة تعاني مشكلة في الإمداد حاليا.
وتقع "الوطية" التي كانت تحمل اسم قاعدة عقبة بن نافع سابقا، جنوبي مدينة العجيلات وتابعة إداريا لمنطقة الجميل التي تسيطر عليها الوفاق.
اقرأ أيضا: هذه مناطق سيطرة الحكومة الليبية بعد تقدمها الأخير (صورة)
ولتعزيز الحصار الذي تفرضه الوفاق على القاعدة، تتحرك طائرات عسكرية بشكل متواصل، وتنفذ طلعات جوية "استكشافية" فوق "الوطية"، وفي محيطها، للحيلولة دون تمكين حفتر من لملمة الصفوف المشتتة من قواته الهاربة عقب معارك مدن الساحل، بما يمنع إعادة تمركزها في القاعدة. وفق بيانات حكومية صدرت من طرابلس.
وفي هذا السياق، قال العقيد طيار، سعيد المالطي في تصريحات لقناة فبراير الليبية، إن جميع التوقعات العسكرية تشير إلى إمكانية تحرير قاعدة الوطية، لأنها تعاني نقصا في الإمداد من جهة الساحل، وكذلك من مناطق الجبل الغربي أيضا، كبلدات كجادو والرحيبات والزنتان.
وتعد السيطرة على الوطية مكسبا استراتيجيا جديدا لحكومة الوفاق، إذ تتمكن بذلك من إحكام قبضتها على كامل المنطقة الغربية، حال انتهت عملية ترهونة بالسيطرة على المدينة أيضا.
وشكلت القاعدة خطرا على العاصمة طرابلس منذ بدء العدوان على طرابلس في الرابع من نيسان/ أبريل عام 2019، فمنها كانت عمليات الإمداد لحفتر بالمقاتلين على جبهات القتال، وعبر مدرجاتها كانت تسيّر الطلعات والمهمات الجوية لضرب العاصمة.
ويرى الخبير العسكري، عادل عبد الكافي أن قوات الوفاق تأخذ كل المعطيات المحيطة بالقاعدة بعين الاعتبار، مؤكدا أن القاعدة تعيش حالة حصار من قوات الوفاق في إطار عملية عاصفة السلم التي أطلقت مؤخرا.
ويؤكد عبد الكافي وهو عقيد طيار سابق في الجيش الليبي، أن سلاح الجو التابع للوفاق يواصل قصف القاعدة بين الفينة والأخرى، إلى حين انطلاق ساعة الصفر لاقتحامها، متوقعا أن "الوفاق" لن تتهاون بفتح ممرات لأي عناصر للخروج منها، سواء لقوات حفتر، أو أي عسكريين يتبعون للدول الداعمة له.
وشدد على أن قاعدة الوطية تعد من أكبر القواعد العسكرية فى ليبيا والسيطرة عليها له أهمية استراتيجية للجيش الليبي، لافتا إلى أن تأخير الحسم فيها جاء لاعتبارات قبلية وفتح مسلك للمفاوضات، مشددا في الوقت ذاته على أن أي تأخير إضافي سيصب في صالح قوات حفتر، وسيبقي القاعدة خنجرا فى ظهر القوات الحكومية.
اقرأ أيضا: أنباء عن محاصرة "عسكريين أجانب" بقاعدة تابعة لحفتر
وكانت أنباء ترددت مؤخرا على محاصرة عسكريين اجانب في القاعدة، ممن يقدمون المشورة لقوات حفتر. ورجح مصدر عسكري تحدثت له "عربي21" هذه الأنباء مشددا على أن قوات الوفاق حين شنت هجوما على القاعدة قبل نحو شهر داهمت سكن القاعدة فقط، وأسرت من فيه من ضباط ومقاتلين يتبعون لحفتر، ولم تتمكن من الوصول إلى دشمات السلاح و الطيران والمرافق الأخرى في القاعدة، وهو ما يرجح وجود ضباط آخرين كانوا داخلها.
ولفت المصدر الذي فضل عد ذكر اسمه، إلى أن القاعدة التي تتوسط منطقة جبلية وعرة في الغرب، ليست محاصرة بشكل كامل من قبل الوفاق، وهي مكشوفة على مدينة الزنتان (جنوب القاعدة)، مشيرا إلى وجود مدقات جبلية وعرة في تلك المنطقة، لا يعرفها سوى سكان الجبل الغربي.
يشار إلى أن "الوفاق" أكدت في تصريحات سابقا وجود مستشارين أجانب يقدمون المشورة لحفتر وقواته، ويتمركزون في القاعدة المذكورة، التي تعد غرفة عمليات مركزية اللواء المتقاعد، ومنها تنطلق معظم الهجمات الجوية على العاصمة طرابلس.
وتعد قاعدة الوطية من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، وتضم مخازن أسلحة ومحطة وقود ومهبطا للطيران ومدينة سكنية وطائرات حربية، وتمتد على مساحة 50 كيلومترا مربعا.
وتتميز القاعدة بموقع استراتيجي، حيث إن الطيران الحربي والمسير الذي يطير منها يغطي كامل المناطق الغربية لليبيا.
وبنيت القاعدة عام 1942 زمن الوصاية الدولية الثلاثية بين بريطانيا وفرنسا وأمريكا على ليبيا، وهي ذات أكبر بنية تحتية عسكرية حيث تستطيع استيعاب وإيواء نحو 7 آلاف عسكري.
هل بدأ العد التنازلي لهجوم قوات الوفاق صوب "ترهونة"؟
أنظار "الوفاق" تتجه لترهونة.. هل بات الهجوم وشيكا؟
بعد فشل السيطرة على العاصمة.. هل يبحث "حفتر" عن تسوية؟