نشرت مجلة "ذا هيلثي" الأمريكية تقريرا تناولت فيه فوائد التحدث إلى النفس، مشيرة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه من المحتمل أنك تتحدث إلى نفسك على مدار اليوم سواء كنت على دراية بذلك أم لا.
وقالت: "أغلب العبارات، بدءا من "سأتأخر!" أو "أنا أحب هذا الفستان" إلى "أنا متأخر في العمل" قد تجول في ذهنك بشكل دائم. ولكن هل سبق لك أن ردّدت هذه العبارات بصوت عالٍ؟
في الواقع، اتضح أن التعبير عن بعض الأفكار الباطنية بصوت عالٍ يمكن أن يساعدك على التغلب على الحاضر والمستقبل بشكل أفضل، وهو شيء ينبغي لنا جميعا أن نبدأ في ممارسته.
ما معنى الحديث إلى النفس؟
تستخدم ليزا فيرينتز، أخصائية اجتماعية سريرية ومعالجة نفسية، هذه الممارسة في أغلب الأحيان عندما يتعلق الأمر بمساعدة عملائها على تطوير نظرة إيجابية عن أنفسهم ومستقبلهم.
وأفادت قائلة: "لا يوجد شيء أكثر أهمية من الطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا لأن هذا المونولوج الداخلي يخبرنا بطرق خفية وغير خفية عن جميع أفكارنا وحالاتنا العاطفية وخياراتنا السلوكية اللاحقة".
ببساطة، إذا كنت من الأشخاص المنتقدين، أو تصدر أحكاما، أو تواجه اليوم بموقف سلبي باستمرار، فأنت تصعب على نفسك التعامل مع الأشياء بشكل إيجابي في المستقبل.
أشارت المجلة إلى أنه من بين الطرق الجيدة التي تساعدك على بناء حالة عقلية صحية هي تدوين ما أنت ممتن له ونقاط قوتك والعبارات الإيجابية، ثم الوقوف أمام المرآة وترديد تلك المدونات بصوت عالٍ.
إذا شعرت بأنك تتصرف بشكل غريب، "لا بأس، فبمجرد التدرب على هذه العادة والنظر إليها بنظرة إيجابية، ستكتشف بأن ممارستها سهلة جدا. إنها توجه حياتنا سواء كنا واعين بها أم لا"، حسب قول فيرينتز.
ما هي فوائد التحدث إلى نفسك؟
أوضحت المجلة، نقلا عن فيرينتز: "عندما نردد الرسائل الإيجابية في باطننا فهذا من شأنه أن يمنحنا المزيد من القوة والشجاعة حتى نتمكن من مواجهة سيناريو صعب يمكن أن يحدث لنا".
سنة 2017، أُجريت دراسة في علم النفس الرياضي والتمارين الرياضية، وخلصت إلى أن الرياضيين غالبًا ما يفضلون التحدث إلى النفس قبل المنافسات.
أفادت المجلة بأن التحدث إلى نفسك بضمير الغائب على وجه التحديد قد يكون مفيدا، فقد وجد بحث في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" أن الأشخاص الذين تحدثوا إلى أنفسهم بضمير الغائب لاحظوا انخفاض نسبة القلق.
تقرأ أيضا : ممرضة إيطالية تنتحر بعد تأكد إصابتها بـ"كورونا"
هذا لا يعني أنه لا يمكنك ترديد إحباطك بصوت عالٍ، إذ يُسمح لك بالتحدث عن الأشياء السلبية مع نفسك تماما بشكل إيجابي.
حيال هذا الشأن، أضافت فيرينتز قائلة: "هناك بالتأكيد قيمة لفهم ما تشعر به سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا. إن قول الأفكار السلبية بصوت عالٍ يمكن أن يكون أمرا صائبا للغاية. كما أن مواجهة الأشياء السلبية التي تفكر فيها وتشعر بها يمنحك الفرصة لإعادة تقييمها".
وبمجرد التعبير عما يزعجك، حاول أن تسأل نفسك حول ما إذا كان الاستمرار في التشبث بهذه الأفكار أمرا مفيدا أو ما إذا بإمكانك التغلب عليها وتجاوزها. لذا، في المرة القادمة التي تجري فيها محادثة ثنائية مع نفسك لا تقلق، لا بأس بذلك فلعلها تكون مفيدة.