نشر موقع "أمبارو كالاندين بسيكولوغوس" الإسباني تقريرا تحدث فيه عن مرض توهم المرض، وهو اضطراب يجعل المصاب به يعتقد أن لديه أعراضًا جسدية لمرض خطير.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من عدم وجود أدلة طبية تدعم تدهور الحالة الصحية للمصاب بتوهم المرض، إلا أنه مع ذلك يفكر باستمرار في صحته البدنية ويعاني من خوف غير واقعي من الإصابة بمرض خطير.
لماذا يظهر توهم المرض؟
أوضح الموقع أن التفسير المتطرف لإشارات الجسم هو الآلية التي يتم من خلالها تعزيز ظهور هذا القلق. ويمكن أن يبرز هذا الاضطراب لأسباب مختلفة جدًا مثل التجارب السابقة على غرار المعرفة بالأخطاء الطبية والأمراض العائلية. كما تلعب المعتقدات الراسخة المتعلقة بالجسم دورا مهما، مثل العادات الاجتماعية التي يقع فيها التعبير بشكل عاطفي عن المرض وردود الفعل، إلى جانب انعدام القدرة عن إدراك ردود الفعل الداخلية الخاصة والفشل في مواجهة المواقف العصيبة، بالإضافة إلى خوض تجارب مؤلمة بسبب وفاة أحد أفراد الأسرة.
يضاف إلى ذلك، تكوين معتقدات خاطئة حول الأعراض والصحة والمرض. كما أن الاهتمام الانتقائي بالجوانب السلبية يؤدي إلى تأكيد هذه المعتقدات الخاطئة. ومن الأسباب الأخرى، الخوف المفرط من الموت أو الألم أو المعاناة أو الضعف أو الاعتماد على الآخرين، التعليم القائم على الخوف، سوء تفسير الأعراض، والحماية المفرطة من قبل الوالدين.
لماذا يمكنني أن أصاب بهذا الاضطراب؟
أورد الموقع أن الدراسات أظهرت أن هذا الاضطراب يؤثر غالبًا على العديد من الأقارب، أي أن العديد من أفراد الأسرة يميلون إلى المعاناة منه. قد يشير هذا إلى وجود أسر ضعيفة بشكل خاص وأكثر عرضة للتفسير السلبي لعلامات المرض. في هذه الحالة، نتحدث خلال المواعيد العائلية فقط عن الأمراض، وعما إذا كنا نقوم بعمل جيد أو سيئ، ونعيش بقلق كبير إزاء أي علامات مرضية تظهر عند الأطفال. وبهذه الطريقة، يتعلم أفراد الأسرة وخاصة الأشخاص الأصغر سنا، تفسير أي إشارة جسدية على أنها مقترنة لا محالة بالألم أو الخوف أو القلق.
أعراض توهم المرض
يمكن تقسيم الأعراض المميزة لاضطراب توهم المرض إلى ثلاثة مستويات:
المستوى المعرفي:
- الاهتمام بالجسم نفسه والمعاناة من أمراض مختلفة خطيرة بشكل عام.
- التأمل المستمر للأعراض والصحة والمرض وعواقبه.
- المراقبة الذاتية المفرطة للجسم والميل لرؤية علامات المرض.
- الانتباه المفرط للعواقب السلبية المحتملة، وتجاهل الجوانب الصحية للحياة.
الأعراض الفسيولوجية العاطفية:
- درجة عالية من القلق
- المخاوف التي لا تتوافق مع الخطر الحقيقي
- التغيرات المستمرة في المزاج
الأعراض السلوكية:
- التحدّث بشكل معتاد مع الأشخاص المقربين وحتى الغرباء حول الأمراض والأعراض المختلفة.
البحث عن معلومات في مصادر مختلفة (الإنترنت والأطباء والمنتديات والأسرة).
- تكرار الملاحظات والتحليلات الذاتية والتلاعب بأجزاء مختلفة من الجسم على غرار الفحص المفرط.
- زيادة زيارات الأطباء والمتخصصين واحتمال تدهور العلاقات مع المتخصصين.
- التقليل من القيام بأنشطة أخرى، وخاصة الأنشطة في أوقات الفراغ والعلاقات الاجتماعية.
ما الذي يجعلها أسوأ؟
أضاف الموقع أن الاضطراب يبدأ في التطور عندما يبدأ الشخص في الاستسلام لبعض الأفكار غير العقلانية التي تثير الخوف، ويتكرر هذا حتى يقع الشخص في ما نسميه "فخ القلق".
كل هذا يضاعف من:
- الزيارات المستمرة للأطباء والمتخصصين دون العثور على سبب جسدي للمشكلة ودُون تفسير مُرضٍ. وعلى العكس تماما، هناك مرضى يتجنبون باستمرار أي استشارة طبية أو الفحص خوفًا من تأكيد المرض المرعب.
- الإصرار على البحث عن معلومات حول الأمراض من خلال مصادر مختلفة على غرار الإنترنت والمهنيين والأسرة.
- ظهور أمراض حقيقية تؤكد المعتقدات.
- يركز الشخص معظم حياته على تجربة المرض.
- إهمال المصالح وقلة النشاط يؤدي إلى مزيد الاهتمام بمشاعرهم.
علاج اضطراب توهم المرض
أفاد الموقع بأن العلاج الأكثر فعالية لتوهم المرض هو المنهج القائم على المعرفة. ويقوم هذا العلاج على فقدان الشخص للخوف من المرض عندما يشعر بالإحساس الذي يخاف منه. وعادة ما يكون الفكر التلقائي للمرض هو الذي يولد الخوف والقلق الشديد، والإحساس بالخوف الذي يفسر على أنه مصاب بمرض ما. وبهذه الطريقة، يصبح القلق المرتبط بفكرة المرض مسببًا للمخاوف من المرض نفسه. لذلك، يركز العلاج على تلك المعتقدات غير العقلانية والتفكير بموضوعية والتعامل وقبول الأحاسيس الجسدية دون توقع نتائج سلبية.
متى وأين تطلب المساعدة؟
أشار الموقع إلى أن المصاب باضطراب توهم المرض غالبا ما يساء فهمه ولا أحد قادر على اكتشاف ما يحدث له واكتشاف مرضه. كما أنه يحتاج إلى تشخيص مرضه من أجل حل مشكلته الصحية. لا يشعر المريض بالتوتر فحسب، ولكن من الناحية المنطقية يصبح مكتئبًا، معتقدًا أن ما يحدث له ليس له حل.
يطلب معظم الأشخاص المساعدة من الأطباء الذين يكونون غير قادرين أحيانا على توفير التشخيص والعلاج. في هذا الوقت، توقف عن البحث عن سبب قلقك واذهب إلى طبيب نفسي يمكنه تقييم ما إذا كنت تعاني من اضطراب قلق مثل توهم المرض.