لا يزال التراشق الإيراني الأمريكي متواصلا، على خلفية انتشار فيروس كورونا، والذي تتهم طهران واشنطن بتعمد نشره، للانتقام منها، وتأثير العقوبات على جهود علاج المصابين، في ظل تراجع القدرات الصحية الإيرانية على احتواء المرض وتفشيه بسرعة كبيرة.
وفي المقابل ترفض الخارجية الأمريكية الاتهامات الإيرانية لها، بل وتطالبها بعدم التذرع بعقوبات واشنطن، لضعف النظام الصحي، والإنفاق عليه من أموال صندوق المرشد الأعلى للثورة، الذي قالت الخارجية الأمريكية إنه معفى من الضرائب.
وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف: إن "أمريكا تسعى للانتقام من الشعوب، من خلال كارثة إنسانية، بنشر فيروس كورونا".
وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "لم نشهد على مر التاريخ مثل هذا التوظيف البشع لكارثة انسانية من اجل الانتقام وبث الحقد والكراهية والإستغلال الإنتخابي كما يفعله الرئيس الأمريكي الحالي وفريق مساعديه".
وتطرح التصريحات الإيرانية ضد واشنطن تساؤلات بشأن ما إذا كانت العقوبات أرهقت النظام الصحي في إيران وأبقته عاجزا أمام تفشي فيروس كورونا، أن هذا القطاع ضحية للإنفاق الإيراني على التمدد خارج حدودها طيلة السنوات الماضية، وفق ما يراه مراقبون.
اقرأ أيضا: هل تستجيب واشنطن لرفع العقوبات كي تواجه إيران "كورونا"؟
المحلل السياسي اللبناني عبد اللقيس، اتهم الولايات المتحدة باستهداف إيران، بكل السبل، وآخرها فيروس كورونا، قال إنه ترامب نفذ وعيده بتدمير المواقع الثقافية في إيران، لكن بكورونا وليس بالقصف.
وأوضح اللقيس، لـ"عربي21" أن علامات استفهام تطرح بشأن انتشار الفيروس في الدول التي لديها إشكالات مع الولايات المتحدة، وخاصة إيران والصين. مشددا على أن العقوبات الأمريكية على إيران أرهقت نظامها الصحي.
وأضاف: "هناك حصار على الكثير من أنواع الأدوية التي لا بد أن تبقى بحركة تبادلية بين الدول، وواشنطن تسعى لمحاصرة كل من يتعاطى مع إيران في هذه المسائل.
ولفت اللقيس إلى أن اتهام طهران لواشنطن بمحاولة تدميرها عبر فيروس كورونا، "لم يأت من فراغ فهي تحاول بناء اقتصادها الخاص دون الاعتماد على أحد والولايات المتحدة تشن كل أنواع الحروب عليها ومنها الحروب البيولوجية التي بدأت في ووهان ووصلت إلى قم".
وقال المحلل السياسي اللبناني، "قم ليس بها مواقع عسكرية، والمستهدف هو التاريخ والحضارة، كما أنها لا تتناول الخفافيش كما تزعم واشنطن أنها سبب ظهور الكورونا، ومن يقول إن أمريكا لم تطلق هذا السلاح فهو يقفز فوق الحقائق".
وشدد على أن "عجز" الولايات المتحدة عن الرد على طهران وقدرتها العسكرية في المنطقة، خاصة بعد عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، "دفعها للجوء إلى العمل الخبيث، الذي انفلت من عقاله، وبات اليوم جائحة عالمية".
اقرأ أيضا: ظريف يطلب رفع العقوبات عن إيران لمكافحة "كورونا"
من جانبه قال السفير الأردني السابق لدى طهران الدكتور بسام العموش، إن تبريرات إيران بضعف قدراتها الصحية، على مواجهة فيروس كورونا، بسبب العقوبات الأمريكية، "محاولات كذب على الشعب".
وقال العموش لـ"عربي21"، إن إيران تنشغل بفكرة صناعة قنابل ذرية، وإحداث قلاقل وحالة من عدم الاستقرار في المنطقة، بفعل تدخلاتها العسكرية بدول عربية، في اللحظة التي يموت فيها المواطنون الإيرانيون، بسبب نقص الرعاية الصحية.
وأضاف: "كيف نصدق دولة لا تستطيع التمييز بين طائرة أمريكية مقاتلة، وطائرة أوكرانية محملة بالمدنيين، أقلعت من مطارها الرئيس، وأسقطتها، في محاولة لتسجيل مجد بالرد على اغتيال سليماني، وإذا تتسبب بكارثة وتحمل الآخرين المسؤولية".
وتابع العموش: "الشعب الإيراني بكافة مكوناته وطوائفه، ضد ممارسات النظام، وحتى من هم من داخل النظام يرفضون سياساته من أمثال مهدي كروبي، لأن النظام قائم على الاستبداد، وتضييع أموال الإيرانيين التي ترسل لحزب الله في لبنان والمليشيات بسوريا".
مشددا على "أنهم لو كانوا يريدون مصلحة الشعب الإيراني لأنفقوا كل تلك الأموال على بناء نظام صحي لائق بالشعب".
ورأى السفير الأردني السابق، أن طهران "تظن أن لها تأثيرا عالميا كبيرا، في الوقت الذي تفشل فيه بمواجهة وباء، وتسارع إلى التذرع بحجج كثيرة من بينها العقوبات الأمريكية".
وردا على أحاديث البعض أن كورونا حرب بيولوجية أمريكية ضد أعدائها، تساءل العموش: "لماذا لم ترسل واشنطن الفيروس إلى كوريا الشمالية لإبادتها؟".
ووصف استمرار طهران باتهام الآخرين، بالوقوف وراء المشكلات التي خلقتها لنفسها، "تسويق لبضاعة بالية، لا ينطلي إلا على السذج، والمخدرين بشعارات الموت لأمريكا وغيرها من الشعارات".
هذه حصيلة آخر 24 ساعة من اجتياح "كورونا" عربيا وعالميا
حصيلة 24 ساعة.. يوم مؤلم آخر بإيطاليا وتركيا تدخل دائرة الخطر
إصابات كورونا تتخطى حاجز نصف مليون.. أمريكا تتصدر القائمة