تمر الذكرى السنوية
الأولى، لتنحي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، في العزلة التي يعيشها
وحيدا بمنزله، في منطقة زرالدة قرب العاصمة الجزائر.
بوتفليقة الذي بقي
متمسكا بالسلطة، رغم الجلطة التي أصابته عام 2013، وأدت إلى تدهور حالته الصحية،
يقبع في منزله المجهز بمعدات طبية، بعد أن أرغمته الحشود في الشارع، على الخروج
ببيان تنح عن السلطة، عبر شاشة التلفزيون الرسمي قبل عام من الآن.
وكان بوتفليقة يستعد
مع الفريق الموالي له للترشح لفترة رئاسية خامسة، لكن تخلي قائد الجيش الراحل
الفريق أحمد قايد صالح عنه أفشل مساعيه ودفع إلى قرار التنحي.
وقالت مصادر إن بوتفليقة "يعيش في
زرالدة محاطا بشقيقته وفريق طبي". فيما قال أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة
الجزائر محمد هناد إن بوتفليقة لا يزال "يتمتع بجميع الامتيازات" التي
يؤمنها له منصبه السابق، لكن لا شيء تقريبًا يتسرّب عن تفاصيل حياته اليومية.
وكانت آخر مرة تم فيها الحديث عنه بشكل رسمي في 12 كانون الأول/ديسمبر، يوم بثت وسائل الإعلام صورة بطاقة
هويته عندما تقدم شقيقه ناصر للانتخاب نيابة عنه.
وقال الصحافي الجزائري
فريد عليلات، مؤلف آخر سيرة ذاتية له، في مقابلة نشرتها الشهر الماضي الأسبوعية
الفرنسية "لوبوان": "يستقبل القليل من الزوار. ولا يزال مُقعداً على
كرسيه المتحرك"، علما بأنه غير قادر على الكلام بسبب مرضه. واستدرك بأنه "يدرك كل ما يجري في الجزائر" وفقا لـ"الفرنسية".
ويرى هناد، المحلل
السياسي القريب من الحراك، أن الجزائريين "لن يتمكنوا أبداً" من قلب
صفحة عهد بوتفليقة إلى أن تتم محاكمته.
اقرأ أيضا: 15 سنة سجنا لشقيق بوتفليقة بتهمة "التآمر على الدولة"
ومنذ تقاعده الإجباري،
فتح القضاء الجزائري عددًا كبيرًا من التحقيقات في قضايا فساد ودان وسجن سياسيين
سابقين ورجال أعمال مؤثرين اتهموا باستغلال روابطهم المميزة ببوتفليقة وعائلته.
ويطالب الباحث في علم
الاجتماع ناصر جابي بمثول رئيس الدولة
السابق أمام المحكمة "حتى لو بشكل رمزي"، لأن المحاكمات الأخيرة كشفت
أنه كان "عرّاب الفساد".
ودعا إلى محاكمته،
الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي، الوزير لفترة قصيرة في حكومة بوتفليقة الأولى عام 1999، قبل أن
يصبح معارضاً شرساً لنظامه.
وقال في مقابلة مع
قناة تلفزيونية خاصة إن الرئيس السابق "يتحمل مسؤولية الفساد. لقد قام
بتغطيته. ومحاكمته ستكون رمزية"، إذ إنه لن يُسجن على الأرجح بسبب حالته
الصحية.
في المقابل، يقبع في
السجن شقيق الرئيس السابق سعيد بوتفليقة، الذي كان مستشاره الأول إلى حد أنه اعتبر
"الرئيس الثاني" مع تدهور صحة عبد العزيز.
واعتقل في أيار/ مايو
2019 وحكم عليه بالسجن 15 سنة في أيلول/ سبتمبر الماضي بتهمة التآمر ضد الجيش وسلطة
الدولة. وتم تأكيد الحكم عند الاستئناف في شباط/ فبراير.
واتهم الفريق قايد
صالح، سعيد بوتفليقة بالتآمر مع رئيس المخابرات السابق الفريق المتقاعد محمـد مدين المعروف
باسم "الجنرال توفيق" وخليفته عثمان طرطاق، من أجل عزله من قيادة الجيش
بهدف حماية أخيه.
وزير جزائري: الاحتجاجات الشعبية في ظل "كورونا" انتحار
"فساد كبير" بتحقيقات مع مدير الأمن العام السابق بالجزائر